منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 232
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 72  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-May-2012 الساعة : 04:07 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الولاية التكوينية حقيقة قرآنية
بعد كل هذه الامور , لو تأملنا في الولاية التكوينية , لوجدنا أنها من الامور التي يقرها العقل والقران الكريم , بل هي من ضرورات للنبي والامام ايضا .
وأية غرابة فيها مادامت منطلقة من العلوم التي أودعها الله عندهم وأفاضها عليهم !! وأية غرابة في أن يجعل الله لهم هذه الولاية -مع ماذكرنا من الاعتبارات الموجودة في النبي والامام -!! وأية غرابة في ان تصدر منهم هذه الاعمال , بل قد صدرت منهم فعلا أشياء خارقة للعادة ومخترقة للنظام الكوني والسببي للأشياء .
فإبراهيم يطلب من الله أن يريه كيف يحيي الموتى , وإحياء الموتى عملية كونية أو تكوينية , وهي لم توضع تحت أختيار الانسان أبدا , هذا الطلب من أبراهيم يوحي بهذه الحقيقة , والله سبحانه حين أمره بأخذ أربعة من الطير وتقطيعهن وخلطهن , وأمره بأستدعائهن , هذا الامر بالاستدعاء جعل له الولاية التكوينية على الاحياء وإعادة الموتى , وليست شيئا غير هذا , أي أقدره الله تعالى على أعادتهن , ولن تتم العملية إلا بإقدار الله تعالى .
أما كيف تمت هذه العملية ؟ وما هو العلم الذي أعطاه الله لابراهيم ؟ فهذا من مخزون العلم الذي تفرد به النبي .
قال تعالى ( وإذ قال أبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم ).
وهكذا الحال بالنسبة لموسى , قال تعالى ( وأن ألق عصال فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب , ياموسى أقبل ولاتخف أنك من الآمنين )
وهكذا الحال بالنسبة لعيسى , قال تعالى ( إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني )
وهذه الامور - وان تمت بأمر الله سبحانه , وغيرها كثير , كما في أمر موسى أن يضرب الحجر فأنبجست منه اثنتا عشرة عينا , وأمره بضرب البحر فكان كل فرق كالطود العظيم - إلا أن هنالك ماكان يحكي الولاية التكوينية من دون أمر من الله , بل باعتبار ما أعطاه الله من الاقدار والعلم , وما تقتضيه المصلحة , كما في إتيان سليمان بعرش بلقيس , قال تعالى ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )
فسليمان أتي له بالعرش ابتداء ( قال ياايها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين )
وكذلك فهمه منطق النملة عندما مر على واد النمل ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها )
وكذلك تكليمه للهدهد , وكذلك استعماله للريح.
وهناك أمثلة كثيرة , لو أن ان نذكرها بأجمعها لخرجنا عن الاختصار .
فأي غرابة فيما أعطاه الله للانبياء كما ذكرنا , بل وللأوصياء كما في رد الشمس لأمير المؤمنين ( راجع كتاب رسائل في رد الشمس المحمودي ) , وغيرها من الامور التي قام بها علي , وأن يخترقوا نظام الكون بأمور ليست في مستوى البشر , ولا في مقدورهم وإمكانهم أن يأتوا بمثلها .
هذا مع العلم أنا نقرء في الاحاديث الشريفة التي تؤكد على لزوم الطاعة لله سبحانه والانقياد له , وإرتقاء العبد بها الى ان يقول للشيء كن فيكون , ففي الحديث القدسي ( ياابن آدم , أنا أقول للشيء كن فيكون , أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون ) ( بحار الانوار المجلسي 376/90)
فإذا كان الانسان العادي يرتقي بالطاعة الى مثل هذه المراتب , والتي فيها اختراق للنظم الكونية , فلماذا نستغرب من الولاية التكوينية للانبياء والائمة وهم أشد الناس طاعة , وأعمقهم انقيادا لله , بل هم دائما وابدا في خدمة الله , فلماذا لانريد أن نصدق هذا الواقع الذي تحدث عنه القران الكريم بشكل واسع ومسهب !
هذا مع العلم أنا لم نتحدث عما جعله الله تعالى في كتابه المجيد من الآثار التي تؤكد هذه الحقيقة .
قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )
وقال سبحانه ( لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )
وقال سبحانه ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى )
ولماذا لانريد التصديق ؟ ألا أن عقولنا لاتتحمل ذلك , فجعلنا هذا الامر من المستحيل تصديقه أو حدوثه ! أو لأنا نعيش الحالة المادية المحسوسة فقط ! أليس هناك غيب يمكن أن يخترق عالم المحسوس ويتحرك فيما هو أبعد منها , ويؤثر فيما هو أعمق منه ؟
قال تعالى ( الم * ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )
إن المشاهد الغيبية في القران كثيرة جدا , وهي تتكلم بمنطق الغيب , وبقدرة أخرى , لم تجعل تحت سيطرة الانسان وإدراكه , مما يؤكد أن القوى المادية التي يراها الانسان ويعلل بها الاشياء أو يظن أنها النهاية في سلسلة القضايا الخارقة , توجد هناك قوة أكبر منها , وقوة أكثر تحكما فيها
بعض قصص العالم الغيبي
ولنستعرض بعض قصص العالم الغيبي
قصة الطوفان

رد مع اقتباس