[خادم الزهراء المظلومة]

دموعي تحاكي دماكَ انسيابا * وقلبي بحزني لما فيكَ ذابا
تمر السنين انطلاق الرياحِ * وريح الحنين اعتلتني هبوبا
فيا ماضياً في هبوب المعالي * علوت ارتقاءاً تجوز السحابا
وكنت الضياء النقي انشراحاً * تنير الدياجي تنزيل الضبابا
تحيط الوجود المقيم اعتناءاً * كطودٍ عظيمٍ علته القبابا
كأنْكَ السماء استنارت بشمسٍ * تجلت بوجه السنا فيك قابا
فأعطت نفوس المحبين دفئاً * ينَمِّي الهدى في القلوب انطرابا
فيا ليت شعري وقد كنت نوراً * بيوم الطفوف توارى غيابا
على صفحة الرمل محزوز نحرٍ * ومنه الدم استساب انشخابا
وجسم سليبٌ ورأس قطيع * وشيبٌ صباغ الدماء اختضابا
وخيل الأعادي عليه استمالت * بعدوٍ شديدٍ أثار الترابا
ولما العجاج استتب الهياجِ * سماء الأعالي تباكت صبابا
بدمٍّ وحزنٍ ونوحٍ طويلٍ * تمادى بأفق الوجود اقتضابا
ورأس الحسين اعتلا فوق رمحٍ * وجسم له قد تكسى ترابا
ونار الأعادي تلظت خياماً * بها قد تلجّت نساه احتجابا
ففرت بتلك الفلاة انذهالا * تجوب الفيافي تريد الهروبا
ومعها اليتامى كذاهم عليلٌ * تبقّى من الأكرمين انتسابا
وفي الأسر صاروا وساروا * عطاشا يذقن الدواهي شرابا
إذا نُحنَ حيناً عليهنَّ مالوا * بضربٍ وحيناً يميلوا سبابا
بزجر السياط استباحوا متوناً * عذاباً شديداً يليهِ عذابا
فكم من خباءٍ سليبٍ تعرَّا * وسترٍ لهن قد أصيب انتهابا
فيا ليت شعري لتلك المآسي * تمر الليالي عليها احتقابا
فتبقى كطود الجبال العظيمة * تزيد النفوس الزواكي اكتآبا
كأنْها لشعر المراثي قوافي * على أبحرِ الحزن تحظى اكتتابا
تمر السنيُّ التوالي عليها * ولا تبغِ تنزال عنا ذهابا
فتبكي عيوني وتلظي شجوني * تراني على من أقيم العتابا
على دهر إفكٍ فأم قومٍ غدرٍ * دعوا سبط طه ومالوا اجتنابا
فلاقى المنون انذباحاً فجيعاً * وصبحُ الضيا فيهِ بالخسفِ غابا
دموعي تحاكي دماك
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
ليلة عاشوراء 1434
عظم الله أجوركم وأجورنا بمصاب سيد الشهداء
وأبو الأئمة النجباء الحسين ابن علي