[مليكة]

بسم الله الرحمن الرحيم
أَصْغُوا لِرِزْئِي فَكُلُّ صَبْرِيْ قَدْ عَفَا ... وجِفْنُ عَيْنِي بَعْدَ حُزْنِي مَا غفَى

واحَسْرتاهُ هذا شِبْلُ المُرتَضى ... مُسْتَضْعَفٌ ظامٍ على شَطِّ الرَّدى

أسَفي على إبنِ الأطايبِ مُفرَدا ... بيْنَ الجُمُوعِ رامِقاً طَرْفَ السَّما

داعِياً مَولايَ جئتُكَ طائعا ... حتَّى تكونَ أنتَ عنّي رَاضِيَا

هاكَ أحْبَابِي جَمِيْعَاً صُرَّعَا ... قلّدْتُهُمْ عِزَّ الشَّهادَةِ وَالإبَا

ها أنا قربانُ شُكرٍ ووَفا ... دونَما غُسْلٍ ولا حتّى رِدَا

فبَكَتْ سماواتُ الإلهِ تأثُّرا ... وتبدّلَ الكونُ سَواداً مُظْلِمَا

وإذْ بِجِبْريلٍ يُنادي صَائِحَا ... "أحسينُ لبَّيْكَ إنّي هَا هُنا

يَا هاتكي جَسَدَ الحُسَينِ أمَا كَفْى ... هَذا الجُحُودُ؟! بلى وحقِّ المُصْطَفى!"

وخرَّ فِطْرِسُ مِن سماواتٍ عُلا ... أحْمَرَ العَيْنِ أشْعَثَ الرَّأسِ أَغْبَرا

حَرَّ قَلبُهُ لِلشفَاهِ الذّابِلَه ... أنَّ صَوتُهُ للِجراح الهَائله !

أشْرَبَ الجُنحَ دِمَاءً زَاكِيَه ... نَدَبَ السّبطَ حَزِيْناً باكيا :

إكسِرْ جَنَاحِي الآنَ يا بنَ فاطِمَه ... لِأَظَلَّ قُربَكَ حَتَّى يَوْمِ الآزِفَه "