منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - فيا كفاً يلوذُ الناس ُ فيها
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 195
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي فيا كفاً يلوذُ الناس ُ فيها
قديم بتاريخ : 08-Sep-2012 الساعة : 05:35 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


فيا كفاً يلوذُ الناسُ فيها



سواداً قد لبستُ على السّوادِ = فأيامُ العزاءِ إلى المعادِ


فناري ألهبتْ أعماقَ قلبي = فأضحى كالهشيمِ على الرمادِ


كأنّ سهامَ دهري في ربوعي = فجائعُ نازلاتٌ في فؤادي


أُدَوّنُ في دواوينِ البلايا = فتسبقني الحروفُ بلا جوادِ


فمن لم يسبقِ الأحداثَ فكراً = تمنّتهُ النواصبُ والعوادي


ومن لم يهزمِ الأوغادَ يوماً = بسوحِ الحربِ في يومِ الجهادِ


يرى في الدهرِ أنواعَ الرزايا = تُحدُّ لهُ السيوفُ مِنَ البعادِ


فلا تلهيكَ أشرعةَ المنايا = وترمي ما لديكَ من الحصادِ


وكنْ كالطودِ لا يشكو لبازٍ = دنى منهُ وكشّرَ وهْوَ غادي


وكن كالليثِ ينتظرُ المنايا = إذا كان الخصامُ مع الأعادي


فلو حققتَ في كلِّ الرزايا = تكونُ سيوفُها في كلِّ وادِ


وما غدرُ الزمانِ بمستردٍّ = ولا عمرٌ مضى بالمستعاد


فإنْ أحصيتَ أرماسَ المنايا = تزاحمتِ النفوسُ على الحِدادِ


لقد طالتْ سهامُك كلّ فردٍ = ورمحكَ واحدٌ نحو الفؤادِ


وأُجزمُ ما لغدركَ ارتقاءٌ = ولا فيها حياةٌ للمرادي


بغدركَ في السجودِ أبا ترابٍ = لفاجعةٍ على السبعِ الشدادِ


أُصيبَ الدينُ يومَ غُدرتَ فيهِ = ولمْ تنمِ الحواضرُ والبوادي


وساءَ الشمسُ أنْ دنتِ الدواجي = وأفجعها الوليّ على الأيادي


ولستُ بتاركِ الأشجانَ يوماً = ولستُ بناسيَ المَلَكِ المنادي


وكيفَ ينامُ محزونٌ ثكولٌ = ويشغلهُ الحدادُ عن ِ الرقادِ


أحقٌّ أنَّ مَنْ عشقَ اليتامى = ترجلَّ للسماءِ على انفرادِ


سَبَقْتَ القومَ إيماناً وتقوى = وتعطي ما لديكَ إلى العبادِ


لقد نالت أواخرُها العطايا = كأيدي الأولين إلى الجوادِ


تلازمُكَ السماءُ وأنتَ تُعطي = من الخيراتِ ذُخراً للمعادِ


فما نضبتْ هباتُكَ ياسخيّا = فإنّ الخيرَ ينمو في ازديادِ


تطلّعتِ القلوبُ إلى سخيٍّ = وقدْ حصّنتها عند التنادي


فيا كفاً يلوذُ الناسُ فيها = ويفرحُ سائرٌ منها وغادي


فتنطلقُ القلوبُ مُزرّراتٍ = مُحجلةٍ على رغمِ الصّفادِ


لقد سارتْ إلى ركنٍ شديدٍ = على علمٍ وتقوى واجتهاد


أبا " حسنٍ " فدتكَ الناسُ طُراً = فجرحُكَ في المسيرِ وفي الرقادِ


فلمْ أرَ في عيونِ الصبحِ شوقاً = إلى الإشراقِ مِنْ بعدِ الحِدادِ


يقولُ لي العذالُ مهلاً = علامَ النوحُ في يومِ الودادِ


فهلْ أدعُ الولايةَ رغم لومي = ومثلي لن يكونَ على الحيادِ


ولستُ بتابعِ الحسّادِ يوماً = ولو جاءوا بدُرٍّ أو بزادِ


فألقيتُ الشجونَ على الرواسي = وسطرتُ القريضَ بلا مدادِ


دموعٌ يا أبا الحسنين مني = لعلمي أنّكمْ أغلى العبادِ


أبو حسين الربيعي 6/9/2012- الخميس - دبي


رد مع اقتباس