[خادمة المرتضى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين فاطر السموات والأرضين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم ومنكري فضائلهم من بدء الخلق إلى قيام يوم الدين
على الله في كلِّ الأمور توكّلي .... وبالخمسة الأطهار دوماً توسُّلي

عظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً بذكرى وفاة زوجة ولي الله وباب الحوائج حضرة مولاتنا أم البنين صلوات الله وسلامه عليها

إنـــــــي أفــــــــدي بـــــــالأهـــــل والــــولـــد ... مــــن ذكـــــرهــا لم يـــــغـــب عـلى أحد
بـــــــــنــــت حـــــــــزام وزوج حـــــيـــــــــــدرة ... محــــــــروسة بـــــــــالمــهــيمن الصــــــمــد
لـــــم أنــــــسَ أم الـــــبــــنــــيـــن حــــاســـرة ... أمـــست بــــــــلا نـــــــاصـــر ولا عــــضــد
أذكــــى لظــــى قــــلــبــهـا البكاء وكم ... أدمت حشــــــاهـا نــــــوائــب الــنـــكــد
تكــــــابـــــد الــفـــــادحــــــات صـــــامـــــدة ... وبــــــات مــــنـــــها الـــفــــؤاد في جـــــلـد
لأهـــــل بــــيـــت الــــرسـول مــخــلصة ... وغـــيــــــر آل الــــــرســــول لـــم تـــــجــــد
ولاؤهــــــا المـــــحض فــي مـــودتـــهم ... يـــــحكــــيــــه كــــل الورى بــمـحـــتــشد
بـــــالدمع تـــطفي الجوى لمحنتهم ... أعـــــظم بـــــهـــا مـــن قــــريــــنـــــة الأســــد
قـــــد حـــســــنــت ســـــيـــــرة ومـــكــرمــة ... والفضل بــــــها كالروح في الجسد
هـــــفـــا فـــــؤادي فـــي حـــبـــها شغـــفاً ... فـهي مـــــلاذي مــن جور مضـــطــهد

من كرامات السيدة ام البنين سلام الله عليها؛ نقل المرحوم الحاج عبد الرسول علي الصفار الذي كان رئيس غرفة تجارة بغداد بأنه كان عام 1949 او 1950 م. قصد حجّ البيت الحرام وزيارة الرسول الأكرم وأهل بيته الكرام صلوات الله عليهم يقول: كان برفقتي السيد هادي المكَوطر من رؤساء عشائر الفرات والشيخ عبد العباس آل فرعون رئيس عشائر آل فتلة. فتشرفنا بزيارة الرسول وأئمّة البقيع والإقامة في الأرض الطيبة، المدينة المنورة.
في عصر يومٍ من الأيام قصدنا زيارة قبور أئمّة البقيع عليهم الصلاة والسلام وبعدها زيارة الأصحاب والمقرّبين، ولما وصلنا الى قبر فاطمة بنت حزام ( أمّ البنين )، وقلت للشيخ عبد العباس: هيّا بنا لنتبرّك بزيارة أمّ البنين العظيمة.
فأجابني من دون اهتمام: هيّا بنا، أتريدنا نحن الرجال نزور النساء؟!
ثم تركنا وخرج من البقيع، وبقيت أنا والسيد هادي مكَوطر في الزيارة، وبعدها عدنا إلى البيت، وكنتُ أنام مع عبد العباس في نفس المكان.
ولمّا استيقظت صباحاً لم أجد عبد العباس في فراشه، انتظرته طويلاً فلم يظهر، قلقت عليه، سألت السيد هادي فلم يعرف عنه شيئاً، وفي هذه الدوّامة دخل علينا عبد العباس وهو في حالةٍ من الحزن والبكاء.
سألناه: أين كنت، وماذا جرى في حالك؟
قال: اتركوني، ودعوني لأستريح قليلا...
وبعد الاستراحة قال لنا: أتذكرون في الأمس لما رفضت زيارة أمّ البنين وخرجت من البقيع؟
قلنا: بلى...
قال: رأيت في عالم الرؤيا كأنّني في روضة أبي الفضل العباس والناس يدخلون ويزورون القبر الشريف، وحينما عزمت على الدّخول منعت منه، وهناك تساءلت: لماذا لا أستطيع الدخول؟
أجابني خادم الروضة العباسية: إن هذا أمر مولاي وسيدي أبي الفضل العباس.
قلت: لماذا؟ قال: لا أدري.
وكلّما حاولت الدخول كان الخادم يرفض دخولي للزيارة، وتوسّلت وبكيت وبدون جدوى حتى تعبت لأنّني أتوسّل بدون فائدة، فسنحت لي فكرة أن أطلب من الخادم أن يذهب هو إلى أبي الفضل العباس ويسأله عن السبب.
ذهب الخادم ورجع وهو يقول: يقول مولاي أبي الفضل العباس لماذا لم تهتمّ لزيارة والدتي؟ وانا لم أرضك لزيارتي حتّى تذهب لزيارة والدتي...
وها أنا ذا استيقظت مضطرباً من هذا المنام، وذهبت إلى زيارة قبر أمّ البنين معتذراً من عملي القبيح، ومتوسّلاً مستغفراً، وها أنا رجعت الآن من زيارتها.

