عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 04-Jul-2012 الساعة : 08:01 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
والسؤال لماذا لايجيبون؟
فإما أن يكونوا جهلاء بالحكم , وهذا خلاف الادعاء بأنهم حفظة الشريعة.
وإما أنهم يعلمون ولايريدون أن يجيبوا خوفا من الخطأ, فحري بهم أن يقولوا ( لانعرف) فإن ذلك خير من السكوت.
وإن كان الجواب احتياطا فهو ايضا خلاف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإن أخطأ فهو لم يتعمد الخطأ , ويمكن أن يتداركه.
وإن كانوا لايجيبون حرصا على العمل بالقران , فليجيبوا بما في القران إن كانوا يعلمون بالقران.
وعلى كل حال فهذا التوقف , بل الاقلال من السؤال في عهد النبي (ص) وعدم الجواب بعد النبي (ص) كله لايتلائم مع دعوى أنهم (( صحابة )) وأنهم (( مبلغون عن الله )) و (( حفظة للدين)) , وخلاف ماأمروا به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , وما أمروا به من وجوب التعلم ومعرفة الاحكام , وتعليمها الجهّال, كما هو وارد ومؤكد في احاديث السنة والشيعة, فأي تصور يمكن ان يكون عند الانسان عندما يطّلع على هذا الواقع الذي كان عليه الصحابة, وهل من الممكن والمعقول ان يكون هذا الواقع متطابقا مع القران الكريم الذي دأب قادة المسلمين بعد النبي على الاكتفاء به وضربوا بكل الاحاديث عرض الجدار ,بل أحرقوها حتى لم يبق منها شيء من أجل ذلك, ألم يقرؤوا قوله تعالى ( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم ) , وقوله تعالى ( وماأنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).
وهل يمكن أن يكون البيان القرآني بعيدا عن السنة التي تحمل كل التفاصيل والخصائص الموجودة في القران, والتي هي الشارحة لآيات الله وهي البيان التفصيلي له , فأين الصحابة عن هذا الواقع القرآني !!
ثم أن الاسلام لم ينتشر بين الناس الا من خلال التبليغ , ومن خلال التطبيق العملي له من قبل أتباعه, وما رغب الناس بالاسلام إلا للواقعية التي يتمتع بها الاسلام في أحكامه , وللأنقياد له والتفاني في سبيله, والالتزام به في مختلف شؤونه وأحكامه من قبل المسلمين.
والانقلاب الذي حدث , والتغييرات التي وقعت في وضع المسلمين, وعزوف البعض عن الاسلام , كان بسبب السلبيات التي صدرت من بعض المسلمين والتغيير الذي أحدثوه , والانسياق وراء الجاهلية الاولى من جديد و وإلا فالدخول في الاسلام كان رغبة أكيدة في نفوس الكثير من الناس , أفلا تكون هذه الاقوال في علوم الصحابة والإقلاق من قبلهم فيها تحجيم للدعوة الى الاسلام وحرب مبطنة ضد الاسلام !!
قلة التلقي من النبي (ص)
ومما يتعلق بالموضوع ايضا قلة التلقي من النبي (ص) , واهتمام الناس بالعمل والانشغال بأمور الحياة وغير ذلك , وقد صرحت روايات عديدة بهذا الامر .
ورد عن طلحة بن عبد الله , أنه قال ( إنا كنا قوما أغنياء , لنا بيوتات وأهلون وكنا نأتي رسول الله (ص) طرفي النهار , ثم نرجع )(البداية والنهاية ابن كثير 8/117, فتح الباري ابن حجر 7/61 , مسند ابي يعلى 2/10)
وقال البراء بن عازب ( ليس كلنا كان يسمع الحديث من رسول الله (ص) , كانت لنا ضيعة وأشغال , ولكن الناس لم يكونوا يكذبون يومئذ, فيحدث الشاهد الغائب ) ( الحد الفاصل الرامهرمزي ص 235 , الكفاية في علم الرواية الخطيب البغدادي ص 424 ), وورد عنه قوله ( ماكل الحديث سمعناه من رسول الله (ص) كان يحدثنا أصحابنا عنه , كانت تشغلنا رعية الابل )( وركبت السفينة 200 , مسند أحمد 4/283 , المستدرك الحاكم النيسابوري 1/95).
