الموضوع:
من الذي دفن الحسين عليه السلام ؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
الشيخ مرتضى الفقيه
حوزوي بحث خارجي
رقم العضوية : 12755
الإنتساب : Dec 2011
الدولة : لبنان-جبل عامل
المشاركات : 46
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط :
163
المستوى :
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
من الذي دفن الحسين عليه السلام ؟؟؟؟
بتاريخ : 29-Nov-2012 الساعة : 12:18 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
كثيرا ما يتوجه إليّ السؤال عن قصة دفن الإمام الحسين
، وهل صحيح أن السجاد
انتقل من الكوفة إلى كربلاء عن طريق الكرامة أو المعجزة ، لذلك قمت ببحث الروايات الواردة في هذا الموضوع ، بشكل موضوعي ، وأحببت كتابة هذا الموضوع بشكل مختصر قدر الإمكان ، ونشره لأجل أن تعم الفائدة .
وبداية لابد أن نثبت أن لا مانع من إمكانية الانتقال بطي الأرض ، وهذا ثابت لدينا كإعتقاد هو والكثير من الأمور التي منحها الله سبحانه وتعالى لأنبيائه وأوصيائهم من إمكانية ظهور الكرامات بل المعجزات على أيديهم ولذا لن أطيل فيه الكلام واكتفي بالاستشهاد من القرآن الكريم بقصة آصف بن برخيا الذي جلب عرش بلقيس للنبي سليمان
بأقل من لمح البصر وهي معروفة ، ولذا انتقل إلى الأدلة الروائية وكيفية الاستشهاد بها على واقعة الدفن للأجساد الطاهرة :
الأدلة الروائية على قسمين ، عامة وخاصة .
وتلك الروايات قد استفاض نقلها في الجملة ، وجملة منها أسانيدها معتبرة ، وبعد الاستفاضة في النقل مع صحة البعض ، لا ينظر إلى أسانيد الكل كما اتفق عليه أهل العلم في هذا المجال .
الأدلة العامة : والروايات فيها على قسمين : قسم نص في المطلوب وان الإمام لا يغسله إلا الإمام وقسم آخر ظاهر في ذلك وليس نص .
القسم الاول : الروايات التي فيها نص :
الروايات التي دلت على أن الإمام لا يغسله إلّا الإمام بالنص ، وسأذكر قسما منها لا جميعها :
أحدها : سأل الصادق عمّن غسل فاطمة الزهراء
فأجاب بأنه أمير المؤمنين ثم قال : (( فإنها صديقة ولم يكن يغسلها إلا صديق ، أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ))
ثانيها : ما روي عن الكاظم أن والده الصادق أوصاه قائلا : (( يا بنيّ إذا أنا متّ فلا يغسِّلني أحد غيرك فإنَّ الإمام لا يغسِّله إلا إمام )) .
القسم الثاني : الروايات التي فيها ظهور وليس نص :
من المعلوم أن هناك فرقة انشقت من الشيعة ، بعد استشهاد الإمام الكاظم ، وتوقفوا على إمامته ، وقالوا بأنه لا إمام بعده ، وأنكروا إمامة الرضا وسميت بالفرقة ( الواقفة أو الواقفية ) وكان على رأس تلك الفرقة ( علي إبن أبي حمزة البطائني ) المعروف ، فإنهم كان من جملة ما يحتجون به ، أن الرضا لم يغسل والده الكاظم ، لأن الكاظم توفي في بغداد والرضا كان في المدينة ، ( وبهذا انكروا امامة الرضا
) والإمام وأصحابه لم يحتجوا عليهم بأن هذا ليس دليلا كافيا ، بل أجابوهم بأن الرضا هو من غسل الكاظم وإنتقل بطي الأرض ، وإلا لكان من الأفضل أن يجيبوهم بأن هذه المسألة ليست ضرورية ، ولا تستدعي إنكار الإمامة للرضا
، ويظهر من هذه الرواية أن الشيعة كانوا متسالمين ومتفقين على أن الإمام لا يغسله إلا الإمام .
وتوجد غير هذه الروايات العامة والخاصة وهي قريبة من هذا المعنى وإن اختلفت الفاظها ومناسباتها ، وقد يستشكل في هذه الطائفة من الروايات أن المراد بها خصوص التغسيل والتكفين ، والإمام الحسين لم يكن محتاجا لهما لأن الشهيد لا يغسل ولا يكفن ، وهذا وقع فعلا حيث دفن الحسين
بلا تغسيل أو تكفين .
