عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 14-May-2012 الساعة : 09:09 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
موارد جوازها وحرمتها
ثم ان التقية عند الشيعة - وكما يروون في شأنها ويستفيدونه من الكتاب والسنة - تختلف بأختلاف الظروف والاوضاع التي يمر بها الانسان , فقد تكون التقية واجبة كما في الحالات التي استعرضناها واستعرضنا أسبابها ودوافعها , فإن الهدف منها في هذه الاحوال حفظ الدين والنفس والمال والعرض.
وقد تكون التقية محرمة , كما اذا استلزم منها اراقة الدماء وازهاق الارواح والنفوس , وإشاعة الباطل وترويجه , وكما اذا كانت تؤدي الى الاضرار بالدين بحيث تكون التقية سببا لزواله وإضعافه أو أهانته , ففي مثل هذه الموارد لاتقية أبدا بل الواجب نصرة الدين وإعلاء كلمته, والمحافظة على أرواح المسلمين .
لاسرية ولا أعمال منافية للقران
والحاصل أن التقية التي يعمل بها الشيعة ليست كما يصورها الخصوم وأعداء الشيعة ومن يريدون تشويه صورة التشيع , وأتباع أهل البيت , وأنها عمل خاص ومذهب سري يتكتم به الشيعة على مذهبهم لهدم الدين !.
وإنما التقية كما أشرنا عمل شرعي , منطلقه القران والسنة الشريفة , وكانت في تشريع الانبياء السابقين , والشيعة اتبعوا أمر الله فيها , وأخذوا بما ورد فيها عن الرسول والمعصومين من خلفائه الطاهرين .
واتأكيد هذه الحقيقة أود أن أقول بكل صراحة وكما هو قائموموجود في كتبنا وعملنا , أن لاسرية في المذهب عندنا , ولا أعمال منافية للقران أبدا ولا للسنة الشريفة .
بل أقول بصراحة أكثر , أنه لايوجد مذهب من المذاهب الاسلامية أكثر صراحة ووضوحا وموضوعية وأبعد عن التكتم والسرية من المذهب الامامي الاثني عشري , في كل شؤون المذهب , في عقائده واحكامه , وافكاره , وأخلاقياته, ومواقفه.
واذا كان من يتهم الشيعة أن يفهموا , ولا أن يتفهموا هذا الواقع , ولايريدون ان يتنازلوا عن الموروثات والمكنونات التي تنطوي على الحقد والبغضاء والضغينة والكذب والزور والبهتان , فما الذي يمكننا أن نفعله لهم , وليس من المناسب لنا الرد عليهم بنفس الاسلوب , لأن ذلك يؤدي الى السفاهة واضاعة الحق, وليقولوا ماشاؤوا مادمنا - نحن - على نهج الكتاب الكريم , وأتباع السنة الشريفة , وأتباع أهل الحق - الائمة الاطهار - .
الدليل على شرعية التقية من السنة الشريفة
أما الروايات الواردة في التقية ومشروعيتها فهي عديدة
فقد ورد في الصحيح عن زرارة عن ابي جعفر ( التقية في كل ضرورة , وصاحبها أعلم بها حين تنزل به )
وعن محمد بن مسلم وزرارة , قالا ( سمعنا ابا جعفر يقول التقية في كل شيء يضطر اليه ابن آدم فقد أحله الله له ) ( الوسائل ( مؤسسة آل البيت ) 16/246 , باب 25 من ابواب الامر والنهي ح 1-2)
وعن الصادق أنه قال في حديث ( ... فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لايؤدي الى الفساد في الدين فأنه جائز ) ( الكافي الشيخ الكليني 2/168 حديث 1)
وعنه أنه قال ( وان التقية لأوسع مما بين السماء والارض ) ( مشكاة الانوار , علي الطبرسي ( القرن السابع ) ص 89 وعنه بحار الانوار المجلسي 72/412)
وفي حديث الرفع عن النبي (ص) أنه قال ( رفع عن أمتي تسعة أشياء الخطأ والنسيان, وما أكرهوا عليه , ومالايعلمون , وملايطيقون , وما اضطروا اليه ) ( الوسائل ( مؤسسة آل البيت )15/369 باب 56 من أبواب جهاد النفس ح1 )
فان من فقراته ( وما اضطروا اليه ) , ومعنى ذلك أن أثره مرفوع عنهم .
ولعلي لست أبالغ إن قلت ان الشيعة برغم استعمالهم للتقية , وبرغم معروفيتهم بالتقية , ومع ذلك فهم في مقام التطبيق العملي للدين وأحكامه يتجاهرون بالحق ويدافعون عنه , ويظهرون معتقدهم بكل صراحة و وما الآلاف المؤلفة التي أراق معاوية وأتباعه دماءهم من شيعة علي وأهل البيت إلا لهذا الواقع , ولو كانوا يتبعون التقية لما كان هذا القتل , بل لما كان هذا الواقع الايماني الصادق الذي يجسد الدين والايمان وحفظ الاسلام .
فأقرأ- إن شئت - قصص الاوائل الذين أراق دماءهم - ظلما - معاوية بن ابي سفيان وغيره من الحكام الامويين والعباسيين , أمثال حجر بن عدي الكندي , ورشيد الهجري , وميثم التمار , وسعيد بن جبير , وغيرهم , وغيرهم , وانظر الى حديث التاريخ عن هؤلاء الاتقياء الافذاذ , والى حديث التاريخ عن قتلهم , أولئك ارتقوا الى منازل الابرار وأصبحوا أركان الحق والدين , وأما قتلتهم فلا يذكرهم التاريخ الا بالسب والطعن واللعن .
هذه عقيدتنا في التقية , واضحة نيرة , وهدى الله الخصوم لما فيه صلاحهم وخيرهم , والله من وراء القصد.
الفصل العاشر
عقيدتنا في الرجعة
الرجعة هي ان الله سبحانه وتعالى يرجع قبل يوم القيامة بعض الاموات في دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
والرجعة ليست عامة , بل إنما تكون لبعض الناس ممن كانت أعماله كثيرة وكان في أعلى درجات الايمان , أو كان في قمة الضلال , فهؤلاء يريهم الله دولة الحق.
ثم أن الايمان بالرجعة والاعتقاد بها ويتبع قيام الدليل عليها , فمن عنده الدليل على ثبوتها لزمه الايمان بها, من لم يقم عنده الدليل عليها فلا يحكم بكفره.
وإذا كان الشيعة يؤمنون بها , فلأجل قيام الدليل عندهم عليها من القران والسنة .
قال تعالى ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا ) فقد دلت الاية على أن الحشر هنا خاص ببعض دون بعض , لأن الحشر يوم القيامة عام شامل كما قال تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا ) .
هذا آخر ما أردنا إيراده , ,أسأل الله سبحانه أن أكون قد توصلت لأيضاح ما هو ضروري عندنا ونعتقد به فيما بيننا وبين الله تعالى .
نعم بقي هناك بحوث كنا أشرنا الى بعضها فيما سبق , ولكننا رأينا من المناسب التعرض لها مفصلا إتماما للفائدة فجعلناها خاتمة لهذا الكتاب.
الخاتمة
وفيها مباحث
المبحث الاول الولاية التكوينية للانبياء والاوصياء
المبحث الثاني عدالة الصحابة
المبحث الثالث مصحف فاطمة 
المبحث الرابع هل يعلم الائمة الغيب؟
المبحث الخامس الشريعة
المبحث السادس مصادر الاحكام
|