منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سلوني قبل أن تفقدوني
عرض مشاركة واحدة

سيد هاشم
طالب علم
رقم العضوية : 5606
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 6
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : سيد هاشم is on a distinguished road

سيد هاشم غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد هاشم



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : جعفر باقر المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Aug-2012 الساعة : 06:09 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ..
لقد مررت بالمنتدى مرور الكرام - حيث انا في رحلة - فرأيت الاخ جعفر باقر يطرح هذا السؤال ( الشبهة ) .. وبدوري احاول أن أجيب عنها من خلال نقاط عدة :-
اولاً : لقد أورد هذا النص بعض المصادر وخلاصته انّ الإمام علياً قام خطيباً على المنبر وقال ( سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله تعالى فما من آية الا وانا اعلم حيث نزلت بحضيض جبل او سهل ارض ، وسلوني عن الفتن فما من فتنة الا وقد علمت من كسبها ومن يقتل فيها ... ) رواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن احمد بن حنبل ص 74 .

وفي مقام آخر قال سلام الله عليه ( سلوني قبل ان تفقدوني .. هذا سَفَط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) هذا ما زقني رسول الله (ص) زقاً زقاً ، سلوني فإنّ عندي علم الاولين والآخرين ، أما والله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ... وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم ... وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم - ثم قال - وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهارا ، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه ..؟ ولولا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن الى يوم القيامة ، وهي هذه الآية { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } ) نقلناه باختصار ..

وهناك عبارات أخرى ورد فيها هذا النص وهي تؤدي نفس المضمون تراجع في مضانها ..

وباختصار فإن هذا النص ورد في عدد من المصادر من الطرفين وبصيغ مختلفة .. وهذا يكشف عن تكرر ذلك القول من أمير المؤمنين حسب الظروف والمناسبات ، ولا يمكن لنا - فعلاً - أنّ نشكك في صدور هذه العبارة من الامام عليّ سلام الله عليه ..

ثانياً : لو تأملنا في العبارات المتقدمة نجد انّ علياً يركز فيها على القرآن الكريم ووحي السماء ، وهذا الامر اذا ادّعاه أمير المؤمنين فهو مُصدّق فيه - بل لا يمكن لأحد أن يجادل في ذلك إلاّ من أعمى الله قلبه - لأنّ الإمام هو الأكثر قرباً برسول الله وسلم والأشدّ تعلقاً والأبرّ رحماً والأوفر حظاً والأقرب صلة به منذ أن كان فطيماً حيث أخذه النبي في بيته ورباه في حجره مروراً بسني ما قبل البعثة ، حيث كان أمير المؤمين يرى نور الوحي في غار حراء وفي كل مرة ينزل فيها وحي السماء على المصطفى وإلى يوم رحيله في حجر أمير المؤمنين حيث اختلى معه ساعة وعلّمه رسول الله ألف باب من العلم ينفتح له من كل باب ألف باب .. فلو قال أمير المؤمنين هذا الكلام لا يستطيع أحدٌ من المسلمين ردّ قوله هذا الاّ أن يكون جاهلاً بهذه الحقائق التي لا يحجبها ضوء الشمس أو كان أعمى بصرٍ أو أعمى بصيرة والعياذ بالله ..

إذن كان ينبغي على أمير المؤمنين بل يجب - لو صح هذا التعبير - أن يقول هذا القول لكي يثبت هذه الحقيقة على رؤوس الأشهاد حتى لو انكرها منكر او جحدها منافق ..
كان لابد لعليٍ صلوات الله عليه أن يكرر هذا الكلام الذي لم يدّعه ولم يجروأ على قوله أحدٌ ممن تولى الحكم قبله ليؤكد على هذه الحقيقة وهي أنّ من يكن وصياً للمصطفى يجب أن يكون حاملاً علمه ورسالته وعصمته وكمالاتِه ومقاماتِه ، حقاً وصدقاً لا زيفاً وادعاءاً وكذباً ..

وهذا الامر لو قاله الائمة المعصومون بعد أمير المؤمنين ولم يكن قد قاله هو سلام الله عليه لكذبهم الظالمون والحاقدون وما أكثرهم في زمان الحسن والحسين وزين العابدين والباقرَين وهكذ ا سلام الله عليهم أجمعين ، لانهم لم يعاصروا تلك الفترة وان كانوا ملهَمين بالعلم اللدني ومسدَّدين بروح القدس ومعصومين من الدنس ومطهرين من الرجس ولكن بعض الناس لا يرى أكثر من طرف أنفه وأبعد من طول ذراعه ..

