عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 29-Mar-2012 الساعة : 04:28 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
آباء الانبياء والاوصياء كلهم مؤمنون
يعتقد الشيعة اعتقادا جازما بان جميع آباء النبي والائمة وكذلك الانبياء والاوصياء السابقين , كلهم على الايمان والتوحيد, والعفة والنزاهة وطهارة المولد, من لدن آدم اليهم , هذه السلسلة التي حملتهم , بأجمعها على الايمان والعفة والطهارة , لم تدنسهم الجاهلية بانجاسها , ولم تلبسهم من مدلهمات ثيلبها( هكذا ورد في زيارة الامام الحسين , والمدلهم مبالغة من ادلهم , يقال ادلهم الظلام اي كثف واسود)
ويستدل على ذلك بالعقل والنقل
أما حكم العقل بايمان
آباء الانبياء
فلأن العقل يرى ان عدم وجود هذه الصفات في المولد- الايمان والتوحيد والنزاهة والطهارة- وهو بحكم العقل نقص, والنبي منزه عنه لان له الكمال المطلق بعد الله, والوصي ايضا له الكمال المطلق بعد النبي , فان لهم الكمال من جميع الجهات حتى في هذه الناحية, والا فقد الافضلية.
وايضا النطفة تتأثر بالمحضن والجو الذي تعيش وتكبر فيه, وقد ورد في الاخبار الشريفة في كتاب النكاح ما يؤكد هذا الواقع, مثل قولهم ( اختاروا لنطفكم فان الخال احد الضجيعين) ( وسائل الشيعة ( آل البيت) 20/48 باب 13 من ابواب مقدمات النكاح ح 2) ومثل قوله (ص) ( اياكم وخضراء الدمن , قيل يارسول الله وما خضراء الدمن؟ قال المرأة الحسناء في منبت السوء) ( الكافي الكليني 5/332 وقريب منه كنز العمال 16/ 496)
بل ان المؤثرات الخارجية مثل الاكل والشرب تؤثر في النطفة ايضا, وقد ورد ان ولد الانسان من رزقه و وعليه فان اي لوثة من الشرك وغيره تؤثر في النطفة.
هذه المعاني تأكيدات لمنطق العقل , وان عالم النبوة والامامة لما كان يمتاز بانه طهر ونزاهة وقدسية وواقعية, فيجب ان يكون كذلك في جميع مراحل حياته من بدايتها حتى نهايتها.
واما السنة الشريفة
فالاخبار كثيرة جدا في هذا الموضوع
ورد في الحديث ان رسول الله (ص) قال (... حتى اذا اراد الله عزوجل ان يخلق صورنا , صيرنا في عمود نور , ثم قذفنا في صلب آدم , ثم اخرجنا الى اصلاب الاباء وارحام الامهات, ولايصيبنا نجس الشرك ولاسفاح الكفر , يسعد بنا قوم , ويشقى بنا آخرون , فلما صيرنا الى صلب عبد المطلب اخرج ذلك النور فشقه نصفين ..... الحديث) ( علل الشرائع الصدوق 1/209 حديث 11 , وعنه بحار الانوار المجلسي 35/34 ح 32)
وقال النبي (ص)( ياعلي كانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه , فما زال ذلك النور ينتقل بين اعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة الى صلب عبد المطلب فافترق نصفين... الحديث)( بحار الانوار 25/3 ح 5)
وقال (ص) ( ياعلي انت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي, وابو سبطي الحسن والحسين , ياعلي ان الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه , وجعل ذريتي من صلبك, ياعلي من احبك ووالاك احببته وواليته, ومن ابغضك وعاداك ابغضته وعاديته, لانك مني وانا منك, ياعلي ان الله طهرنا واصطفانا ولم يلتق لنا ابوان على سفاح قط , من لدن آدم ..... الحديث)( امالي الصدوق ص 450 وعنه بحار الانوار 38/ 103)
والاخبار في هذا المعنى مروية من السنة والشيعة ( كنز العمال المتقي الهندي 11/428 و 12/ 427 وتاريخ دمشق ابن عساكر 3/ 408 , البداية والنهاية ابن كثير 2/ 318 وغيرها)
وقوله (ص) في الرواية المتقدمة ( فما زال ذلك النور ينتقل بين اعين النبيين والمنتجبين) تأكيد على الايمان والطهارة.
