عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 09-Mar-2012 الساعة : 07:06 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الشيعة ومناوؤوهم
قال تعالى( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)فالاسلام جاء رحمة للبشرية كلها.
وتتجلى مظاهر الرحمة هذه بوضوح , من خلال الوصايا والاحكام التي شرعها الاسلام, فقد ورد في الشريعة ان من دخل في ذمة الاسلام والتزم باحكام الذمة كان آمنا في بلاد الاسلام.
وتتجلى ايضا هذه التشريعات الواردة في علاقة المسلمين بعضهم ببعض,حيث ورد ان من يتقيد بمبادئ الاسلام ويأخذ احكامه وفرائضه ورخصه وعزائمه يكون آمنا على نفسه ودمه وعرضه وماله.
وقد وردت الايات والنصوص الكثيرة, مؤكدة على التواصي والتراحم بين المسلمين, ماجعل منها قاعدة واساسا يقوم عليه كيان الامة الاسلامية والمجتمع الاسلامي.
فقال تعالى ( انما المؤمنون أخوة)
وفال تعالى( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا)
وورد في الحديث ان من شهد الشهادتين , حقن ماله ودمه وعرضه( هذه قاعدة استخلصها الفقهاء من الروايات الواردة في الابواب المتفرقة , فمثلا قال الشيخ الصدوق _ عند ذكر دعائم الاسلام_ في اماليه ص739 ومن شهد الشهادتين فقد حقن ماله ودمه الا بحقهما وحسابه على الله عزوجل
الصيرفي عن ابا عبد الله يقول الاسلام يحقن به الدم وتؤدى به الامانة وتستحل به الفروج والثواب على الايمان
وروي في كثير من المصادر ان رسول الله (ص) قال من ابغضنا اهل البيت بعثه الله يهوديا , قيل يارسول الله وان شهد الشهادتين؟ قال نعم انما احتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه او يؤدي الجزية وهو صاغر ...الحديث)
وان من دخل الاسلام فله ماللمسلمين وعليه ما على المسلمين( قالها النبي (ص) في عدة مواطن.....)
وورد ايضا ( المسلم اخو المسلم, وهو عينه ومرآته ودليله, لايخونه, ولايخدعه, ولايظلمه , ولايكذبه, ولايغتابه) وظاهره انه لايفرق في ذلك بين افراد المسلمين على اختلاف مذاهبهم واعراقهم.
وهذه القاعدة التي انطلقت من الايات الكريمة والاحاديث الشريفة, لاتعني وضع قرارات وافكار ومبادئ فقط, وانما ياد منها ايضا ان تكون ايجابية وعملية في حياة كل فرد مسلم لتأكيد الاخوة والوحدة والتضامن والتحابب فيما بينهم وانهم قوة ويد واحدة في قبال اعدائهم واعداء دينهم.
وحين نعود الى واقع المسلمين لانجد اعتناء بهذه القاعدة, فالمواقف السلبية التي تظهر من المسلمين تجاه بعضهم البعض, والتعصب البغيض الذي يبرز بين حين واخر _خاصة ضد الشيعة_ وبأساليب مختلفة, بل ولاوهى الاسباب, يؤكد ان هذه القاعدة المنطلقة من القران والسنة, قاعدة مهملة عمليا, وهذا مايولد خطر الفرقة والتباعد والضياع, بل ينذر باشد من هذا على واقع المسلمين,خصوصا في هذه المرحلة التي اصبح فيها اعداء الاسلام يؤكدون انهم المتفردون بالساحات كلها وان القوة الوحيدة التي تقف في وجههم وتتحداهم هي قوة الاسلام, لانه يمثل الواقع, ولانه الدين الذي يقدم للانسان في شؤونه كلها مايتلائم وفطرته وطبيعته, الامر الذي يخشاه اعداء الاسلام, ويضطرهم _ نتيجة الخوف من التوسع الاسلامي_ ان يقفوا في وجهه وان يستعملوا كل الاساليب ضده , ويعتمدوا كل الوسائل التي من شانها ان تضع حدا لتلك القوة الهائلة التي يتمتع بها الاسلام , بل يحاول اعداء الاسلام ان يجهزوا عليه تماما.
ومن جملة الوسائل التي يعتمدها اعداء الاسلام سياسة (فرق تسد) واثارة ( العصبيات والنعرات المذهبية) وكل مايؤدي الى التفرقة بين المسلمين وتشتت وحدتهم وقوتهم , وملء القلوب والنفوس بالضغائن والاحقاد.
وقد وقعت احداث واحداث مؤلمة لم يكن ينبغي صدورها من مسلم , والتي على راسها التكفير للشيعة , مما سبب ويلات وويلات
موقف الشيعة من التحديات
الا ان الشيعة كانوا ومايزالون يواجهون هذه الامور من منطلق المسؤولية, لمعرفتهم التامة بما وراء هذه الامور, ومن يقف وراءها, بل وما تستهدفه منذ اليوم الاول, ويعرفون ماتعنيه اثارة الفتن, ومايستهدفه اعداء الاسلام ويخططون له.
لذلك كله وقفوا الموقف الملائم في هذه المرحلة وفي كل المراحل وغضوا النظر عن كثير من المظالم التي ووجهوا بها, لتبقى كلمة الاسلام هي العليا, وتكون رايته هي الخفاقة , ولو كان ذلك على حسابهم
معاناة الشيعة في العصر الاموي والعباسي في الحلقة القادمة
|