...اللهمّ ارزقنا في الدّنيا زيارتها وفي الآخرة شفاعتها إنّك سميعٌ مجيب الدعاء...

السَّلامُ عَلَيكِ يَا زَوجَةَ وَصِيِّ رَسَولِ الله، السَّلامُ عَلَيكِ يَا عَزِيزَةَ الزَّهرَاءِ، السَّلامُ عَلَيكِ يَا أُمَّ البُدُورِ السَّوَاطِع، السَّلامُ عَلَيكِ يَا فَاطِمَةَ بِنتِ حزَام الكلابيّة، المُكَنَّاة بِأُمّ البَنِين وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. أُشهِدُ اللهَ وَرَسُولَهُ أَنَّكِ جَاهَدتِ في سَبِيلِ اللهِ، إِذ ضَحّيتِ بِأَولَادَكِ دُونَ الحُسَين عَليهِ السَّلام ابنَ بِنتِ رَسُولِ الله، وَعَبَدتِ اللهَ مُخلِصَةً لَهُ الدِّين بِولائكِ لِلأَئِمَّةِ المَعصُومِين، وَصَبَرتِ عَلَى تِلكَ الرَزيَّةِ العَظِيمَةِ، وَاحتَسَبتِ ذَلِكَ عِندَ الله رَبّ العَالَمين، وَآزَرتِ الإمَامَ عَليّ بن أَبِي طَالِب أَمِير المُؤمِنِين في المِحَنِ وَالشَّدَائِدِ وَالمَصَائِب، وَكُنتِ في قِمَّةِ الطَّاعَةِ وَالوَفَاء، وَأنَّكِ أَحسَنتِ الكَفَالَة وَأَدَّيتِ الأَمَانَة الكُبرى في حِفظِ وَديعَتَي الزَّهرَاء البَتُول عَلَيهَا السَّلام السبطَين الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَبَالَغتِ وَآثَرتِ وَرَعَيتِ حُجَجَ اللهِ المَيَامِين، وَسَعَيتِ في خِدمَةِ أَبنَاءِ رَسُول رَبِّ العَالَمَين، عَارِفَةً بِحَقِّهِم، مُوقِنَةً بِصِدقِهِم، مُشفِقَةً عَلَيهِم، مُؤثِرَةً هَوَاهُم وَحُبَّهُم عَلَى أَولَادكِ السُّعَدَاء، فَسَلامُ اللهِ عَلَيكِ كُلَّمَا دَجَنَ الَّليل، وَأَضَاء النَّهَار، فَصِرتِ قدوَةً لِلمُؤمِنَات الصَّالِحَات، لأَنَّكِ كَرِيمَة الخَلائِق، تَقيَّة زَكِيَّة، فَرَضِيَ اللهُ عَنكِ وَأَرضَاكِ، وَجَعَلَ الجَنَّة مَنزِلَكِ وَمَأوَاكِ، وَلَقَد أَعطَاكِ مِن الكَرَامَات البَاهِرَات، حَتَّى أَصبَحتِ بِطَاعَتكِ لسَيَّدِ الأَوصِيَاء، وَبِحُبّك لِسَيِّدَة النِّسَاء الزَّهرَاءِ عَلَيهَا السَّلام، وَفِدَائكِ بِأَولادكِ الأَربَعَة لِسَيِّدِ الشُّهَدَاء بَابَاً لِلحَوَائِج، فَاشْفَعِي لِي عِنْدَ الله بِغُفْرانِ ذُنُوبِي وَكَشْفِ ضُرِّي وَقَضَاءِ حَوَائِجِي، فَإنَّ لَكِ عِندَ اللهِ شَأنَاً وَجَاهَاً مَحمُودَاً، وَالسَّلامُ عَلَى أَولَادكِ الشُّهَدَاء، العَبَّاس عَلَيهِ السَّلام قَمَرُ بَنِي هَاشِم وبَابُ الحَوَائِج، وَعَبد الله، وَعُثمَان، وَجَعفَر، الَّذِينَ استُشهِدُوا في نُصرَةِ الحُسَينِ عَلَيهِ السَّلام بِكَربَلاء. فَجَزَاكِ اللهُ وَأَجزَاهُم أَفضَلَ الجَزَاء في جَنَّاتِ النَّعِيم، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلاةً كَثِيرَةً دَائِمَةً، وَتَقَبَّل مِنَّا يا كَريم...

اللهم اجعل هذا صلة دائمة لنا بالعباس في الدنيا والآخرة واقضِ حوائجنا وحوائج جميع المؤمنين والمؤمنات
بفضل مولاتنا أم البنين ومكانتها عندك يا عدل يا حكيم، برحمتك يا ارحم الراحمين...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء
يا علي مدد