ويوضح هذه الحقيقة صراحة الحديث المروي عن ابن عباس في قوله تعالى( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) قال
( خلق الله نطفة بيضاء مكنونة, فجعلها في آدم ثم نقلها من صلب آدم الى صلب شيث, ومن صلب شيث الى صلب أنوش, ومن صلب أنوش الى صلب قينان , حتى توارثتها كرام الاصلاب من مطهرات الارحام , حتى جعلها الله في صلب عبد المطلب , ثم قسمها نصفين , فالقى نصفها الى صلب عبد الله , ونصفها الى صلب ابي طالب, وهي سلالة - اي خلاصة- , فولد من عبد الله محمدا ومن ابي طالب عليا.... الحديث) ( تفسير فرات الكوفي ص292 وعنه بحار الانوار 43/145)
وحين نتتبع مابين ايدينا من تاريخ الانبياء والاوصياء نجد انهم كما ذكر الحديث الشريف , سلسلة كرام ومؤمنين وموحدين ومنزهين وطاهرين لايشوبهم شيء ابدا من دنس الشرك والجاهلية.
ايمان آباء الانبياء في القران الكريم
اما القران فهو يؤكد هذه الحقيقة ايضا
قال تعالى( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين)
فالمستفاد من الاية الكريمة ان ذرية ابراهيم منهم ظالم ومنهم غير ظالم , ولكنالعهد الالهي لايناله الظالم منهم ابدا.
ويؤكد هذا التقسيم- اي تقسيم الناس الى ظالم وغير ظالم- قوله تعالى( وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين)
فالمحسن وغير الظالم لنفسه هو الذي تكون فيه النبوة والامامة , وتستمر على عهد الله وميثاقه, لانها ذرية مؤمنة.
وهذا المعنى تفسره الاية الكريمة, قال تعالى( ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) فالنبوة مجعولة في ذريتهما , الا انه لاينالها الظالم منهم ابدا , لان آية( واذ ابتلى ابراهيم...) تكون مخصصة لها , لان العهد الالهي من المستحيل ان يحمله ظالم ابدا, بل الذي يحمله هو خصوص المحسن , والذي له صفات الهدى والايمان )
ويوضح هذه الحقيقة قوله ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) فان من آيات وعلائم النبوة استجابة الدعاء , وقد طلب ابراهيم ان يكون هو ومن ذريته من يقيمون الصلاة , وهذا تأكيد على ان من يكون من الذرية حاملا للنبوة يجب ان يستمر على الهدى والصلاة , واما غيره فلا.
وكما قال تعالى ( فمن تبعني فأنه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم) وقال تعالى مخاطبا نوحا ( قال يانوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ) وقال تعالى ( ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه)
فقد اخرج تعالى العصاة والسفهاء والظالمين وغير المهتدين من ذرية ابراهيم حكما, فهؤلاء لايمكن ان يحملوا النبوة والامامة ويمونوا سببا وواسطة فيها ابدا, لانه خلاف العهد والميثاق الالهي في النبوة والامامة , وخلاف الطلب الذي طلبه ابراهيم ان يكون مقيم الصلاة ومن ذريته, وان يكون مستمرا عليها.
وكذلك في قوله تعالى ( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم* ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم )
فانه تاكيد على ان تكون الذرية منهما عليهما السلام مسلمة ومستمرة في ايمانها واسلامها وفي اقامتها الصلاةو وهذا ماكان في ذريتهو وهم آباء النبي (ص) وامهاته , والائمة وامهاتهم.
كما اكدته السنة الشريفة التي وقفت على ماورد فيها , فهذه كلها تؤكد ايمانهم ودليل عليهو وخاصة قوله (ص) في الروايات المتقدمة ( ياعلي ... ولم يلتق لنا ابوان على سفاح قط من لدن آدم ).
وكذلك استغفار نوح لوالديه واستغفار ابراهيم لوالديه ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) حيث لايصح الاستغفار لغير المؤمن ابدا.
وكذلك قوله تعالى( وتقلبك في الساجدين) اي تنقلك في اصلاب الساجدين وارحام الساجدات, فان الالف واللام في ( الساجدين) للاستغراق, اي كل الساجدين , الاباء والامهات.
ومهما يكن من امر , فان القول بطهارة وايمان آباء الانبياء من اهم الامور و وليس لدى الشيعة ادنى شك في ايمانهم ابدا, ولم ينكر ذلك الا من كان في قلبه مرض او قصر باعه في التحقيق والتدقيق في هذا الامر
ايمان ابي طالب 
|