|
مشرفة
|
|
|
|
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سليلة حيدرة الكرار
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 14-Jun-2012 الساعة : 06:36 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
﴿أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـفَّـت وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَـنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءِ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَـنِ إِنِ الْكَـفِرُونَ إِلاَّ فِى غُرُور (20)أَمَّنْ هَذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِى عُتُوٍّ وَنُفُور(21)﴾
جاء في تفسير الأمثل :
انظروا إلى الطير فوقكم:
في الآيات الاُولى لهذه السورة كان البحث عن قدرة الله سبحانه ومالكيته، وعن السموات السبع والنجوم والكواكب... ويستمرّ هذا اللون من الحديث في أوّل آية - مورد البحث - وذلك بذكر مفردة اُخرى من كائنات هذا الوجود، والتي تبدو في ظاهرها صغيرة ويقول تعالى: (أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن).
هذه الأجسام بالرغم من قانون الجاذبية الأرضية تنطلق من الأرض وتحلّق ساعات في السماء بكلّ راحة، وأحياناً أيّاماً وأسابيع وشهوراً، وتستمر بحركتها السريعة المرنة وبدون أي مشاكل.
فالبعض منها يفتح جناحيه عند الطيران (صافات) وكأنّ هنالك قوّة خفيّة تحرّكه، والاُخرى ترفرف بأجنحتها عند الطيران بصورة مستمرة وقد تكون (يقبضن) إشارة إلى هذا المعنى.
وتطير مجاميع اُخرى بتحريك أجنحتها تارةً وفتحها اُخرى.
كما أنّ هنالك قسماً آخر يحرّك أجنحته لفترة عند الطيران، وعندما يحقّق سرعة معيّنة يجمعها بصورة كلية كـ (العصفور).
وخلاصة القول: فإنّ الطيران واحد، إلاّ أنّ صوره مختلفة ولكلّ طريقته وبرنامجه الخاصّ به.
فمن ياترى خلق أجسام هذه الطيور بهذه الصورة التي جعلها تستطيع السير في الهواء بكلّ سهولة وراحة؟.
ومن ذا الذي وهبها هذه القدرة وعلّمها الطيران، خصوصاً حالات الطيران الجماعي المعقد للطيور المهاجرة، التي تستمرّ - أحياناً - شهوراً عديدة، وتقطع في رحلتها هذه آلاف الكيلومترات، وتمرّ بأجواء بلدان كثيرة، وتجتاز الجبال والوديان والغابات والبحار حتّى تصل إلى مقصدها؟ فمن ياترى علم وأعطى هذه الطيور كلّ هذه القوّة، وهذا الوعي والمعرفة؟
لذا يقول في ختام الآية (ما يمسكهنّ إلاّ الرحمن إنّه بكلّ شيء بصير).
إنّه الله تعالى الذي وضع باختيارها الوسائل والقوى والإمكانات المختلفة للطيران، نعم، إنّ الله الرحمن الذي شملت رحمته الواسعة جميع الكائنات، وأعطى للطيور ما هو موضع حاجتها في الطيران، وحافظ عليها في السماء، هو بذاته المقدّسة يحفظ الأرض والكائنات الاُخرى
وعندما يشاء غير ذلك فلن يكون عندئذ للطيور قدرة الطيران ولا للأرض حالة الهدوء والإستقرار.
التعبير بـ (الصافات ويقبضن) لعلّه إشارة إلى طيور مختلفة أو لحالات متنوّعة من الطيران.
ولقد بحثنا بشكل تفصيلي عجائب عالم الطيور وغرائب مسألة الطيران في تفسير الآية (79) من سورة النحل.
ثمّ يشير تعالى في الآية اللاحقة إلى أنّ الكافرين ليس لهم أي عون أو مدد مقابل قدرة الله عزّوجلّ حيث يقول: (أمّن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن).