والخلاصة في هذه النقطة الثانية انّ أمير المؤمنين أراد أن يقرر هذه الحقيقة وهي أنّ من يتسنم منصب خلافة النبي ووصايته ووراثته يجب أن يكون عالماً بطرق السماء قبل طرق الارض وعارفاً بحقائق الملكوت قبل حقائق المُلك وبيده مفاتيح العلم التي ينفتح منها كل أبواب العلوم ، سواء كان قد عاش مع النبي ورأى نور الوحي وسمع صوت السماء ام لم يكون عاش تلك الفترة في حياته الظاهرية لا النورية ..

ثالثاً : لقد قال أمير المؤمنين حسب هذا النص : سلوني قبل أن تفقدوني .. ولم يقل سلوني قبل ان تفقدوا مصدر العلم وباب السماء ولسان الوحي وعدل القرآن ووصي النبي (ص) وأمثال هذه الكلمات التي لو قالها لكان لطرح الشبهة مجال من حيث أنّ مصدر العلم وباب السماء وعدل القرآن ووو موجود في الأمام الذي يليه .. ولكنه قال سلوني قبل أن تفقدوني .. أي سلوني أنا قبل أن تفقدوني أنا ، فموضوع السؤال هو نفسه المطهرة وموضوع الإفتقاد هو نفسه المقدسة كذلك ، ولا معنى لأن يقال بأنّ غيره من الائمة سوف يكون له نفس المقام ونفس الدور فلا معنى لترديد هذه المقولة !!! ولكن .. هل سيكون للأئمة وقتاً يخطبون فيه على منبر رسول الله (ص) أو يكون لهم مجالاً ليحكموا بين الناس ويتحدثون بحريتهم .. كيف ونفس أمير المؤمنين يخبرُه النبي بما سيجري عليه وعلى آله وذريته من بعده ، وكيف ستغدر بهم الأمة وتسلبهم حقهم وتتقمص قميصهم الذي ألبسهم رسول الله إياه ، فهل يعقل أن يوكلَ الإمامُ أمر السماء على المجهول المعلوم .. وهل من عاصر الامير وسمع حديثه وحضر مجلسه ومنبره سوف يناله الحظ ويدركه التوفيق ويحظى بالسعادة حتى يجلس تحت منبر ولده الحسن المسموم المجتبى او الحسين الشهيد بكربلا أو السجاد زين العابدين أو الباقر او الصادق او او او عارفاً بهم وبحقهم ومقامهم ومنزلتهم .. حتى يسمع منهم ما أحاله جدهم عليهم !!!

إننا لو سبرنا التأريخ لم نجد من هذه النماذج الا النزر اليسير واليسير جداً بل لا يتعدى عددهم عدد اصابع اليد أمثال جابر بن عبد الله الانصاري (رض) الذي عاش مع النبي (ص) وأدرك الامام الباقر وهو على الايمان الظاهر وأبلغه سلام جده المصطفى ..

ولكن هذا النموذج لا يقاس عليه آلاف الصحابة والتابعين وتابعيهم ممن كان يعيش في زمان أمير المؤمنين ويعسوب الدين عليه صلوات المصلين .. والذين تمت عليهم الحجة البالغة بوجود الإمام بين ظهرانيهم ، يفيض عليهم مما علمه الله ورسوله علماً وعملاً وورعاً وعدلاً وفقهاً ومنهجاً لكل نواحي الحياة حتى تكون الحجة البالغة الله سبحانه وتعالى ..
هذه النقطة الثالثة اشارت إليها الاخت جارية العترة بشكل موجز وقد وضحتُه آنفاً بما لا مزيد عليه ..

وهناك نقاط اخرى طوينا عنها كشحاً توخياً للاختصار ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
أما الشبهة الاخرى فلها حديث آخر يأتي في وقته إن شاء الله تعالى ..


آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 31-Aug-2012 الساعة 07:41 PM. سبب آخر: تعديل لون الخط وحجمه ونوعه

رد مع اقتباس