[خادم الزهراء المظلومة]

قم نذكرِ الحوراء في مواقفها * تلك التي أبدت بساحنا عجبا
في يوم صارمة الطفِّ التي شغلت * محافل التاريخ ما بها كتبا
حيث المصائبُ لم تهزها وقفت * فيها كراسيةٍ برغم ما نكبا
تجابه الظلاَّمَ وهْيَ واحدةٌ * سلاحها التوحيد لولها حجبا
وعادتِ الجاهليةُ التي غبرت * بجهدِ جديها والمرتضى النجبا
وذو الفقارِ على ذا شاهدٌ ترهُ * في يوم بدرٍ ولأحزاب إذ حزبا
كانت ولما تزل للجأش رابطةً * تلملم الجرح مثل الطود إن نصبا
ويوم واقعة الطفوف لو ترها * تحنو على الأيتام أُمْ لهم وأبا
وحولها أخوةٌ صرعى مجزَّرةً * وبيتها بالنار تلك قد طنبا
شبت بأذيالها النيران ما اكترثت * فهمُّها السجاد عنه لا تلي كسبا
يا ليت شعري لما أبصرت جسداً * للسبطِ فوق الصعيد والردى سلبا
والرأسُ منهُ على القنا وقد نزفت * دماهُ فوق الثرى والنحر قد شخبا
قامت إليهِ بما تخطو معـثــَّرةً * والقلب بالنار تلك مضرما لهبا
لحينِ أن وقفت عليهِ قائلةً * تقبل الله فرض ما بنا وجبا
وقد مضت مسبيةً فيا أسفي * هل مثلَ بنت المصطفى ترادُ سِبا
ما بين فجٍ ووادٍ مكبَّلةً * لا ملجأ ً فيه تحتمي ولا بخبا
فثمْ بها دخاوا للشامِ حيث يزيْـ * ـدٍ إذ ولاقت مرارة السبى نصبا
لكنها قلبت عليهِ منعمهُ * وهزتِ العرشَ في أميةٍَ غلبا
من ثمَّ عادت إلى العراق محزنةً * تلقى الحسينَ بالثرى وقد تربا
ردت له الرأس ثمَّ عنه قد رجعت * أرض المدينةِ تنعى بها حسينها نحبا
فلم يزدها رجوعها سوى ترحاً * وقد خلت دارها منهم غدت يببا
وقد جرى ما جرى في طيبةٍ رحلت * كي تقصد الشامِ حيث أتبعت سببا
وحين جاءت رأت فيها تذكرتِ الـ * أسى فغصت بحزنها بكت صببا
فثمْ شهقت بشهقةٍ خرجت * بنفسها أسفي إذ نجمها غربا

مواقف الحوراء
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
14 رجب 1433
عظم الله أجورنا وأجوركم