|
طالب علم متخصص في الحديث
|
|
|
|
الدولة : النجف الاشرف مولدي
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سيد جلال الحسيني
المنتدى :
أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
بتاريخ : 11-Jul-2012 الساعة : 04:07 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل الرابع جلال:
نبدء بذكر نص الكتاب وستجد ان هذا الرجل المبارك كم كان له ذوق رائع في اختيار العناوين والروايات المناسبة لتلك العناوين حيث جعل الفصول الاولى هي ما يتعلق باصل الاعتقاد لأن من لم يسلم اعتقاده فلا ينفعه الخوض في بحار انوار هذا الكتاب ثم ستجد انه رحمه الله تعالى ياتي بالاخلاقيات اللازمة للانسان الذي يعيش في زمن الغيبة فستجد ان الكتاب كالبنيان المرصوص من تسلسل المواضيع وجمال الاختيار فتتيقن ان النبع من عين صافية لا يشوبها سوى الزلال النقي من كل شائبة ؛ وحينما يعلق الكاتب على بعض الروايات او يبين بعض ما يهدف لبيانه تتعجب من حنانه وكأنه اب يحترق شوقا لبيان الحقائق لاولاده او انه عبد صالح يمسح بشفقة على رؤوس الايتام الذين حرموا من العيش تحت ظل ابوهم الحق والواقعي فعبارته وتعليقاته على قلتها تشحن القلب بقوة ايمانية تشق الطريق للموالين من بين امواج الفتن ليحلق نحو إمامه ليراه من نافذة بصيرته وعيني قلبه ؛ ونبدء بمقدمته رضوان الله تعالى عليه:
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حدثنا الشيخ أبو الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن أبي قرة القناني «1» رحمه الله قال حدثنا أبو الحسين محمد بن علي البجلي الكاتب و اللفظ من أصله و كتبت هذه النسخة و هو ينظر في أصله قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني بحلب «2».
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الهادي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ المستحق الشكر من عباده بإخراجه إياهم من العدم إلى الوجود و تصويره إياهم في أحسن الصور و إسباغه عليهم النعم ظاهِرَةً وَ باطِنَةً لا يحصيها العدد على طول الأمد كما قال عز و جل- إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها «3» و بما دلهم عليه و أرشدهم إليه من العلم بربوبيته و الإقرار بوحدانيته بالعقول الزكية «4» و الحكمة البالغة و الصنعة المتقنة و الفطرة
______________________________
(1) القنانى- بفتح القاف و نونين بينهما ألف- نسبة الى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما في اللباب لابن الأثير. و الرجل عنونه النجاشيّ و قال محمّد بن عليّ بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة أبو الفرج القنانى الكاتب، كان ثقة، و سمع كثيرا و كتب كثيرا، و كان يورّق لاصحابنا- الى آخر ما قال-.
(2) و في نسخة: «حدّثني محمّد بن على أبو الحسين الشجاعى الكاتب- حفظه اللّه- قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه النعمانيّ رحمه اللّه تعالى في ذى الحجة سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة قال:». و في بعض النسخ مكان «أبو الحسين» «أبو الحسن» و لعله هو الصواب.
(3) إبراهيم: 34.
(4) في بعض النسخ «المرضية».
الصحيحة و الصبغة الحسنة و الآيات الباهرة و البراهين الظاهرة و شفعه ذلك ببعثه إليهم الخيرة من خلقه رسلا مصطفين مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ دالين هادين مذكرين و محذرين و مبلغين مؤدين بالعلم ناطقين و بروح القدس مؤيدين و بالحجج غالبين و بالآيات لأهل الباطل قاهرين و بالمعجزات لعقول ذوي الألباب باهرين أبانهم من خلقه بما أولاهم من كرامته و أطلعهم على غيبه و مكنهم فيه من قدرته كما قال جل و عز- عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً «1» ترفعا لأقدارهم و تعظيما لشأنهم- لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ و لتكون حجة الله عليهم تامة غير ناقصة.
و الحمد لله الذي من علينا بمحمد سابق بريته إلى الإقرار بربوبيته و خاتم أصفيائه إنذارا برسالته و أحب أحبائه إليه و أكرم أنبيائه عليه و أعلاهم رتبة لديه و أخصهم منزلة منه أعطاه جميع ما أعطاهم و زاده أضعافا على ما آتاهم و أحله المنزلة التي أظهر بها فضله عليهم فصيره إماما لهم إذ صلى في سمائه بجماعتهم و شرف مقامه على كافتهم و أعطاه الشفاعة دونهم و رفعه مستسيرا [مستزيدا] إلى علو ملكوته «2» حتى كلمه في محل جبروته بحيث جاز مراتب الملائكة المقربين و مقامات الكروبيين و الحافين.
و أنزل عليه كتابا جعله مهيمنا على كتبه المتقدمة و مشتملا على ما حوته من العلوم الجمة و فاضلا عليها بأن جعله كما قال تعالى- تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ «3» لم يفرط فيه من شيء فهدانا الله عز و جل بمحمد صلد الله علیه واله من الضلالة و العمى و أنقذنا به من الجهالة و الردى و أغنانا به و بما جاء به من الكتاب المبين و ما أكمله لنا من
______________________________
(1) الجن: 26.
(2) في بعض النسخ «و رفعه مستزيدا الى علو مملكته».
(3) النحل: 89.
الدين و دلنا عليه من ولاية الأئمة الطاهرين الهادين عن الآراء و الاجتهاد و وفقنا به و بهم إلى سبيل الرشاد «1».
جلال :
لاحظ قارئي العزيز ان كلمة الاجتهاد كانت منبوذتا جدا في ايام النعماني رحمه الله تعالى لانها كانت تدل على ان الفقيه يستعمل جهده في استعمال القياس والاستحسان للحصول على الحكم الشرعي واذا راجعت حلقات الاصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره - ستجد هناك ان اول من نقل هذا المصطلح الى ما هو المعروف في هذه الايام هو العلامة الحلي وسارت الى يومنا هذا على ما هو المعروف .
نرجع لنص الكتاب
صلى الله عليه و على أخيه أمير المؤمنين تاليه في الفضل و مؤازره في اللأواء و الأزل «2» و سيف الله على أهل الكفر و الجهل و يده المبسوطة بالإحسان و العدل و السالك نهجه في كل حال «3» و الزائل مع الحق حيثما زال و الخازن علمه «4» و المستودع سره الظاهر على مكنون أمره و على الأئمة من آله الطاهرين الأخيار ا لطيبين الأبرار.
معادن الرحمة و محل النعمة و بدور الظلام و نور الأنام و بحور العلم و باب السلام الذي ندب الله عز و جل خلقه إلى دخوله و حذرهم النكوب عن سبيله حيث قال- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أفضل صلواته و أشرفها و أذكاها و أنماها و أتمها و أعلاها و أسناها و سلم تسليما كثيرا كما هو أهله و كما محمد و آله ع أهله منه.
|
|
|
|
|