إنّ هؤلاء الذين هم (جند لكم) ليسوا عاجزين عن مساعدتكم ونصرتكم فحسب، بل إذا شاء الرحمن جعلها سبب عذابكم ودماركم، وحتّى هذه النعم المسخّرة لسعادتكم كالماء والهواء والتراب والنار والتي تمثّل ركناً أساسياً من أركان حياتكم لا يمكنها أن تنقذكم من البلاء، بل إنّها نفسها إذا اُمرت فإنّها ستكون موضع عذابكم وموتكم ونقمة عليكم.
نعم لقد كانت هذه النعم سبباً لهلاك ودمار كثير من الأقوام العاصين ويحدّثنا التاريخ أنّ الكثير من الجبابرة والطغاة والمتمرّدين على أوامر الله كان هلاكهم على يد أقرب الناس إليهم، وهذا ما يلاحظ كذلك في عصرنا أيضاً، حيث أنّ أكثر المجاميع وفاءً للسلطة تثور ضدّهم وينتقم الله من هؤلاء الظالمين بالظالمين الذين كانوا عوناً لهم.
ألا (إنّ الكافرون إلاّ في غرور) فلقد أعمت عقولهم حجب الجهل والغرور، ولا يعتبرون أو يتّعظون بما حصل للأقوام البائدة السابقة، ولا لما يصيب الآخرين في حياتنا المعاصرة.
"جند" في الأصل بمعنى الأرض غير المستوية والقويّة، والتي تتجمّع فيها الصخور الكثيرة، ولهذا السبب فإنّ هذه الكلمة (جند) تطلق على العدد الكثير من الجيش.
وقد اعتبر بعض المفسّرين كلمة (جند) في الآية - مورد البحث - إشارة إلى الأصنام، التي لا تستطيع مطلقاً تقديم العون للمشركين في يوم القيامة، إلاّ أنّ للآية في الظاهر مفهوماً واسعاً والأصنام أحد مصاديقها.
ثمّ يضيف سبحانه مؤكّداً ما سبق: (أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه).
فإذا أمر الله السماء أن تمتنع عن المطر، والأرض عن الإنبات، وأمر الآفات الزراعية بالفتك بالمحاصيل... فمن القادر غيره أن يطعمكم الطعام؟
وإذا ما قطع الله الرزق المعنوي عنكم والوحي السماوي من الوصول إليكم، فمن القادر غيره على إرشادكم وإنقاذكم من براثن الضلال؟ إنّها لحقائق واضحة وأدلّة دامغة، إلاّ أنّ العناد هو الذي يشكّل حجاباً للإدراك وللشعور الحقّ: (بل لجّوا في عتو ونفور).
وحتّى في حياتنا المعاصرة ومع كلّ ألوان التقدّم العلمي في الجوانب المختلفة، خصوصاً في مجال الصناعة الغذائية.
فإذا ما منع الله المطر عن الأرض سنة واحدة فيا لها من فاجعة عظمى تحلّ بالعلم، وإذا ما اُصيبت النباتات بالجراد والآفات سنة واحدة فيا لها من كارثة كبرى تحلّ بالبشرية.
ملاحظة
العوامل الأربعة في محرومية البشر:
إستعرضت الآيات السابقة أهمّ العوامل التي أدّت بالعصاة والمتمرّدين على أوامر الباريء عزّوجلّ إلى المصير البائس والعاقبة الخائبة.
وكانت أهمّ هذه العوامل: إعراض آذانهم عن الإصغاء، وعقولهم عن الفهم، وقلوبهم عن الوعي... كما كانت في الآيات مورد البحث أربعة عوامل اُخرى ساهمت في العاقبة السيّئة لهؤلاء التي هي: بؤس الإنسان وضلاله، هذه العوامل هي: (الغرور) و (اللجاجة) و (العتوّ) و (النفور).
وإذا ما أمعنا النظر جيّداً في هذه العوامل فإنّنا نلاحظ أنّ لها إرتباطاً مع العوامل السابقة، حيث أنّ هذه الصفات الرديئة تولّد حجاباً على الآذان والعيون والبصائر، وتمنع الإنسان من إدراك الحقائق.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
|
توقيع سليلة حيدرة الكرار |
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
|
|
|
|
|