عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 08-Apr-2012 الساعة : 09:12 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الانتفاع منه في غيبته ؟
وقد يتساءل الانسان طالما ان وجود الامام خير وصلاح ورحمة وبركة ومنفعة للانسان , فكيف يمكن الانتفاع منه وهو غائب؟
والامام الصادق يجيب على هذا السؤال ( كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب) ( بحار الانوار المجلسي 52/2 ح 6 , الامالي الصدوق ص 253 , ينابيع المو[/html]دة القندوزي 1/76 ح 11 )
انها القوة الخفية الموجودة في الشمس التي ترسلها , والطاقة العالية التي تنبعث منها برغم احتجابها عن الارض بسحب كثيفة.
واليوم حيث يعيش الانسان عصر وعالم التقنية العالية وعالم الالكترونيات الفائقة, نرى ان الاجهزة المعقدة ذات الانتاج العالي والطاقة العالية تدار بواسطة لمسة بسيطة منفصلة عن الاجهزة تماما , أليس هذا من جهة ان للطاقة تأثيرها الخاص حتى لو كانت محجوبة !.
ونحن حين ندرك ونعرف تماما ان وجود المعصوم ضرورة حتمية في الكون وفي الوجود الانساني , وأن المعصوم مطلقا - نبيا كان او وصيا - له اثره في ذلك من جهة الحفظ والعطاء , ندرك تماما ان المعصوم هو ضمير هذا الكون وقلب هذا الوجود , شاء الله تعالى ان يكون وجوده من الاسباب الحافظة لهذا الكون ولهذا الوجود , فوجوده كوجود غيره من الاسباب الفاعلة والمعطاءة , بل المعصوم هو الرابطة لاستمرار الهداية الالهية بين الخلق , وجعلها باقية وحية في نفوس وضمائر الخلق . ( من هنا نقول ان الامام لايمكن ان يجاور الظالمين في مكان , فما اختاره الله له من مكان لايعلمه الا الله , الا ان غيبة الامام ليست بمعنى انقطاعه عن الناس في مكان لايمكن الوصول اليه ولايعرف, وانما غيبته بمعنى عدم معرفته بشخصه , فهو مع الناس ويرى الناس ويراه الناس , ولكن لايمكن معرفته وتشخيصه بانه الامام , كما حدث هذا لنبي الله يوسف فقد كان موجودا بين الناس ويعرفونه ب ( العزيز) ولايعرف بانه النبي يوسف الى ان اذن الله له ان يكشف عن نفسه , فعرف اخوته بحاله من خلال سؤاله اياهم عنه.
ومن هنا ورد في بعض النصوص ان غيبته كغيبة يوسف فعن سدير الصيرفي قال سمعت ابا عبد الله الصادق يقول ( ان في صاحب هذا الامر لشبها من يوسف , فقلت فكأنك تخبرنا بغيبة او حيرة ؟ فقال ماينكر هذا الخلق الملعون اشباه الخنازير من ذلك ! ان اخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء اسباطا , اولاد انبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه , وراودوه, وكانوا اخوته وهو اخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه , وقال لهم انا يوسف , فعرفوه )( كتاب الغيبة محمد بن ابراهيم النعماني ص 163-164)
علامات خروج المهدي 
ذكر اهل الاثر والحديث والرواة انه تسبق قيام القائم وخروجه حوادث وايات ودلالات , وقد بلغ الحديث عن هذه العلامات من الكثرة حد التواتر, مما يؤكد حدوثها ووقوعها , وهي امور عديدة
منها ماروي عن رسول الله (ص) ( الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا كما بدء فطوبى للغرباء)( كتاب الغيبة للنعماني ص 2-1-320)
ومنه ماقاله (ص) ( سيأتي زمان على امتي , لايبقى من القران الا رسمه , ومن الاسلام الا اسمه , يسمون به وهم ابعد الناس منه , مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى , فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء , منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ) ( بحار الانوار المجلسي 52/191 ح 21 , الكافي الكليني 8/308 ح 479, وروي عن الامير باختلاف يسير في لفظه , شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 19/ 299)
ومن جملة العلامات الحتمية ( راجع الغيبة للنعماني ص 247 , باب 14 في ذكر العلامات التي تكون قبل قيامه راجع ايضا بحار الانوار ج 52 ص 181 الباب الذي عقده لعلامات ظهوره )
1- خروج السفياني , يخرج من وادي اليابس بفلسطين
2- خروج اليماني من اليمن لنصرة المهدي
3- الصيحة بين السماء والارض , وهي نداءان الاول اول النهار نداء الحق , والثاني آخر النهار نداء الباطل
4-قتل النفس الزكية بين الركن والمقام , وهو سيد هاشمي يبعثه المهدي الى اهل مكة لنصرته فيقتلونه.
