[مسكين مستكين]

7- وصيتها ان تدفن ليلا وان يكتم امرها

فقد روى الشيخ المفييد عن علي بن الحسين عن ابيه الحسين عليهما السلام قال :
(( لما مرضت فاطمة بنت النبي اوصت الى علي صلوات الله عليه ان يكتم امرها
ويخفي قبرها ولا يؤذن احدا بمرضها ففعل ذلك وكان يمرّضها
بنفسه وتعينه على ذلك اسماء
بنت عميس رحمها الله على استسرار بذلك كما وصت ))
ترتيب الامالي 5-67
وروى الشيخ الصدوق في حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله :
(( فتقدم عليّ فاطمة محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ))
فشهادتها ودفنها ليلا محطة مفعمة بالظلم والاسى
وصارخة بالاعتراف على المتغلبين على امر الخلافة

قال ابن طاووس في الاقبال :
حول دفنها ليلا ( انها دفنت ليلا مظهرة للغضب على من ظلمها
وآذاها وآذى أباها صلوات الله عليه وعلى روحها الطاهرة )
اقبال الاعمال 161

وسجلت بنحو بيّن لكل الاجيال الادانة لحركة السقيفة ومسار الابتعاد
عن اهل البيت
تبيانا منها لبطلان الاسس والبنى التي أرسو مسارهم عليها
كدعوى الشورى وخوف الفتنة ودعوى العلم بالكتاب والسنة كما في قولها :
( أم انتم اعلم بخصوص القران وعمومه من أبي وابن عمي ؟)
فرفعت اللوابس والحيرة الساترة على رؤية وبصيرة الامة التي
أخذتها الفتنة الفكرية والسياسية المحتدمة
حيث عمت وغطت الاجواء
في اول مرحلة تعيشها الامة بعد غيبة نبيها صلى الله عليه واله وسلم
فسنت بذلك سنة التولي والتبري العقيدي والسياسي في الامة الاسلامية

فدورها بيان بقاء مسار النبوة والرسالة تعيينا في منهاج الامامة
وان هذا المقام مقام غيبي ذو شؤون قد امتد في الامامة
وان الوراثة لمقامات النبي صلى الله عليه واله وسلم ومنصبه وخلافته تكون باستحقاقات
حاصلة بالسوابق في تحمل أعباء تشييد الدين والى ذلك
قولها في خطبتها ( قذف اخاه في لهواتها )
وفيما اوصت به ايضا ان لا يصلي عليها احد من هذه الامة
حيث قال :
( لا تصلي عليّ أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله ... فهذه أمة تصلّي عليّ وقد تبرّأ الله ورسوله منها )

يتبع ان شاءالله تعالى