[الشيخ مرتضى الفقيه]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على النبي واله واللعنة لاعدائهم
اجابة المحور الاول وهو ان نزول ادم الى الارض لم يكم بسبب الاكل من الشجرة



إن نزول ادم إلى الأرض لا دليل أصلا على انه كان بسبب الأكل من الشجرة أو المخالفة بل الدليل على العكس قائم واليك التفصيل :
اولا : قبل خلق الانسان ، أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكته انه سيخلق خلقا ويجعله يسكن في الأرض وقد نص القرآن الكريم على ذلك ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) فإن هذا الخطاب كان قبل خلق ادم عليه ، وتشير الاية الى ان ادم مخلوق لاجل ان يسكن الارض ولاعلاقة للمعصية لامن قريب ولامن بعيد .
ثانيا : ان آدم تاب وقبل الله سبحانه توبته بحسب نص القرآن الكريم ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فلو كان الهبوط الى الارض بسبب الاكل من الشجرة ، لكان الاستغفار من ادم وقبول التوبة من الله ليس له معنى ، فيكف يتوب الشخص من شئ وتقبل توبته ثم يعاقب على الشئ الذي تاب منه ، بل سياق الايات الكريمة انه بعد قبول التوبة جاء الامر بالهبوط الى الارض وهو المكان الطبيعي الذي خلق ادم ليكون فيه وليس لانه خالف واكل من الشجرة قال تعالى ( قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) فهذا الخطاب موجه لآدم وزوجته وابليس بقرينة قوله تعالى ( جميعا ) الدالة على الجمع ، ولان إبليس لعنه الله تعالى امر بالهبوط ايضا فكيف يساوي الله سبحانه وتعالى بين من تاب وقبلت توبته وبين من لم يتب الى يومنا هذا فينزلهما الى الارض معا .

وعليه فأمر النزول الى الأرض لاعلاقة له بالمعصية وسيأتي زيادة توضيح ان شاء الله تعالى في هذه المسألة عند التعرض للمسألة الثالثة .