عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 02-Sep-2012 الساعة : 01:43 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المبحث الرابع
هل يعلم الائمة الغيب ؟
من جملة الافتراءات التي افتري بها على الشيعة , ومن خلاله يتهمونهم بالشرك القول بأن الائمة يعلمون الغيب.
وهذا القول وغيره مأخوذ من ابن تيمية وأمثاله الذين دأبوا على اثارة الفتن والاباطيل ضد الشيعة بلا مبرر ولا وازع ولا خوف من الله سبحانه , نتيجة إمتلاء قلوبهم بالحقد والكراهية , والبغض لعلي وأبنائه الغر الميامين الطاهرين .
والشيعة على امتداد تاريخهم ومختلف احوالهم وأوضاعهم ومواقفهم , لم يظهر منهم هذا القول المفترى عليهم به , لابصريح القول , ولا بلحن القول ابدا , ولم يقله احد منهم , وإنما الذي ظهر منهم مقالات فسرت بهذا , مثل قولهم ( إن عندنا علم ماكان وعلم ماهو كائن الى أن تقوم الساعة ) ( الكافي الشيخ الكليني 1/239 باب ذكر الصحيفة والجفر ح 1 ) . وهذا في واقعه (( علم بالغيب )) لا (( علم الغيب )) أي هذا ما أطلعهم الله عليهم بواسطة الرسول (ص9 .
وأي مانع من ان يطلعهم الرسول (ص) على ذلك , وأي مانع من أن تكون دائرة علومهم واسعة الى مثل ماقالوا , وهم الذين لديهم علوم القران التي أودعها الله عند رسوله (ص) ورسوله (ص) أودعها عند الائمة الطاهرين , فهم يعلمون بهذه الامور عن تحديد وتعليم بما علمه الله لنبيه محمد (ص) , وإذا كانت علومهم بهذه الكيفية في نطاق وتحديد القران , فأين علم الغيب أذن ؟
هذا .. وقد تقدمت الاشارة في هذا الكتاب ( في الفصل السادس من هذا الكتاب بعنوان علم الامام ) إلى أن علوم الائمة مأخوذة من النبي (ص) ومن القران , وأنهم لايتعدون ذلك ابدا , فعلي تعلم من رسول الله (ص) مختلف العلوم , ورسول الله (ص) أفاض عليه هذه العلوم حتى قال ( أنا مدينة العلم وعلي بابها )( بحار الانوار 126/23 ب7 فضائل أهل البيت ح 53 ) وقال ( لقد علمني رسول الله (ص) ألف باب , يفتح كل باب الف باب ) ( بحار الانوار 28/26 ب1 جهات علومهم ح 36 ) , وغيرها من الاحاديث الشريفة التي تؤكد تعليم رسول الله لعلي , فما علّمه الرسول (ص) لعلي وأستودعه عنده , علّمه علي للحسنين عليهما السلام , والحسنان عليهما السلام أودعا هذه العلوم عند الائمة الآخرين .
وما ورد في حديث الثقلين ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله , وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وضم سبابتيه - فقام اليه جابر بن عبد الله الانصاري , فقال يارسول الله ومن عترتك ؟ قال علي والحسن والحسين , والائمة من ولد الحسين الى يوم القيامة انظر بحار الانوار المجلسي 147/23 ب 7 فضائل أهل البيت ح 111 وغيره ) فيه دلالة كبيرة على ذلك , وإلا فلا معنى للأستخلاف ابدا إن كانوا يعلمون الغيب - كما يدعيه المفترون على الشيعة في عقيدتهم في أهل البيت _ .
إن علم الغيب قد اختص الله به , قال تعالى ( قل لايعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله ) ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الارحام ومل تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ( وعنده مفاتح الغيب لايعلمها الا هو ) .
فالله سبحانه وتعالى هو الذي بيده مفاتيح العلوم كلها , عالم بكل شيء , ومحيط به , من مبتدءات الامور وعواقبها على اختلافها , واختلاف مواردها , وهو الذي يفتح ابواب العلوم لمن يريد ويشاء , من الانبياء والاوصياء والاولياء , لأنه لايعلم الغيب سواه , ولايقدر على فتح باب العلوم سواه .
ومن هنا نقول إن مالدى الانبياء والاوصياء هو (( علم بالغيب )) أطلعهم الله عليه , لا (( علم الغيب )) وفرق كبير بين علم الغيب , والعلم بالغيب , كما يقتضيه التركيب اللفظي واللغوي , فالغيب هو ماغاب وخفي عن الحس والعقل غيبة تامة , بحيث لامجال لإدراكه بطريق البداهة ولاغيرها من الطرق , وقد قسّم الى قسمين
القسم الاول
|