ولكن الظاهر من فهم المتشرعة وأهل الفقه ، أن المراد من هذه الروايات سائر شؤون المتوفى وليس خصوص الغسل والكفن ، ومنها الصلاة على الميت وتوسيده في اللحد ، فمن المعلوم أن الصلاة على الميت أمر مهم حتى في عصرنا الحاضر ، فلو كان المتوفى من الشخصيات المهمة ، لا يلي الصلاة عليه إلا شخصية دينية مهمة كما جرت العادة ، ويؤيد هذا المعنى بعض الروايات التي وردت ألفاظها مطلقة من هذه الجهة كقوله
(( ولا يلي الوصي إلا الوصي )) فإن الظاهر من كلمة ( يليه ) ، يتولى جميع شؤونه حين موته لا خصوص الغسل ، بل وبعضها أصرح من ذلك حيث قال
(( وإنَّ الإمام لا يتولَّى ولادته وتغميضه وغسله ودفنه إلا إمام مثله )) فإن هذه الرواية تنص على الدفن .
فهذه الروايات بمجموعها ، وبإعتبار صحة أسانيد بعضها تتعاضد ، في الصحة والدلالة ، سيما إذا ضممناهاإلى مادل على أن أمير المؤمنين هو من غسل الرسول وكفنه ودفنه ، وكذا السيدة الزهراء ، وهذه متفق عليها .
فنحن لو خلينا وهذه الروايات بدون أية أدلة أخرى لأمكننا القول ، بأن الإمام زين العابدين ، هو من ولي دفن الحسين ، سيما وأن الروايات لا تتحدث عن تكليف شرعي فقط ، بل لسانها ، أن هذا أمر لا يمكن أن يقع ( المراد الإمكان العادي وليس الإمكان العقلي ) ، بأن لا يحضر الإمام تجهيز الإمام ، الذي يمكن إستفادته من قوله المتقدم ( ولم يكن يغسلها غير صديق ) ، وكذا في تغسيل عيسى لمريم عليهما السلام فإن لفظ ( لم يكن ) يعني لا يمكن أن يقع ، ولا يتحدث عن التحريم أو الوجوب فقط .
والخلاصة : تبين في القسم الأول ( الأدلة العامة ) أن هناك روايات دلت على أن الإمام لا يليه إلا الإمام ، في شؤون دفنه ، وقسم من هذه الأدلة ظاهر في المطلوب وقسم منها نص في المطلوب .
الأدلة الخاصة : لو فرض أن هناك من ناقش في الأدلة العامة ، ولم يرض بدلالتها على المطلوب ، فهذه هي الأدلة الخاصة بالواقعة التي تنص على أن الإمام زين العابدين هو من تولى دفن أبيه.
منها : ما ورد في الاحتجاج بين الرضا والبطائني رأس الواقفة الذي تقدم ذكره : حيث قال ( ع ) للبطائني ، إذا كانت حجتك بعد المسافة ( حيث كان الإمام بالمدينة وأبوه الكاظم استشهد ببغداد ) فمن الذي دفن الحسين فقال البطائني أنه السجاد ، وقد كان في الكوفة سجينا وخرج من غير أن يشعروا به ، فأقره الإمام الرضا وقال له لم قبلت للسجاد هذا ولم تقبله لي ( نقلت الرواية بالمعنى لأنها طويلة .
منها: أنه في كل دفن جرى لإمام من الأئمة ، كانت الملائكة تساعد في رفع النعش ، على ما ذكرته الروايات ، وكذا ذكرت الروايات في قضية دفن الحسين
وذكرت وجود الإمام زين العابدين
.
منها : تعيين القبور أن هذا القبر للحسين
وهذا للأكبر والعباس عليهما السلام وهذا للأصحاب فلان وفلان ، وغير ذلك ، مع العلم أن الأجساد كانت بلا رؤوس ، فكيف عرفوا أصحاب الأجساد لو لم يكن الإمام موجودا ، أو على الأقل يوجد أحد ممن شهد المعركة ليتعرف على أصحاب الأجساد .
اكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين .
مرتضى الفقيه
الشيخ مرتضى الفقيه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ مرتضى الفقيه
زيارة موقع الشيخ مرتضى الفقيه المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ مرتضى الفقيه
البحث عن جميع مواضيع الشيخ مرتضى الفقيه