منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 235
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 40  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Apr-2012 الساعة : 09:09 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عقيدتنا بالنبي محمد صلى الله عليه واله
يعتقد الشيعة ان محمد بن عبد الله (ص) هو النبي الذي ختم الله به الانبياء , وان رسالته كانت خاتمة الرسالات السماوية, وانه سيد الانبياء والمرسلين , بل هو سيد البشر اجمع من الاولين والاخرين, وهو افضلهم فلا يوجد على وجه الارض افضل منه في شأن من الشؤون اطلاقا, وله الكمال المطلق بعد الله سبحانه وتعالى في كل ادوار حياته , قبل البعثة وبعدها.
ولذلك كان معروفا قبل البعثة بين قومه بأنه افضل قومه حسبا ونسبا ومروءة, واحسنهم اخلاقا, واكرمهم مخالطة, واعظمهم حلما وامانة, واصدقهم حديثا, وابعدهم عن الفحش والاذى , ولقد سماه قومه بالصادق الامين.
واعظم مايعتمد عليه في هذا المقام وفي بيان فضله وعظم شأنه ورفيع صفاته- مضافا الى مايستفاد من القران الكريم- هو ماورد عن امير المؤمنين حيث يقول ( حتى افضت كرامة الله سبحانه الى محمد صلى الله عليه , فأخرجه من افضل المعادن منبتا, واعز الارومات مغرسا ومن الشجرة التي صدع منها انبياءه, وانتخب منها أمناءه....).
الى ان يقول( فهو امام من اتقى , وبصيرة من اهتدى, سراج لمع ضوؤه, وشهاب سطع نوره, وزند برق لمعه, سيرته القصد, وسنته الرشد, وكلامه الفصل, وحكمه العدل) ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 7/62 بحار الانوار 16/379)
مما ادب الله به نبيه وتخلق به
ولقد مدحه الله تعالى في كتابه المجيد بقوله ( وانك لعلى خلق عظيم) فكانت اخلاقه القران, وادابه القران , فمما ادب الله به نبيه
قوله تعالى( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين)
وقوله تعالى( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)
وقوله تعالى( ادفع بالتي هي احسن السيئة)
وقوله تعالى( بالمؤمنين رؤوف رحيم)
وقوله نعالى( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)
وقوله تعالى( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)
وغير ذلك من الايات الكريمة التي تضمنت الاخلاق والاداب القرانية التي تأدب بها النبي الاكرم (ص) وتخلق بها ومااكثرها
عصمته (ص)
وكان (ص) معصوما , وعصمته واجبة مطلقة في كل شؤونه واموره, حتى بالنسبة الى الخطأ والنسيان , ومعصوم في جميع ادوار حياته, قال تعالى ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقد اشرنا الى لزوم عصمة النبي (ص) والى دلالة الاية على عصمته (ص) وعصمة اله .
علمه (ص)
وان علمه من الله سبحانه وتعالى, وعلمه القران الذي فيه تبيان كل شيء , فهو لم يأخذ من غيره شيئا من العلم وغيره, والا لما كان أفضل من غيره.
النبي الامي
وكان (ص) اميا لايقرأ ولا يكتب, وفي هذا حكمة بالغة لسد ابواب الشبهات والافتراءات بأنه قرأ كتب الاوائل أو انه اخذ من الاديان الاخرى, فكل مااطلق كن هذه الاقاويل والافتراءات هو اباطيل واكاذيب محضة, لايقصد بها الا زرع الشبهات في نفوس افكار البسطاء والضعفاء.
ولو تأملوا في ( القران الكريم) معجزة النبي (ص) وما فيه من علوم وغرائب , لادركوا كذب هذه الدعاوى, بل ان في تطابق مااكتشفه العلم اليوم ويعيشه من غرائب العلوم والتطور العلمي, مع ماتحدث عنه القران قبل الف واربعمائة عام , يؤكد ان الذي يقوله المرجفون زخرف من القول وزور, والنبي محمد (ص) اسمى من ان يأخذ من احد شيئا, علما او غيره, والله مؤيده ومعلمه وهاديه ومعطيه وناصره.
وعلى ماذكرناه من افضلية النبي (ص) على غيره في كل شيء , يكون الذي جاء به من عند الله افضل الاديان السماوية قاطبة, ويتضح هذا من بشارة الانبياء السابقين , من كل الاديان, فقد بشروا به (ص) وبرسالته, واكدوا على أمههم على لزوم الايمان به , واتباعه ونصرته ان ادركوه.
وقد صرح القران الكريم على بعض تلك البشارات , كقوله تعالى(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل)
وقوله تعالى( واذ قال عيسى بن مريم يابني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ) وغيرها من الايات.
عدد الانبياء
يعتقد الانبياء بان الله سبحانه وتعالى ارسل الى البشر انبياء كثيرون توالوا في مجيئهم اليهم, لتعليمهم شرائع الله واحكامه وما فيه خيرهم وصلاحهم, وسعادتهم في الدارين الدنيا والاخرة, وقد توالت هذه المسيرة المباركة من لدن آدم حتى نبينا محمد (ص) وقد بلغ عدد الانبياء الذين توافدوا الى البشرية على ماروي مائة واربع وعشرين الف نبي, أولهم آدم وآخرهم محمد (ص) وذكر اكثر من هذا العدد ( بحار الانوار ج 11 ص32 وما بعدها) وقد اشار القران الكريم الى ذلك ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك).
