منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 46  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Apr-2012 الساعة : 11:03 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


علم الامام
يعتقد الشيعة ان الامام يجب ان يكون مجمعا للعلوم والمعارف على اختلاف انواعها , فضلا عن علوم الشريعة.
ولذلك يجب ان يكون اعلم اهل زمانه , بحيث اذا سئل عن مسألة يجب ان يجيب عليها , واذا سئل عن امر لايتوقف فيه , ولاينبغي له ان يقول ( لااعرف) والا لانتفى التفاضل بينه وبين الناس.
مصدر علم الامام
ومصدر علم الامام هو الرسول (ص) ولايجوز ان يأخذ من غيره بأي طريق كان , والا لانتفى كونه حجة على العباد وانه الافضل بينهم.
ولاشك ان علم رسول الله (ص) من الله سبحانه وتعالى, وعنده علوم القران, والقران فيه تبيان كل شيء , والرسول (ص) عنده علوم الانبياء السابقين اجمع وما انزل عليهم.
وهذه العلوم وغيرها اودعها الرسول الاكرم عند الائمة بأمر من الله سبحانه وتعالى, وذلك لكي تتم الحجة البالغة على عباده في نبيه وفي الوصي الذي عهد الله للنبي (ص) ان يجعله من بعده.
ولذلك لاحرج ولامشكلة لدى الشيعة في علوم الائمة وفي سعتها لتشمل آفاقا أبعد من حدود الانسان , مادامت هذه العلوم مأخوذة من رسول الله (ص) عن الله تعالى , ومن القران الكريم وعلوم الانبياء السابقين, ومادامت هذه الامور تدور في فلك الايمان بالله وبالانبياء والرسول (ص) , وانه كله بأمر من الله.
فما لنا والاستغراب من أمر الله سبحانه, وما اراده في سعة علومهم أو في كيفية وراثة هذه العلوم من رسول الله (ص).
فما دامت مسيرة الحق الالهي مستمرة ومستديمة, فلابد ان تكون كل الاعتبارات المقومة لهذا الحق مستمرة كذلك, والاختلاف انما هو في الوسيلة التي هي في الانبياء (( الوحي)) وفي الائمة (( الاخذ من رسول الله (ص) )) و (( الالهام )) و (( الالقاء في القلوب)).
فأي غرابة بعد هذا , والله سبحانه يخاطب رسوله ويقول له ( وعلمك مالم تكن تعلم ) ويقول لابراهيم ( وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض) , والله سبحانه وتعالى يقول ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول فأنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا)
الروايات في علومهم
ولا يدعي الشيعة في علوم الائمة اكثر من هذا الذي ذكرناه , والذي يؤكد هذه الحقيقة الاحاديث التالية
1- قول النبي (ص) ( انا مدينة العلم وعلي بابها) ( راجع بحار الانوار 10/120 , الخصال الصدوق ص574 , كنز العمال المتقي الهندي 13/148, والمعجم الكبير الطبراني 11/55 وغيرها , وتتمته في بعض الروايات ( فمن اراد العلم فليأته من بابه)
2- قول امير المؤمنين ( ان رسول الله (ص) علمني الف باب من العلم , يفتح لي من كل باب الف باب ) ( بحار الانوار 31/33 ح 2, وروي بهذه الالفاظ وما يقرب منها روايات كثيرة جدا و ج 22 منه ص 511 ح 10 , وغيره من الاجزاء , بصائر الدرجات الصفار ص 325 ح 11 , روضة الواعظين الفتال النيسابوري ص 75 , المراجعات شرف الدين ص 145, ميزان الاعتدال الذهبي 2/ 482-483)
3- ورد عن الفضيل عن ابي جعفر الباقر قال ( انا لو حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا , ولكنا حدثنا ببينة من ربنا , بينها لنبيه , فبينها لنا ) ( بحار الانوار المجلسي 2/ 172 ح 2)
4- وفي حديث آخر ( أنا على بينة من ربنا, بينها لنبيه, فبينها نبيه لنا , فلولا ذلك كنا كهؤلاء) ( بصائر الدرجات الصفار ص321 ح9 بحار الانوار المجلسي 2/173 ح 7)
5-وفي حديث عن جابر , قال ( قال ابوجعفر ياجابر والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا , لكنا من الهالكين , ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله (ص) يتوارثها كابر عن كابر , نكتنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم) ( بحار الانوار المجلسي 2/173 ح4)
