عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 31-Oct-2012 الساعة : 08:59 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أهمية الاجتهاد
لايقتصر دور المجتهد على استنباط الاحكام الشرعية الالهية من القران والسنة وغيرها من الادلة المعتمدة في الاستنباط , فأن ذلك وإن كان مهما جدا وضروريا في الحياة الانسانية , إلا أنه - مضافا لذلك - له دور كبير في تحقيق الاهداف الانسانية والاصلاح والتنظيم والحفظ للشؤون العامة والخاصة , التي هي الاساس في تطور الحياة وتناميها , لأن الاسلام لما كان هو الدين الخاتم ولا دين بعده ابدا الى يوم القيامة , فلا بد أن يلبّي متطلبات وتطلعات البشرية والانسانية في جميع مراحل وجودها , ولابد أن يؤمّن لها جميع الاحتياجات التي فيها الخير والصلاح والنظام , ووضع كل جديد يتجدد في حياة الانسان في إطار التشريع الاسلامي , كما هو الحال والشأن في الامور المتجددة في عصرنا الحاضر , والتي لم تكن موجودة فيما سبق , وكذلك استيعاب ما هو محتمل الوجود في المستقبل , باعتباره الدين الخالد والخاتم الى يوم القيامة .
من هنا نفهم وندرك أهمية الاجتهاد وضرورته في الحياة الانسانية , خصوصا بعد زمان الغيبة , غيبة الامام المهدي , كل ذلك لتقويم أمور الحياة وإبعادها عن حالة الفوضى والاضطراب , ولإستمرار بقاء الدين فاعلا في حياة الناس كأساس لايستغنى عنه في حال من الاحوال .
فالانسان مع الاجتهاد , دائما وأبدا في حال تطور وفي حالة انتظام , وفي وضع لايشعر معه , بالبعد عن الواقع الانساني والحياة الفاضلة الكريمة الملائمة له , وهو في إطار التشريع والاسلام , أي منطلقاته كلها من الواقع الايماني والشرعي الذي يريده ويقره الاسلام .
ولكن --أولا - وكما أسلفنا - يجب أن يكون هذا الاجتهاد في إطار القران والسنة , ولايكون غير ذلك , وإلا كان اجتهادا في مقابل النص , وتشريعا محضا في قبال الله سبحانه , لأنه كما أسلفنا ما من شيء إلا وله أساس في القران والسنة , وإلا كان بدعة , ( وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار ) ( بحار الانوار المجلسي 355/10 ب 20 ماكتبه الرضا للمأمون ح1 , وورد بلفظ قريب منه في روايات اخرى راجع مثلا بحار الانوار 263/2 ب32 البدعة والسنة ح21 ) .
وثانيا لايمكن اعتماد قواعد واسس ومصادر التشريع إلا ماكان في إطار الكتاب والسنة أيضا ويؤدي الى الحكم الموافق لهما , وإلا فيضرب به عرض الجدار , كما ورد في الاخبار الشريفة عن العترة الطاهرة . ( راجع الوسائل , آل البيت 6/27 ب 9 من ابواب صفات القاضي , ح1 -15 - 18 47 وغيرها ) .
وشيء ثالث وهو مهم جدا أن يكون المجتهد في وضع اخلاقي وروحي خاص , من حيث الايمان والاعتدال الاخلاقي والسلوكي والورع والتقوى , والخشية من الله سبحانه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ( سورة فاطر من الاية 28 ) , وأن يكون في أعلى مراتب العدالة , هذا المعنى ضروري لأنه جعل المجتهد في وضع لايغلب للاهواء والاجتهادات الشخصية والباطلة .
ثم أن الحكم الذي يستخرجه ويستنبطه المجتهد من القران والسنة , يسمى ب (( الحكم الظاهري )) , لأنه إنما يؤخذ به لقيام الدليل على أعتباره , وعدم امكانية الوصول الى الحكم الواقعي الاولي .
وأما إذا كنا قادرين على الحكم الالهي الواقعي كما لو كان الحكم ضروريا أو بديهيا , فلا حاجة للاجتهاد أبدا , بل لايصح الاجتهاد في قبال الواقع المعلوم , وإنما يكون الاجتهاد مع الجهل بالواقع وعدم الوصول اليه لأجل معرفة الوظيفة العملية الظاهرية التي تستوجب براءة الذمة أمام الله سبحانه .
أمران مهمان في هذا المقام
|