عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 09-Apr-2012 الساعة : 09:43 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل السابع ( المعاد)
يعتقد الشيعة ان الله تعالى لابد ان يعيد الانسان بعد الموت وفناء الجسد الى الحياة من جديد , يبعثه بروحه وجسده الذي كان عليه في دار الدنيا خلقا جديدا , ليحاسب على اعماله التي سلفت منه في دار الدنيا , ويجزيه عليها , انخيرا فخير وان شرا فشر .
فمرحلة الحياة الدنيويةتنتهي لتبدأ مرحلة جديدة من الوجود.
وقد اشار القران الكريم الى هذا المعنى بقوله ( كل نفس ذائقةالموت ثم الينا ترجعون ).
وهذا الامر- اي المعاد - مما اتفقت عليه الاديان السماوية باجمعها , والاعتقاد بع عند المسلمين يعتبر من الضروريات الدينية والعقائد الاسلامية , ويعتبر منكره من الخارجين من الاسلام , وانه من الكافرين , وقد صرح يذلك القران الكريم , قال تعالى ( اليه مرجعكم جميعا , وعد الله حقا, انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط).
وقال سبحانه ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم )
وقال تعالى ( وقالوا أاذا كنا عظاما ورفاتا أنا لمبعوثون خلقا جديدا , قل كونوا حجارة أو حديدا , أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة).
وغير ذلك من الايات القرانية التي تؤكد بشكل قاطع جازم العودة بعد الموت الى الحياة للحساب والجزاء.
وهذا امر مفروغ منه لدى المسلمين, فان من يعتقد بالله سبخانه وتعالى ربا , ويعتقد بالنبي محمد (ص) رسولا, ويعتقد بالاسلام دينا جاء به النبي الاكرم و ويصدق بكل ماجاء به واخبر به من عند الله , لابد ان يؤمن بما اخبر به بالنسبة للمعاد والبعث والحشر والثواب والعقاب.
المعاد من مقتضيات العدل
ويدل على ذلك - اي ضرورة المعاد - ان العدل الالهي يقتضي المعاد وعودة الاجساد الى الحياة للحساب,فليس من العدل ان يترك الله سبحانه عباده بلا حساب على اعمالهم وافعالهم التي امرهم بها , أو على اعمالهم وافعالهم التي نهاهم عنها , والتي قاموا بها واجترحوها في احوالهم المختلفة , ولايجازي المحسن على احسانه , والمسيء على اساءته.
وكذلك ليس من العدل مساواة المحسن والمسيء في الجزاء , اذا لم يكن معاد ولم يكن حساب , والا لانتفت الاهداف القيمة من الخلق والايجاد , وضاعت الحكمة من ذلك.
والحكمة البالغة في هذا الخلق والايجاد تتجلى في عالم الاخرة وما بعد الموت, كما هو واضح واكيد في عالم الدنيا , اذ ليس من المعقول ان تنتهي الحكمة والغاية والاهداف كلها بموت الانسان , ولايمكن ان تضيع جهود الانسان وآماله بالموت.
فالذي يعمل الخير والاحسان ويتفانى في سبيل الخير والصلاح ويبذل جهوده وسخر امكانياته ليل نهار في سبيل ذلك, وتنتهي هذه كلها بالموت ولا شيء له ولا ثواب, وكذلك من يدمر البشرية بالفساد والسوء وكل اعمال الشر , وينتهي امره بالموت ولاعقاب ولاشيء عليه , امر غير مقبول وغير معقول ان يصدر من اله حكيم عادل قادر وهو الله سبحانه.
فهذا الوجود لابد ان يتكامل مع الغايات السامية الرفيعة , ولن يكون ذلك الا بالمعاد والحساب على الاعمال , لتكمل صورة الحكمة الالهية , وهذا اولا ..
وثانيا ان الاثار الجليلة من القران الكريم والاخبار الشريفة الواردة عن اهل بيت العصمة تؤكد هذه الحقيقة
( أما الايات ) فقوله تعالى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون * وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لايظلمون )
وقوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا)
( واما الاخبار الشريفة ) فقد قال رسول الله(ص) ( يابني عبد المطلب ان الرائد لايكذب اهله , والذي بعثني بالحق لتموتن كما تنامون , لتبعثن كما تستيقظون , وما بعد الموت دار الا جنة او نار , وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزوجل كخلق نفس واحدة وبعثها, قال تعالى ( ماخلقكم ولابعثكم الا كنفس واحدة) )( بحار الانوار المجلسي 7/47)
وقال الباقر ( كان فيما وعظ لقمان ابنه ان قال يابني ان تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم , ولن تستطيع ذلك , وان كنت في شك من البعث , فارفع عن نفسك الانتباه , ولن تستطيع ذلك , فانك اذا فكرت في هذا علمت انك بيد غيرك , وانما النوم بمنزلة الموت , وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت )( بحار الانوار المجلسي 7/42 ح13)
وعن النبي (ص) ( ماخلقتم للفناء يل خلقتم للبقاء , وانما تنتقلون من دار الى دار )(بحار الانوار المجلسي 6/249ح 87)
وقال الامام علي ( ايها الناس انا خلفنا واياكم للبقاء لا للفناء , ولكنكم من دار ( الى دار ) تنتقلون فتزودوا لما انتم صائرون اليه وخالدون فيه ) ( بحار الانوار المجلسي 68/265 ح6 , الارشاد المفيد 1/238, الامالي الطوسي ص 216)
ان رحلة الوجود لن تنتهي بالموت , والموت ليس عدما وفناء , وانما هو تبدل صورة , لان الانسان لما خلق من تراب - وهذا اصله - يعود الى التراب ثم يخرج من التراب , وهذا مانصت عليه الاية الكريمة ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ).
وقال امير المؤمنين ( حتى اذا تصرمت الامور , وتقضت الدهور , وازف النشور , اخرجهم من ضرائح القبور , واوكار الطيور , واوجرة السباع , ومطارح المهالك , سراعا الى امره , مهطعين الى معاده ) ( بحار الانوار 7/112 , شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 6/249, تصنيف نهج البلاغة ص 254)
وما اكثر ماورد في المعاد من الايات والاخبار والاقوال التي تؤكد ضرورته ولزومه للانسان بعد الموت , تمشيا مع الحكمة الالهية والعدل الالهي المناسب والملائم للخلق والايجاد والتكليف , فالمعاد لابد منه وهو امر ثابت عقلا ونقلا , والفطرة تؤكده وكفى بذلك دليلا على ثبوت هذا الاصل , الذي هو الاصل الخامس من اصول الدين
المعاد الجسماني
|