5- طلوع الشمس من المغرب
6-خسف بالمشرق , وخسف في حرستا , وهي قرية في شرق دمشق
7- خسف بالبيداء , وهو يحصل بالجزيرة العربية بين المدينة ومكة
8- نار بالمشرق , تخرج من قعر عدن
وهناك علامات اخرى عديدة , من اراد التعرف عليها فليراجع الموسوعات التاريخية التي تتحدث عن الامام المهدي 
تذكير ولفت نظر
ان غياب الامام الحجة عنا وانقطاعه عنه , هذا الانقطاع الذي حرمنا بركة وجوده والمنافع العظيمة الجليلة التي تصدر عنه في الدين والاخلاق وامور الدنيا والاخرة بشكل عام , ونحن ننتظر خروجه , والفرج للمؤمنين بهذا الخروج , ونرجو من الله ان يجعنا ويكتبنا من انصاره ومقوية سلطانه.
هذا المعنى يجب ان لايجعلنا نتقاعس عن اداء وظائفنا وواجباتنا تجاه ديننا وتكليفنا , ونتخلى عنها بحجة غياب الامام عنا , وعدم تمكننا من القيام بهذه الواجبات من دونه , بل على العكس فان الواجب علينا في هذه المرحلة بالذات ان نكون دعاة للدين وانصارا له , ونعمل بكل وسيلة على ان يكون الدين واحكام الشريعة متجسدة وفاعلة في كل الشؤون وامور الحياة الدينية والدنيوية , وان لانتواكل في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , بل يكونان منهجا عمليا في حياة المسلم تجاه المسلمين , لانه بالامر بالمعروف تعمر الارض وتصلح الامور وتموت البدع وتحيا السنن ويتحقق العدل ويكثر الخير , كما ان علينا ان ننشر تعاليمه واحكامه ونربي العقول والنفوس والضمائر على الحق والهدى.
كما يجب علينا ان نواجه كل المواقف والسلبيات التي يحاول اعداء الدين بثها واستغلالها ضد الدين والحد من فعاليتها بين المسلمين بالمواقف الايجابية والتعامل مع احكام الدين بشكل موضوعي.
واهم شيء لمحاربة العدو في هذه المرحلة هو تجسيد الدين بكل شؤونه في حياة الانسان المسلم وجعله فاعلا ومهيمنا عليه , كما ان علينا ان ننطلق في وظائفنا الدينية من خلال علمائنا الاعلام الذين استخلفهم الائمة الاطهار والذين يشكلون الامتداد الطبيعي لمنهج اهل البيت وعلومهم وآثارهم , لانهم نوابه ووكلاؤه, ومأذون لهم من قبلهم في ادارة شؤون المسلمين , كما تنص ذلك الروايات والاحاديث, ولكن ليس من خلال كل عالم , بل العالم الذي يكون صورة ونسخة عن الامام في احواله واخلاقه وروحانيته وقدسيته, وبأختصار يكون في اعلى درجات العدالة والوثوق , بل يكون قريبا من العصمة , العلماء الامناء على الدين والدنيا , وليس الاشخاص الذين ينهالون على الرئاسة والزعامة والمرجعية المزيفة, ويتخذونها وسيلة لتحقيق امجادهم ورغباتهم وشهواتهم , ومع ذلك يدعون الناس يعيشون الشك والحيرة في افكارهم وعدم الوضوح في عقائدهم , ويتعاملون مع الناس من خلال بهرجة الالفاظ وتزويقها , فان هؤلاء اخطر على الدين والعقيدة من العدو.
ان مراجعنا الاعلام الذين عرفوا بالورع والتقوى ومخالفة الاهواء , والذين اتعبوا انفسهم واجسادهم في طاعة الله وخدمة دين الله, والمحافظة على اسسه وثوابته من كل تحريف وزيغ وباطل, ودافعوا عنه , هؤلاء هم نواب الامام ووكلاؤه في حال غيبته , الذين يلجأ اليهم الناس في طلب الحق والهدى, وعليهم يعتمد الناس في كافة شؤون دينهم ودنياهم , حفظهم الله وصانهم من كل سوء و والحمد لله رب العالمين .
فاطمة الزهراء 
|