منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Mar-2012 الساعة : 06:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(3)
مايقتضيه العدل في القضاء والقدر
ومن خلال ماعرفناه في افعال العباد , وانها امر بين الامرين, نعرف ان القضاء داخل في هذا الامر ايضا, وليس فيه جبر ولاتفويض.
وعلينا ان لانخوض في هذه المسألة بأكثر من حدود ادراك الانسان وما قرره الائمة في ذلك, لان المسألة من اخطر المسائل وادقها, فالمتكلمون والفلاسفة وغيرهم خبطوا فيها خبط عشواء , وليس ادق مما ذكره الائمة الاطهار في تحديدها , وهو (( الامر بين الامرين)).
الاحاديث الشريفة
سأ ل رجل امير المؤمنين بعد انصرافه من صفين فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين؟
قال ( الامر بالطاعة, والنهي عن المعصية, والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية, والمعونة على القربة اليه, والخذلان لمن عصاه , والوعد والوعيد والترغيب والترهيب, كل ذلك بقضاء الله في افعالنا وقدره لاعمالنا) ( بحار الانوار المجلسي 5/96 ب 3 القضاء والقدر ح 20 , الارشاد المفيد 1/ 226)
وفي كلام آخر له لما سأله , أكان مسيرنا الى الشام بقضاء الله وقدره ؟ قال
( ويحك لعلك ظننت قضاءا لازما وقدرا حاتما, لو كان ذلك كذلك, لبطل الثواب والعقاب, وسقط الوعد والوعيد , ان الله سبحانه امر عباده تخييرا, ونهاهم تحذيرا, وكلف يسيرا, ولم يكلف عسيرا, واعطى على القليل كثيرا, ولم يعص مغلوبا, ولم يطع مكرها, ولم يرسل الانبياء لعبا, ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا, ولا خلق السماوات والارض وما بينهما باطلا ( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )
(4)
مايقتضيه العدل في البداء
عقيدة الشيعة بالبداء ومواجهتهم بذلك
يعتقد الشيعة بالبداء في التكوينيات بمعنى الاظهار بعد الاخفاء , لابمعنى الظهور بعد الخفاء.
وهذه المسألة من المسائل المهمة التي وقع الكلام فيها بيننا وبين السنة, فانهم ذهبوا الى استحالة البداء على الله سبحانه لاستلزامه الجهل على الحكيم, ولكنهم نسبوا الى الشيعة القول به بمعناه الممتنع, فأدعوا اننا نجوز على الله الجهل , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ونحن نبرأ من هذا القول المفترى علينا براءة الذئب من دم يوسف, ونقول ان اخواننا السنة لم يفهموا مانريده من البداء, ولك يطلعوا على حقيقة قولنا ورأينا في هذه المسألة, مما ولد الفجوة الكبيرة بيننا وبينهم, وسبب ذلك انهم ينسبون لنا اشياء غير موجودة عندنا ولا نقول بها ابدا, من دون ان يطلعوا على راينا او يعرفوا واقع عقائدنا, مع انها في كتناول اليد , حيث اننا لانخفي شيئا مما نعتقد, ولانقول الا بما هو واضح وصريح بما نؤمن .
ولبيان الحقيقة في هذه المسألة سأوضح النقاط التالية
ماهو البداء؟
البداء في اللغة مشتق من بدا بمعنى ظهر
يقولون بدا الشيء يبدو بداءا, وبدا له بداء اي نشأ له راي اخر ( لسان العرب ابن منظور 14/65 مادة بدا) وظهر له استصواب شيء غير الاول, وفلان ذو بداوة اي لايزال يبدو له راي جديد ( مجمع البحرين الطريحي 1/ 167 مادة بدو) .
فمعنى البداء لغة التبدل في الرأي الى راي آخر لم يكن محتسبا سابقا, ويترتب على ذلك تبدل عزمه من حيث العمل نتيجة حدوث ماغير رايه, ومن الواضح انه يكون نتيجة الجهل وناشئا عنه
اقسامه
البداء
البداء عند المتكلمين ذو معنيين
الاول بمعنى( الظهور بعد الخفاء)
الثاني بمعنى ( الاظهار بعد الاخفاء)
البداء الممتنع
البداء بالمعنى الاول ( الظهور بعد الخفاء) ممكن في حق الانسان , اما بالنسبة الى الله سبحانه فهو ممتنع عقلا , لانه يستلزم الجهل اليه وهو منزه عنه, والشيعة لاقول بالبداء بهذا المعنى.
