عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 22-Mar-2012 الساعة : 03:02 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل الاول
وجوب النظر والمعرفة
يعتقد الشيعة انه يجب على كل انسان عاقل ان تكون لديه الحجة العقلية الواضحة في امر عقيدته ودينه وايمانه, ولذلك يجب عليه ان يتامل وينظر الى مايحيط به في هذا الكون, ومااودع فيه من اسرار, وقام عليه من نظام واحكام وتدبير واتقان, وما عليه من تلاحم وتقارب وتماسك, وانه لم يوجد عبثا ولم يخلق بلا هدف, ولا اوجد نفسه بنفسه, ولا عملت فيه قوى متضادة ومتعارضة, بل ان هذا الصنع الدقيق , والاتقان الرائع, والتدبير المحكم, ماكان لو لم يكن وراءه صانع مدبر وقادر حكيم وانه خلقه واوجده في ضمن حدود وغاية قررها الخالق سبحانه بمقتضى علمه وحكمته
وجوب النظر عقلي فطري
واذي يجعل الانسان يدرك هذه الحقيقة ويعيش آفاقها الرحبة , هو العقل والفطرة الذاتية التي فيه, الفطرة قادته الى الهداية المطلقة, والعقل ادركها بما يسمى ب(( نظام العلية)) أو (( الحتمية)) بأعتبار ان مبدأ العلية هو من المبادئ الاولية التي يدركها ويعتمدها العقل البشري بعيدا عن الحس, والذي يعني ان لكل شئ سببا, ولولا هذا المبدأ لما امكن اثبات شئ, ولا الاستدلال على شئ في هذا الوجود اطلاقا, بل حتى رفض مبدأ العلية واعتماد مبدأ الصدفة_ الذي هو باطل جزما_ هو ايضا يعتمد على مبدأ العلية
فطرة الخلق على التوحيد
فان هذه الامور العقلية الضرورية الفطريةفي الانسان هي التي جعلته يشعر بالهيمنة العظيمة, والقوة الخارقة, والقدرة الفائقة, وهي التي جعلته يتوجه الى ماهو مقدس وكبير فوق التصور وفوق الادراك وفوق التحديد, وجعلته يحس بالحاجة والافتقار اليه, والهدوء والاطمئنان في رحابه, والاستقرار والهدى في حماه, بل يشعر بالعجز المطلق امامه, وانه بدونه لاحول له ولاطول ولا قوة ولا قدرة, ويتأكد انه في ادراكه هذا وافكاره مصيب للحق والواقع, فالفطرة رائده والعقل دليله.
ويأتي القران ليؤكد ويثبت هذه الحقيقة التي ادركتها الفطرة , وان للكون خالقا وموجدا وصانعا
قال تعالى( واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور)
وقال تعالى( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)
وتتوالى الايات الكريمة في تأييد دليل العقل وما ادركه وما انتهى اليه , بشكل حازم وبشكل واضح.
قال تعالى(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون)
وقال تعالى(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
اننا حين نتامل هذه الايات الكريمة ونقرأ ماتوحيه ندرك ان الذي دفع الانسان في حالة الشدة والمحنة وانقطاعه حين احيط به , الى ان يدعو الله مخلصا, ويقول (ياالله) ويتوجه اليه صادقا بعد ان كان منغمرا في عالم النسيان والبعد عنه تعالى, انما هو الفطرة (وقد وردت روايات في هذا المعنى , فقد سئل الصادق (ع) عن قوله تعالى( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها) فقال التوحيد راجع الكافي 2/12)
الفطرة هي التي قادته الى الواقع وادراك الصانع والعقل هو الذي دله عليه من خلال اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما في الظهور, ومن خلال الموجودات الاخرى التي يراها حوله ويعيش عوالمها, فيعرف تماما انها ليست هي الموجودة لنفسها, والا لما تغيرت وتبدلت واثرت فيها العناصر والتقلبات الكونية, الامرالذي يؤكد ان لها موجدا وصانعا ومدبرا , حكيما قديرا
|