وقد اشار القران الكريم الى عدد من الانبياء , وذكرهم بأسمائهم, وهم خمسة وعشرون نبيا.
قال تعالى ( انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعفوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا* ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما)
وقال تعالى ( ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وهارون وكذلك نجزي المحسنين* وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين* واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين)
وقال تعالى( والى عاد اخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره أفلا تتقون)
وقال تعالى( والى ثمود اخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره )
وقال تعالى ( والى مدين اخاهم شعيبا)
وقال تعالى ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض)
وقال تعالى( واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا)
وقال تعالى ( واسماعيل وادريس وذا الكفل كل من الصابرين)
وقال تعالى ( وما كان محمدا ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )
وهناك من لم يذكره القران ولم يقصصه على النبي (ص) قال تعالى( اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة)
اولو العزم
والانبياء على قسمين
( القسم الاول) من كانت نبوته عامة شاملة لجميع البشر , ويسمى هؤلاء بأولي العزم , وهم خمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) , وهؤلاء كانت رسالاتهم عامة لجميع البشر.
فكل واحد في زمانه لابد للبشر جميعا من ان يأخذوا بشريعته ويعملوا بها الى وقت النبي الاخر الذي ياتي بعده, فينتهي العمل بالرسالة الاولى ويؤخذ بالرسالة الجديدة .
ففي زمان نوح ,عمل برسالته الى ان بعث ابراهيم , فانتهى العمل برسالة نوح , وعمل برسالة ابراهيم .
وهكذا الى جاء النبي محمد (ص) , فانتهت كل الرسالات بأجمعها واصبح العمل برسالته (ص), وبه ختم الله النبوة, وختم الاديان, ولذلك قال تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام) وقال تعالى( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه)
الروايات في اقسام الانبياء
وقد اشار الامام زين العابدين الى اقسام الانبياء حيث قال (.... منهم خمسة, اولو العزم من الرسل , قلنا من هم؟ قال نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) , قلنا له مامعنى اولو العزم؟ قال بعثوا الى شرق الارض وغربها , جنها وأنسها) ( بحار الانوار المجلسي 11/33)
وفي رواية الامام الرضا ( انما سمي اولو العزم أولي العزم, لانهم كانوا اصحاب العزائم والشرائع, وذلك ان كل نبي كان بعد نوح كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه, الى زمن ابراهيم الخليل , وكل نبي في ايام ابراهيم وبعده كان على شريعة ابراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه, الى زمن موسى , وكل نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه, الى ايام عيسى , وكل نبي كان في ايام عيسى وبعده كان على شريعة عيسى ومنهاجه وتابعا لكتابه , الى زمن نبينا محمد (ص) فهؤلاء الخمسة اولو العزم , وهم افضل الانبياء والرسل)( بحار الانوار المجلسي 11/33)
قال تعالى ( فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل )
( القسم الثاني) من كان دوره محدودا في اطار الرسالات الاربع السابقة على الاسلام, فمن وجد من الانبياء في عهد نوح كان يعمل برسالة نوح , وكذا من كان في عهد ابراهيم من الانبياء, عليه ان يعمل برسالة ابراهيم و وكذلك من كان في عهد موسى وعيسى عليهما السلام .
وهؤلاء الانبياء على اقسام فمنهم من كان نبيا الى مدينة , ومنهم من ارسل الى قوم , ومنهم من ارسل الى عشيرة , وهكذا.
التفاضل بين الانبياء
ويظهر ان مراتبهم مختلفة , والتفاضل بينهم موجود, وقد اشار القران الكريم الى ذلك , قال تعالى( وربك اعلم بمن في السمماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا)
لكنهم كلهم رسل الله وانبياؤه, يوحي اليهم, ويعملون بامره سبحانه.
وحدة الرسالات السماوية
هدف الرسالات السماوية الالهية هو توجيه الانسان الى الحق والخير , لان الانسان هو المخلوق المنظور من بين المخلوقات الذي يمتاز بالعقل والادراك, والذي توجد فيه نوازع الخير والشر , والذي انتخب لخلافة الارض وعمارتها, قال تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة ).
ولكي يتسامى الانسان مع الهدف الرفيع, ويتكامل مع الغاية السامية, ويرتقي الى الحياة الاكمل والاكمل في رحلة الوجود, ولكي ينال الزلفة والعاقبة الحسنة عند الله تعالى في الاخرة... كان لابد ان يوجه الانسان الى الخير ويعلم ويرشد الى مافيه صلاحه, ليحقق غايته وهدفه, ولذلك كانت الرسالات السماوية سنة الهية في حياة الانسان, وتوالت عليه امة بعد امة , وجيلا بعد جيل, وكلها تستهدف هدفا واحدا , وهو اقامة الدين, قال تعالى( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي اوحينا اليك ماوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه).
فالرسالات السماوية واحدة في العقيدة , وواحدة في الهدف والغاية.
أما في الشريعة , فهي وان اختلفت احكامها حسب الظروف والازمنة والامكنة والاستعدادات البشرية, الا انها جاءت لتنظيم شؤون الانسان والمحافظة على علاقته وصلته بالله سبحانه من خلال الطاعة له في الاحكام , والمحافظة على دوره في الحياة الدنيا والاخرة , من خلال الالتزام بما يريده , لان احكامه كلها فيها الحياة الكاملة في الدنيا والاخرة.
يقول تعالى( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون)
الفصل السادس
الامامة

رد مع اقتباس