هذه الاخبار وغيرها تؤكد ان الصحابة كانوا محدودين في مستوام العلمي ومعرفة الاحكام والقضايا الشرعية التي يهتم بها المسلمون عادة والتي تستوعب جل حاجاتهم وأمورهم ومايلزمهم من شؤون.
فالصحابة لم يكونوا عارفين بأمور الاسلام وأحكامه , ولالديهم الاطلاع الكامل عليه , بل ولا أقل من ذلك , الامر الذي يجعل الصورة للتعليل الذي يذكر لعدالة الصحابة فيه من الغلو مالايخفى.
فالمراجع في الروايات يتأكد لديه هذا الواقع بوضوح , وأن النبي (ص) حين كان يبلغ الاحكام , كان يبلغها لمن حضر منهم, أما باقي الصحابة ممن كان غائبا , ومن كان بعيدا, وغيرهم ممن لم يحضر مجلس التبليغ , فمعرفته للحكم كانت تتم بعد ذلك وعلى مراحل وفترات , هذا اذا لم يلتقوا بالنبي (ص) ويسألوه.
هذا حال من كان في زمانه (ص) , وأما بعد وفاته , فمن أراد أن يتعرف على سنة النبي (ص) وعلى الاحكام التي وردت فيها ,فعليه ان يسأل حتى يصل الى الواقع , وقد لايصل .
ومن هنا نقول أن الصحابة قد خفي عليهم الكثير والكثير من الاحكام , فكيف يكونون حفظة للشريعة ! وكيف يبلغونها للناس وهم لايعرفون منها الا القليل , وأنى لهذا القليل أن يستوعب المساحات الكبيرة من البلاد الاسلامية التي توسعت توسعا كبيرا, والشعوب الاسلامية التي زاد عددها زيادة بالغة , وتنقل اليها الاحكام بشكل يفي كل احتياجاتها , هذا فضلا عن احتواء المستجدات من الامور التي تتجدد في حال التوسع والتطور .
من هنا يتأكد لنا بأن الصحابة لم يكونوا بالمستوى الذي يخولهم أن يحملوا الامانة الكبيرة ز
تعليق
هذا المعنى الذي ذكرنا , إنما هو بالمنظور العام , ولكن بالمنظور الخاص نقول ان النبي (ص) قد هيأ من الصحابة من بعده من يقوم بهذا الدور العظيم , وحمّله الامانة الكبرى ,إذ لايعقل – والله سبحانه جعل الاسلام خاتمة الاديان , وجعل محمدا خاتم الانبياء والرسل – أن تنتهي رسالته بالقليل الذي فهمه الصخابة وأدركوه , فلابد أن يكون من بعده من يقوم بنفس الدور ويعطي نفس العلوم والمعارف , ويكون لديه ماعند الرسول , بتعليم الرسول.
وليس أحد من الصخابة من له هذه الاهلية سوى علي بن ابي طالب وأبناؤه الغر الميامين , الذي جعلهم رسول الله عدل القرآن , وأودع لديهم علومه مضافا الى مالديه من علوم أطلعه الله عليها.
لقد كان علي بن ابي طالب هو الشخص الذي رافق النبي (ص) بداية حياته , وأول مراحل الدعوة , وعرف أمور الاسلام وأحكامه وأستوعبها استيعابا كاملا, وهذا أمر لايناقش فيه أثنان فضلا عن أن ينكره أحد إلا من كان في قلبه مرض.
النقطة الثالثة
لماذا أحرقت الروايات التي جمعت في عهد النبي (ص)
|