6- وفي حديث عن سماحة , عن ابي الحسن قال ( قلت له كل شيء تقول به في كتاب الله وسنته, أو تقولون برأيكم ؟ قال بل كل شيء نقوله في كتاب الله وسنته) ( بحار الانوار المجلسي 2/173-174 ح 8 )
7- وفي حديث عن سورة بن كليب , قال ( قلت لابي عبد الله بأي شيء يفتي الامام ؟ قال بالكتاب قلت فما لم يكن في الكتاب؟ قال بالسنة. قلت فما لم يكن في الكتاب والسنة؟ قال ليس شيء الا في الكتاب والسنة. قال فكررت مرة او اثنتين قال يسدد الله ويوفق , فأما ماتظن فلا ) ( بحار الانوار المجلسي 2/175 ح15)
فقوله ( يسدد الله ويوفق) اي ان الله سبحانه يلهم الى الحق
واما قوله ( فأما تظن فلا ) اي لانعمل بالرأي والاجتهاد
ان مفاتيح العلوم التي اودعها رسول الله (ص) عندهم هي التي تمكنهم من ان يقولوا الحق والواقع الذي ينطوي عليه القران في سعة علومهم وآفاقه ومعارفه, وفيما أخذوه من رسول الله (ص) واذا احتاجوا الى شيء فهناك الالهام من الله سبحانه , ومعه فلا حاجة للرأي ولا حاجة للاجتهاد ( الاجتهاد لايصح من النبي أو الامام , لان وظيفتهم بيان الواقع أو الامر الواقعي , وقد اطلع الله نبيه على ما هو الواقع وما هو المراد , ولا يعقل ان يقول النبي برأيه اطلاقا , وذلك لقوله تعالى ( وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى)
أما الاجتهاد فهو عملية يقوم بها المجتهد في حال عدم وجود الواقع بين يديه , أو عدم أصابته الواقع والشك فيه , حيث يرى انه مكلف من الله تعالى بالتكاليف الشرعية , وحيث انه لايمكن ان يصل اليها , فلا بد له من بذل جهده من خلال ما وضع بين يديه من القران والسنة , فيجتهد ليصيب أو يرى يبرئ ذمته من التكليف الشرعي المطلوب والذي نعتقد بوجوده.
ولذلك فاطلاق الاجتهاد على النبي والائمة في غير محله , بل هو تسوية لهم بغيرهم , وقطعا هذا القول ناظر الى ان الرسول كغيره من الناس لايمتاز عنهم الا بالتبليغ , وهنا الغلط الكبير والبون الشاسع بيننا وبين غيرنا ,ممن يقول بان النبي أو الائمة يجتهدون , حاشاهم ذلك , فهم على علم ويقين بما يبينونه للناس , انه من الرسول عن الله تعالى)
ويؤيد هذا مارواه في ( منية المريد ) عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيرهما , قالوا ( سمعنا ابا عبد الله يقول حديثي حديث ابي , وحديث ابي حديث جدي , وحديث جدي حديث الحسين , وحديث الحسين حديث الحسن و وحديث الحسن حديث امير المؤمنين , وحديث امير المؤمنين حديث رسول الله (ص) وحديث رسول الله (ص) قول الله عزوجل ) ( بحار الانوار المجلسي 2/178-179 ح28)
أما الالهام وغيره من الامور التي تحصل للانسان من فراسة , فاذا كنا نتقبله من البشر , وتقبلناه في كثير من الامور منهم لانه موجود وواقع , كما نشاهده في كثير من الناس , يتحدثون ويتنبؤون بأمور غيبية وتصدق , أفنستكثر على اهل البيت ان يكون لديهم الالهام , وهم على ذلك الجانب العظيم من الصفاء والقدسية والروحانية والكمال الخلقي والنفسي والادبي , الذي يجعلهم يعيشون الافاق الواسعة في دنيا العلم والمعرفة.
هذا وروي ( ليس العلم في السماء فينزل اليكم , ولا في تخوم الارض فيصعد اليكم , وانما جبل في جبلتكم , فتخلقوا باخلاق الله يظهر لكم ) ( اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء التبريزي الانصاري ص 158)
هذا اشارة الى القدرات النفسية العالية والاخلاقية الجليلة والفضائل والمكارم والتقوى تمكن النفس كثيرا من ادراك العلوم والمعارف, وتمكن كذلك العقول من السير في آفاق العلم والمعارف الى ابعد من الحدود الطبيعية للانسان , لان الحدود الطبيعية هي الافاق المادية والكون الظاهر , واما مايكتنفه الكون وما يبتني عليه وما هو في حناياه وحنايا حناياه , فليس في مقدور الانسان ان يصل الى ابعاده الا من طريق النفس والعقل , النفس الحقيقية المعصومة الزكية الطاهرة التي لا تشوبها شوائب المادة والشهوة .
فليس كثيرا على الائمة ان قلنا بانهم يلهمون , وهم المعصومون الذين لم تعرف العصمة لاحد سواهم , ولذلك قلنا ان من مصادر علم الائمة الالهام ايضا
قولهم حجة

رد مع اقتباس