منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Mar-2012 الساعة : 07:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


قادر
ومعنى القدرة, نفي العجز عنه فيما يشاء ويريد , أو كما قيل هو الموجد للشئ اختيارا من غير عجز ولا فتور.
والقدير الذي قدرته لاتتناهى, قال تعالى( ان الله على كل شئ قدير) والمستفاد من هذا ان الله تعالى له القدرة المطلقة النافذة في جميع الاشياء, لايعجز عن شئ ولايعجزه شئ , قادر على كل شئ.
قال تعالى( وما كان الله ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا).
اما العقل فهو يحكم بقدرة الله تعالى وعدم عجزه بشكل مطلق , وذلك
(1) ان العجز نقص , ولايكون واجب الوجود ناقصا
(2) ان التأمل في نظام الكون والتدبير الكامل القائم في الموجودات دليل على القدرة الفائقة التامة.
قال امير المؤمنين ( وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله).
(3) انه من المستحيل ان يكون الصانع والخالق غير قادر, والا لقلنا بصحة الفعل من العاجز.
واذا ثبت ان الله قادر على كل شئ , ثبتت له الحياة
الحياة
ومعنى الحياة انه الفعال المدبر, ولايجوز عليه الموت والفناء.
وحياته تعالى بلا حياة حادثة , وانما حياته صفة يكون معها العلم والقدرة, لانه تعالى يكون قوام الاحياء, فكونه واجب الوجود وهو الوجود المحض لابد ان يكون حيا, لانها من صفات الكمال المطلق, ولذلك قلنا انه لاتكون هذه الصفة زائدة , فالوجود هو الحياة, والحياة هي الوجود.
والعقل يحكم بذلك عندما نشاهد الكون وحركته والتغيير الذي يكون فيه من الاحياء والاماتة, ونمو الاشجار , وهطول الامطار, ودوران الافلاك وسير الكواكب وحركة الشمس والقمر, وان وراء هذا كله مدبرا وخالقا وعليما حكيما, وانه حي دائم ابدي قائم على جميع الموجودات.
واذا ثبت انه حي , ثبت انه عالم , سميع بصير
عالم سميع بصير
(عالم) يعني انه عالم بكل معلوم, ولايجهل شيئا, عالم بالاشياء قبل حدوثها وبعد حدوثها ويعلم سرها, وعلانيتها, وظاهرها وباطنها, الى درجة لايشذ عنها معلوم, وهو عالم بنفسه تعالى. والدليل على ذلك
( اولا) انه لو لم يكن عالما كذلك لزم الجهل ولو في بعض الاشياء , وواجب الوجود لايمكن ان يكون جاهلا, لان الجهل نقص وهو تعالى كامل الذات منزه عن النقائص.
( وثانيا) انه تعالى موجود في كل مكان ولايخلو منه مكان من الازل الى الابد, ولايحيط به المكان ولا الزمان فلابد ان يكون محيطا بكل الامور في كل مكان وزمان فكيف لايعلم كل شئ, ولايعلم حقائق الامور وما تكنه الضمائر والقلوب وما تحتويه العقول والنفوس والخواطر والسرائر وغير ذلك مما هو اخفى وادق من ذلك ومن كل شئ.
فالعقل يقطع بالذات المقدسة عالمة بكل شئ ومحيطة بكل شئ , وكل شئ حاضر لديه تعالى( وسع كل شئ علما)
( وثالثا) ان من يشاهد التدبير والاحكام والدقة المدهشة في الموجودات والمخلوقات على اختلافها, لايشك ابدا في ان خالقها قدير حكيم خبير, قال تعالى( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد)
( سميع بصير) سميع بغير جارحة, وبصير بغير آلة, بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه, وليس معنى انه يبصر بنفسه ويسمع بنفسه ان السمع شئ والبصر شئ آخر, بل هو بمعنى لايمتنع ان يعلم بكل المسموعات وما يبصر , فلا اختلاف في الذات وهذه الصفات.
واذا ثبت انه عالم ثبت انه مريد
مريد
فمن صفاته انه مريد , ومعنى الارادة هي فعله تعالى, أو هي نفس الفعل, ولذلك كانت صفات الفعل كالخالقية والرازقية وغيرها من الافعال التكوينية, وهي قطعا افعال اختيارية له, فالعقل يرى ان مثل هذه الافعال المنتظمة والتي هي في غاية التدبير والاحكام , ان فاعلها أوجدها بأرادته, وصنعها بقدرته, ولم تصدر عفوا عنه ولا اعتباطا بغير قصد ولا ارادة.
قال تعالى( ان الله يفعل ما يريد) وقال تعالى( ان ربك فعال لما يريد)
وورد في الحديث عن الاصبغ بن نباتة قال ( قال امير المؤمنين اوحى الله الى داوود فقال ياداوود تريد واريد , ولايكون الا مااريد, فان أسلمت لما اريد , أعطيتك ماتريد, وان لم تسلم لما اريد أتعبتك فيما تريد , ثم لايكون الا ما اريد) ( التوحيد الشيخ الصدوق ص337 ح4)
ثم ان ارادته تعالى تطلق على الحتمية التي هي فعله وايجاده واحداثه للاشياء, والتي لايقدر العباد على مخالفة ارادته, ولايتخلف مراده عن ارادته.
كذلك تطلق ارادته على امره ونهيه ,أمره بالطاعات ونهيه عن المحرمات, فأرادته لافعال عباده انه اراد ايقاع الطاعات منهم على وجه الاختيار, وكراهته لافعالهم, انه تعالى نهاهم عن فعل المعاصي المفسدة لهم وبما يخل بصلاحهم على وجه الاختيار منهم.
والمشيئة هي نفس الارادة, فقد ورد عن الامام الرضا(ع) ( واعلم ان الابداع والمشيئة والارادة معناها واحد , واسماؤها ثلاثة)( بحار النوار10/314 جواب مسائل عمران الصابئ)
وفي حديث الفضيل بن يسار قال سمعت ابا عبد الله يقول ( شاء واراد , ولم يحب ولم يرض , شاء ان لايكون شئ الا بعلمه, واراد مثل ذلد , ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة, ولم يرض لعباده الكفر)(التوحيد الصدوق ص339)
واذا ثبت انه مريد ثبت انه تعالى مدرك
المدرك

رد مع اقتباس