عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 25-Apr-2012 الساعة : 06:47 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
البرزخ
من عوالم مابعد الموت البرزخ
يؤمن الشيعة بعالم البرزخ , وهو العالم بين الدنيا والاخرة , ويكون البرزخ بعد الدفن بالقبر , وقد دلت الاية الكريمة عليه
قال تعالى ( حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون)
وقال تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون)
فان ذكر الرجوع الى القيامة بين حياتين يشير الى عالم البرزخ قبل يوم القيامة.
وتوجد آيات اخرى تؤكد على عالم البرزخ .
أما الروايات فهي عديدة , وكلها تشير الى هذا العالم وما يكون فيه
فعن عمرو بن يزيد , قال ( قلت لابي عبد الله اني سمعتك وانت تقول , كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم ! قال صدقت , كلهم والله في الجنة , قال قلت جعلت فداك , ان الذنوب كثيرة كبار؟ قال أما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصي النبي , ولكني والله اتخوف عليكم في البرزخ , قلت وما البرزخ ؟ قال القبر منذ حين موته الى يوم القيامة ) ( الكافي الكليني 3/243 ح 3, بحار الانوار المجلسي 6/267 ح 116)
ويقوا امير المؤمنين ( سلكوا في بطون البرزخ سبيلا , سلطت الارض عليهم فيه فأكلت من لحومهم ) ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 11/150 , بحار الانوار 74/433, من كلام له بعد تلاوة سورة الكوثر)
فعالم البرزخ عالم خاص يبدأ بما بعد الموت , لان الميت قد لايكون له قبر ومع ذلك يكون له برزخ , وهذا امر ثابت بين المسلمين.
وهو عالم يتعلق بالارواح كما يستفاد من بعض الروايات , وفيه عالم الثواب والعقاب, حيث تنتقل ارواح المؤمنين الى جنات يتنعمون فيها , وهناك ارواح تعذب حيث تنتقل الى اماكن العذاب , وليس من الضروري ان نعرف كيفية النعيم والعذاب في هذا العالم وان كانت هناك اخبار تذكر شيئا عنه, فقد روي انه سئل الصادق عمن مات في هذه الدار أين تكون روحه؟ فقال (من مات وهو ماحض للايمان محضا أو ماحض للكفر محضا نقلت روحه من هيكله الى مثله في الصورة , وجوزي باعماله الى يوم القيامة, فاذا بعث الله من في القبور انشأ جسمه ورد روحه الى جسده وحشره ليوفيه اعماله) ( بحار الانوار المجلسي 6/253)
أما الانبياء والاوصياء فيظهر ان لهم عالما خاصا وحياة خاصة ,فأجسادهم وارواحهم تنقل الى المكان الذي يتنعمون فيه .
وقد ورد عن النبي (ص) انه قال ( من صلى علي عند قبري سمعته, ومن صلى علي من بعيد بلغته) وانه (ص) قال ( من صلى علي مرة صليت عليه عشرا , ومن صلى علي عشرا صليت عليه مائة, فليكثر امرؤ منكم الصلاة علي أو فليقل ) ( بحار الانوار المجلسي 6/254)
ولاشك ولاريب انه لو لم تكن له حياة , فكيف يسمع وكيف يرد الجواب , وقد قال هو (ص) ((سمعته)) (( بلغته )) وهذا دليل انه (ص) حي عند الله تعالى,وهكذا حال الائمة وقد قال تعالى ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )
فالحياة للانبياء والاوصياء والشهداء حياة خاصة , جعلها الله سبحانه لهم, واما غيرهم من البشر , فالمؤكد من الاخبار ثبوت عالم البرزخ لهم.
وقد ثبت ان النبي (ص) وقف على قليب بدر , وقد القي فيه قتلى المشركين وخاطبهم قائلا ( لقد كنتم جيران سوء لرسول الله , اخرجتموه من منزله وطردتموه, ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه , فقد وجدت ماوعدني ربي حقا , فقال له عمر يارسول الله ما خطابك لهام قد صديت - اي ماتت _ ! فقال له (ص) مه يا ابن الخطاب , فو الله ماانت باسمع منهم, وما بينهم وبين ان تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد , الا ان اعرض بوجهي هكذا عنهم ) ( بحار الانوار المجلسي 6/254 المقامع جمع مفمعة وهي خشبة او حديدة يضرب بها الانسان ليذل)
وهكذا فعل امير المومنين بقتلى البصرة يوم الجمل مع الذين خرجوا لقتاله , فقد أقعد كعب بن سورة - وكان قاضيا على البصرة, وقد خرج لقتال علي يوم الجمل باهله وولده وقد علق القران في عنقه يقاتل امير المؤمنين فقتلوا باجمعهم -, فوقف عليه امير المؤمنين وهو صريع بين القتلى فقال ( أجلسوا كعب بن سورة , فأجلس بين نفسين , فقال ياكعب بن سورة, قد وجدت ماوعدني ربي حقا , فهل وجدت ماوعدك ربك حقا ؟ ثم قال اضجعوا كعبا , وسار قليلا فمر بطلحة بن عبد الله صريعا , فقال اجلسوا طلحة , فأجلسوه , فقال ياطلحة قد وجدت ماوعدني ربي حقا فهل وجدت ماوعدك ربك حقا ؟ ثم قال اضجعوا طلحة , فقال له رجل من اصحابه يا امير المؤمنين ماكلامك لقتيلين لايسمعان منك ؟ فقال يارجل فوالله لقد سمعا كلامي كما سمع اهل القليب كلام رسول الله (ص) )( بحار الانوار المجلسي 6/255)
ان الامر في هذه القضايا التي ذكرنا , ما كان لنا ان نؤمن بها الايمان القطعي لولا اخبار الله سبحانه وتعالى بها في كتابه المجيد , ولايمكن ان يخبرنا القران عن وهم وخيال , وانما يخبرنا عن حقائق ثابتة في عالم الانسان والوجود , وكذلك اخبار النبي (ص) , فالنبي (ص) معصوم مصدق في كل مايخبر به لانه لاينطق عن الهوى , ان هو الا وحي يوحى
النفخ في الصور
|