البداء الممكن هو اظهار وابداء
واما بالمعنى الثاني ( الاظهار بعد الاخفاء) فهو ممكن بالنسبة الى الله تعالى ولا قبح فيه , بل فيه فوائد يأتي الاشارة لها, وتسمية هذا النوع بداء ليس على وجه الحقيقة , بل هو من ضروب المجاز.
فالبداء الذي ننسبه الى الله تعالى انما هو بهذا المعنى , اي ان الله تعالى يظهر لمن يشاء من خلقه ماكان قد اخفاه عنهم وعلى خلاف مايحسبون , وهذا ما يقتضيه العقل ويسمى اظهارا وابداء.
علمه سبحانه تعلق بكل شيء من الازل
ان الله سبحانه عالم , وعلمه ازلي ( وقد احاط بكل شيء علما)
( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين).
وفي رواية منصور بن حازم قال ( سألت أبا عبد الله هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالامس ؟ فقال لا , من قال هذا فأخزاه الله . قلت أرأيت ماكان وما هو كائن الى يوم القيامة, أليس في علم الله عزوجل؟ قال بلى , قبل ان يخلق الخلق) ( الكافي الكليني 1/ 148 باب البداء ح 9-11)
فالله سبحانه قدر جميع الممكنات على اختلافها واشكالها قبل ان توجد وتخلق, وكتبها بمشيئته وارادته في اللوح المحفوظ الذي هو أم الكتاب.
فكل شيء في هذا اللوح له تعين في علمه الازلي, وهذا مايسمى ب (( قضاء الله))
ولكن مع ذلك , فوجود ماتعلق به قضاؤه مرتبط بارادة الله ومشيئته, فكل ما تعلق به القضاء والتقدير لابد في وجوده من الارادة الالهية حسب اقتضاء الحكمة والمصلحة.
فيكون معنى تقدير الله للاشياء وقضاؤه فيها , ان وجودها مشروط بأن تتعلق مشيئته بها, حسب ماتقتضيه المصلحة والحكمة التي تختلف باختلاف الظروف, والتي يحيط بها سبحانه , فعلمه سبحانه انما تعلق به منوطا بمشيئته شاء اوجده وان لم يشاء لم يوجده.
مابدا لله كان في علمه وبارادته
حيث ان علمه سبحانه تعلق بكل شيء, فهو سبحانه يعلم في الازل كل شيء, ومن ذلك علمه سبحانه بما يبدو له وما لا يبدو له , فان مايبدو لله سبحانه , لايبدو له عن جهل ابدا كما اشرنا ويأتي مفصلا .
وفي الحديث عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله قال ( مابدا لله في شيء الا كان في علمه قبل ان يبدو له)
قضاء الله على اقسام
دلت الاخبار على ان القضاء محتوم وغير محتوم
والقضاء المحتوم هو الذي يكون التقدير الالهي فيه مبرما, وقضاؤه قطعي لايرد ولايبدل ولايتغير , اقتضت حكمته وسنته ذلك منذ الازل , كخلق الخلق واعطاء الاختيار للانسان ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وانتقال الانسان الى النشأة الاخرى ونحو ذلك.
وهذا النوع من القضاء قسمان قسم اطلع عليه ملائكته وانبياءه واخبرهم به, وقسم استأثر به سبحانه لنفسه.
واما القضاء غير المحتوم , فهو القضاء والتقدير الالهي الذي علقه سبحانه على شيء, كأن يقضي ويقدر لانسان عمرا معينا ولكنه يكون معلقا على عدم بره بوالديه أو عدم صلته لرحمه, فأن فعل ذلك تبدل قضاؤه فيه
يتضح مما سبق ان قضاء الله سبحانه على اقسام
العلم المخزون

رد مع اقتباس