عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 04-Jul-2012 الساعة : 07:23 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
النقطة الثانية:
هل نقل الصحابة شيئا من الروايات والاحكام وبلغوها للناس ؟
في هذه النقطة بالذات , علينا أن نكون موضوعيين لأن أخواننا السنة بنوا رأيهم وقولهم بعدالة الصحابة على أنهم الحفظة للشريعة والمبلغون لها , ومن المستحيل أن يعد الله سبحانه بحفظ دينه بقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) , مع كون حملته غير عدول ...
فعلينا النظر في هذه الناحية بالذات , أي في مقدار الحفظ للشريعة والدين , والاهتمام بالاحكام ومقدار التبليغ ومقدار ماقدمه الصحابة للأمة الاسلامية حتى يتلائم ويتطابق مع القول بعدالتهم وحفظهم للشريعة وتبليغ أحكامها .
من المعروف ان النبي (ص) أقام ثلاثة وعشرين سنة يتلقى الوحي وما يتعلق بالاسلام وأحكامه وشؤونه , والصحابة من حوله يسمعون مايقوله النبي (ص) ويعونه تماما , وما أخفى عنهم شيئا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) .
وبما أن الاسلام هو الدين الخاتم ويجب أن يصل الى كل أنسان , ويتحرك مع كل شيء في هذه الحياة , فالواجب تبليغه وإيصاله الى الجميع .
وفي وقت وجود النبي (ص) ومن كان حوله , بلّغ النبي (ص) الاحكام لأمته , وعرّفهم وظائفهم المطلوبة منهم تجاه دينهم , وبعد النبي (ص) كان الصحابة هم الذين ينقلون الدين وأحكام الشريعة للأمة .
فما كان موقفهم تجاه ماكان يلقيه النبي على مسامعهم وفي تفهمهم لأحكامه ؟ وما كان موقفهم بعد النبي (ص) في التبليغ والمحافظة عليه ؟
والقراءة التي يسجل من خلالها القارئ ملاحظاته على هذه النقطة وغيرها لا توحي بأن الصحابة كانوا بمستوى الحفظ والتبليغ .
وخير مايستشهد به لما نقول هو الاخبار الواردة في ذلك :
ينقل عن ابن عباس أنه قال مارأيت خيرا من أصحاب رسول الله (ص) ماسألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض , كلهن في القرآن) ( سنن الدرامي 1/51, مجمع الزوائد 1/158, باب السؤال للانتفاع وان كثر , وعنهما كتاب ( وركبت السفينة ) ص 196 ) .
ومما يروى عن البراء , أنه قال : ( إن كنت ليأتي عليّ السنة أريد أن أسأل رسول الله (ص) عن الشيء , فأتهيّب , وإن كنا لنتمنى الاعراب ) أي قدومهم ليسألوا فيسمعوهم أجوبة سؤالات الاعراب فيستفيدوها ( فتح الباري ابن حجر 13/224 ( وركبت السفينة ) ص195 ) .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من الانصار , ومامنهم من أحد يحدّث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث , ولا يسأل عن الفتيا إلا ود أخاه كفاه الفتيا ) ( سنن الدرامي 1/53) .
وقال ابن قيبة (وكان كثير من جل الصحابة وأهل الخاصة برسول الله (ص) كأبي بكر والزبير وأبي عبيدة والعباس بن عبد المطلب , يقلون من الرواية عنه , بل كان بعضهم لايكاد يروي شيئا , كسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ) ( أضواء على السنة , محمود ابو رية ص 56 )
وأيضا ذكر ابن القيم : أن الصحابة كانوا يهابون الرواية عن رسول الله (ص) ويعظمونها ويقللونها خوف الزيادة والنقصان , ويحدثون بالشيء الذي سمعوه عن النبي (ص) مرارا ولايصرحون بالسماع ولايقولون قال رسول الله (ص) ( أضواء على السنة , محمود أبو رية ص57 نقلا عن ( أعلام الموقعين عن رب العالمين ) لابن القيم الجوزية 4/128 )
والروايات في هذا المعنى والمضمون كثيرة , وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على الحذر والاحتياط في الرواية ونقلها , إلا أن هذا يتنافى تماما مع كونهم الحفظة والمبلغين , بل يتنافى مع ما هو وارد ومأثور عن رسول الله (ص) قال : ( نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلّغها عني , فرب حامل فقه غير فقيه , ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه ) ( سنن ابن ماجة 1/86 حديث 236 , وغيره فقد روي بأختلاف يسير في اللفظ من الطرفين , انظر : الكافي, الكليني 1/403 باب ماأمر النبي بالنصيحة حديث 1) .
وقرأنا في بعض الروايات المتقدمة أن بعض الصحابة كانوا لايجيبون على مسألة السائل , ويردها هذا إلى هذا !!!
والسؤال : لماذا لايجيبون؟
|