عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 26-Mar-2012 الساعة : 06:01 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الصفات السلبية
في مقابل الصفات الثبوتية والتي هي صفات كمال الله تعالى, هناك صفات تسمى بالصفات السلبية, وهي صفات تستدعي تنزيه المولى عن كل نقص وعجز وحاجة, لأن اثبات الكمال لله لايتم الا بنفي النقص عنه, وتسمى ب (( صفات الجلال والاكرام)) كما قال تعالى( تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام)
قد ذكر ان الصفات السبية ثمانية
الاولى أنه ليس بمركب
وذلك لانه ليس له اجزاء خارجية , وكذلك ليس له اجزاء ذهنية, كالانسان المركب من حيوان وناطق, فانه اذا كان مركبا لزم احتياجه الى تلك الاجزاء, لان المركب لايكون الا بأجزائه, والاحتياج من خواص الممكن, والله تعالى ليس كسواه من الممكنات, وليس كمثله شئ , ولايدرك بالحواس.
الثاني انه ليس بجسم
لان الجسم هو مايقبل ويستلزم الابعاد الثلاثة الطول والعرض والعمق, وما كان كذلك فهو يشغل حيزا من الفراغ والمكان مخلوق وممكن, والله يستحيل عليه ذلك لانه خالق المكان وليس كمثله شئ.
ورد عن الصادق(ع) ( ان الله لايشبه شيئا ولايشبهه شئ, وكل ماوقع في الوهم فهو بخلافه)(التوحيد الصدوق ص80) والمقصود بالوهم الفكر والعقل
وورد عنه (ع) ايضا ( ان الله تبارك وتعالى لايوصف بزمان ولامكان ولاحركة ولا انتقال ولاسكون, بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال, تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا)( بحار الانوار المجلسي 3/309)
الثالث ليس بمرئي
لاتراه العيون ولاتدركه الحواس , لافي الدنيا ولا في الاخرة ويستحيل عليه ذلك, لان المرئي بحاسة البصر لابد ان يكون جسما وفي جهة مقابلة للرائي وذا صورة ومكان, والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك, فالرؤية بالعين والحاسة المدركة ممتنعة عليه لما ذكرنا, وقد قال تعالى( لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار) وقال تعالى( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني)
وقد قال امير المؤمنين(ع) ( لم تره العيون بمشاهدة الابصار, ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان)
وقالت فاطمة ( الممتنع عن الابصار رؤيته , ومن الالسن صفته, ومن الاوهام كيفيته)
الرابع انه تعالى ليس محلا للحوادث
والحوادث مثل الحركة والسكون, واليقظة والنوم, والقيام والقعود, والفرح والحزن, والرضى والسخط.
وانما كان سبحانه منزها عنها , لان هذه الامور من لوازم الجسم والله تعالى منزه عن الجسمية, اي ليس بجسم, ولان هذه الامور دليل العجز والنقص, لانها تستدعي الانفعال والتأثر والتغيير , وهو تعالى منزه عنها, ولأن هذه الامور عوارض حادثة مخلوقة لله سبحانه, ويستحيل اتصاف الخالق بها, وقد قال تعالى ( لاتأخذه سنة ولا نوم)
وما ورد في الايات والروايات من وجود مثل هذه الامور , مثل قوله تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) ومثل ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم اجمعين) ومثل ( غضب الله عليهم) , ليس ناظرا الى نفس الرضا والغضب, وانما هي ناظرة الى آثار الرضا والغضب ونتائجهما, فمعنى ( رضي الله عنهم) اي اكرمهم واحسن اليهم, ومعنى( غضب عليهم) عاقبهم وعذبهم , وهكذا بقية الايات , فالنظر فيها الى نتائجها لا الى مباديها.
الخامس انه تعالى لايحل في غيره ولايتحد مع غيره
وذلك لان الحال يحتاج الى محل يحل فيه , والاحتياج من خواص الممكن, فلايمكن ان يتصف به واجب الوجود..... هذا اولا
وثانيا ان الحلول في مكان يستلزم خلوه من مكان اخر , والله سبحانه موجود في كل مكان لابمداخلة وامتزاج , ولا يخلو منه مكان لابمفارقة.
وثالثا ان الحلول في شئ يقتضي ان يكون جسما , والله سبحانه منزه عن الجسمية, واما الاتحاد وهو صيرورة شيئين شيئا واحدا بلا زيادة او نقيصة , فهو محال ايضا للمغايرة بين المخلوق والخالق.
وايضا المتحدان ان بقيا بعد اتحادهما فهما اثنان لا واحد, وان عدما فلا اتحاد ابدا, وان عدم احدهما وبقي الاخر يتحقق الاتحاد , لان المعدوم لايتحد مع الموجود , ومنه نستخلص بطلان الاتحاد , فكيف ذلك لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقد ورد عن ابي عبد الله (ع) ( ان الله تبارك وتعالى خلو من خلقه وخلقه خلو منه) ( بحار الانوار 3/263 ح 20)
السادس انه ليس بمحتاج الى شئ
ليس بمحتاج الى شئ , لا في ذاته ولا في صفاته, بل هو الغني .
ومعنى الغني هو عدم الحاجة, وانه غني بنفسه عن غيره, ولذلك لايستعين بأحد ولا بآلة او غيرها, ولايشاركه احد , بل له الغنى المطلق عن كل شئ, فلا علاقة له بصفاته ابدا لافي ذاته ولا في صفاته, وايضا الحاجة مختصة بمن يجوز عليه الضرر والنفع, والله تعالى لايصح عليه ذلك , وايضا هو تعالى قديم , والقديم هو المتقدم على كل شئ, فيثبت انه غني عن الكل .
السابع انه تعالى لايفعل القبيح
لان فعل القبيح نقص, والنقص محال على الله تعالى, ولايليق به من اي وجه من الوجوه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
الثامن انه تعالى لايشبهه شئ من مخلوقاته
وهذا امر بديهي , لان كل صانع مغاير لمصنوعه, والخالق مغاير لمخلوقه ولو بالخلق والصانعية, قال تعالى( ليس كمثله شئ)
من خلال هذا الاستعراض للصفات السلبية , ندرك انه تعالى ليس بجوهر لان الجوهر جسم , وهو ايضا ليس بعرض لان العرض هو ما يتقوم بغيره, مثل الضحك والبكاء وامثال ذلك , وعلى هذا الاساس لا كم له ولا كيف ولارتبة ولا اضافة , لانها كلها من خواص الجسم.
وخلاصة القول انه تعالى لاتدركه العقول , ولاتحيط به الاوهام والافكار والخواطر, ولايوصف بوصف يؤدي الى تحديده
لاداعي لحصر الصفات في عدد
|