[مالك الموالي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح سبل الحق ونشر أعلامه وأنار طرق الرشاد وبين أحكامه والصلاة والسلام على أعلام الدين ونجوم العالمين محمد وآله الميامين .....
مجد تقاصر دونه العلياء ..... وعلا تمنت مثله الجوزاء
ناديت شعري كي يدون فخرها ..... فأجاب ماذا يصنع الشعراء
هذا مقام لا القريض يناله ..... حمداً ولا يسمو له الأدباء
أتريدني أن أستثير قريحتي ..... في ذكرها ما الماجدون سواء
هي أم من بل زوج من بل بنت من ..... لا تعجبن حشدت لها الآلاء
أتقدم بأسمى التبريكات وأحر التهاني بذكرى ولادة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين النسمة الطاهرة المطهرة الميمونة التي سماها الله في السماء قبل أن تسمى في الأرض
والتي توالت الاخبار تحكي أسرارها فذكرت أن نسل النبي منها وأن الأئمة من ولدها وأن المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ولدها وإن سيدات نساء الجنة وأفاضلها تولين ولادتها بأمر من الله تعالى
وأنها لما ولدت حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم فأنبأهم الله تعالى أنه نور فاطمة () ولما سقطت إلى الأرض أزهرت الأرض وأشرقت الفلوات وأنارت الجبال والربوات ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع إلا أشرق من ذلك النور وإن الحورالعين تباشرت، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضاً بولادتها وأنها لما ولدت نطقت بالشهادتين وسلمت على أبيها وبعلها وبنيها المطهرين
وتلت الآيات المعجزات والمحجات الساطعات وكانت تنمو في كل يوم كما ينمو الصبي في شهر، وفي شهر كما ينمو الصبي في السنة ، وقد هبط جبرائيل على النبي () أن يسميها فاطمة لأنها تفطم محبيها عن النار ثم أتبعها بصفات وأسماء تحكي صفاتها وعلاماتها وكلها موحىً بها فهي المباركة والطاهرة والزكية الراضية الرضية الميمونة المحدثة والبتول الزهراء موكداً إن إسم فاطمة شق من إسم الله الفاطر وأنها سميت زهراء لأن الله تعالى خلقها من نور عظمته فكانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض
وأنها لما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بضوء نورها وغشت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة لله ساجدين وان الله تعالى إبتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل فقال عزوعلا لجبرائيل () خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش ففعل جبرائيل ذلك فأزهرت السماوات السبع والأرضين السبع فسبحت الملائكة وقدست فقال الله وعزتي وجلالي وجودي ومجدي لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديمكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة فمن أجل ذلك سميت الزهراء
وأن نطفتها إنعقدت من شجرة طوبى الخاصة بالمصظفين وأن الله يرضى لرضاها ويسخط لسخطها وأنها البضعة المحمدية بضعة وصفوة وتشريعا وأسوة يؤذيه () مايؤذيها ويرضيه ما يرضيها وأن الله يغضب لغضبها ، وأن الله أدبها فأحسن تأديبها ، وأنها كانت أعرف بالأشياء كلها .
وأن حبها من ضرورة الدين ، وينفع في مئة من المواطن أيسرها : الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والعرض والحساب .
وأن محلتها في الدنيا روضة من رياض الجنة ، وأنها أول من تدخل الجنة وأبوها وبعلها وبنوها وأن مسكنها في جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن وأن شرابها من (تسنيم) ، وهي أشرف شراب الجنة ، وهي لمحمد وآل محمد ، وأنها ينصب لها منبرٌ من نور وتشفع شفاعة من أعلاها وتعطى عطية من أرقاها ، فإذا علت منبرها قال الله تعالى : يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة !! فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله : يا بنت حبيبي ما ألتفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟ فتقول : يارب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم. فيقول الله سبحانه وتعالى : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذرتيك خذيه فأدخليه الجنة .
وأن وأن وأن ... فالكلام عن مقاماتها ومناقبها لا يمكن إستقصائه أبداً
ومع كل هذا فإن هذه السيدة الطاهرة التي جاهر الله بفضلها على العالمين وصرح أنها خيرته من الخلق أجمعين وأنه يرضى لرضاها ويسخط لسخطها : ما حفظها القوم بعد رسول الله () أبداً !!
فسلام الله وصلواته عليكِ يا سيدتي ومولاتي يوم ولدتِ ويوم استشهدتِ ويوم تبعثين على رؤوس الأشهاد رزقنا الله زيارتكِ في الدنيا وشفاعتكِ في الآخرة وجميع المؤمنين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....