منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ولا تزر وازرة وزر اخرى
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.43 يوميا
النقاط : 299
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-Jan-2013 الساعة : 05:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لاحظوا اعزائي بدقة تفسير هذه الاية المباركة من سورة فاطر لتعرفوا معنى هذه المقولة الشعبية
"ذبها براس عالم واطلع منها سالم"
وزيف حقيقتها وبطلان معناها ومصیرها

وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصيرُ (18)(فاطر)

الميزان في تفسير القرآن، ج‏17، ص: 35
قوله تعالى: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏» إلخ. قال الراغب: الوزر- بفتحتين- الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل، قال تعالى: «كَلَّا لا وَزَرَ» و الوزر- بالكسر فالسكون- الثقل تشبيها بوزر الجبل، و يعبر به عن الإثم كما يعبر عنه بالثقل قال تعالى:
«لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً» الآية كقوله: «لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ». انتهى فالمعنى لا تحمل نفس حاملة للإثم إثم نفس أخرى و لازم ذلك أن لا تؤاخذ نفس إلا بما حملت من إثم نفسها و اكتسبته من الوزر.
و الآية كأنه دفع دخل يشعر به آخرها كأنه لما قال: إن يشأ يذهبكم و يأت بآخرين، فهددهم بالإهلاك و الإفناء، قيل: هؤلاء المكذبون أخذوا بوزرهم فما حال المؤمنين؟ أ يؤخذون بوزر غيرهم؟.
فأجيب أن لا تزر وازرة وزر أخرى و لا تحمل نفس حمل غيرها الذي أثقلها و إن كانت ذات قربى.
فهؤلاء المكذبون هم المعنيون بالتهديد و لا تنفع فيهم دعوتك و إنذارك لأنهم مطبوع على قلوبهم، و إنما ينفع إنذارك الذين يخشون ربهم بالغيب و يقيمون الصلاة و الفريقان لا يستويان لأن مثلهم مثل الأعمى و البصير، و الظلمات و النور، و الظل و الحرور، و الأحياء و الأموات.
فقوله: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏» أي لا تحمل نفس حاملة للوزر و الإثم إثم نفس أخرى حاملة.
و قوله: «وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏» أي
و إن تدع نفس مثقلة أثقلها حملها من الإثم غيرها إلى ما حملته من الإثم ليحمله عنها لا يستجاب لها و لا يحمل من حملها شي‏ء و لو كان المدعو ذا قربى للداعي كالأب و الأم و الأخ و الأخت‏

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏14، ص: 58
الآية الأخيرة من هذه الآيات تشير إلى خمسة مواضيع فيما يتعلّق بما سبق بحثه في الآيات السابقة:
الأوّل: من الممكن أن يثير ما ورد في الآية الماضية من قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ سؤالا في أذهان البعض من أنّ المقصودين في هذه الآية ليس المذنبين فقط، إذ أنّ المؤمنين الصالحين موجودون في كلّ عصر و زمان، فهل يمكن أن يكون هؤلاء أيضا معرضين للعقوبات المترتبة على أعمال الطالحين، و يحكمون بالفناء على حد سواء؟
هنا يجيب وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏.
و هذه الجملة تعتبر واحدة من الاسس الهامّة في الإعتقادات الإسلامية، و الحقيقة أنّها ترتبط من جانب بالعدل الإلهي، بحيث يرتهن كلّ بعمله. و هو تعالى إنّما يثيب الشخص على سعيه و اجتهاده في طريق الخير، و يعاقبه على ذنبه.
و من جانب آخر فإنّ فيها إشارة إلى شدّة العقوبة يوم القيامة، بحيث لا يكون أحد مستعدّا لتحمّل وزر عمل غيره على عاتقه مهما كان قريبا منه.
و الالتفات إلى هذا المعنى له الأثر الفعّال في البناء الروحي للإنسان، حيث يكون مراقبا لنفسه، و لا يسمح لها بالفساد بحجّة فساد الأقران أو المحيط، ففساد المحيط لا يمكن اعتباره مسوغا لإفساد النفس، إذ أنّ كلا يحمل وحده وزر ذنبه.
و من جانب آخر فإنّه يفهم الناس و يبصرهم بأنّ حساب اللّه للمجتمع لا يكون‏
حسابا جميعا، بل إنّ كلّ فرد يحاسب بشكل مستقل، أي إنّ الفرد إذا أدّى ما عليه من تطهير نفسه، و محاربة الفساد، فليس عليه أدنى بأس أو خوف إذا كان العالم بأسره ملوّثين بالكفر و الشرك و الظلم و المعصية.
و أساسا فلن يكون لأي برنامج تربوي أثر ما لم يولّ اهتماما لهذا الأصل المهمّ (دقّق النظر)!! هذه المسألة تطرح في الجملة الثانية من الآية بشكل آخر، يقول تعالى: وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ «1».
في حديث عن ابن عبّاس أو غيره، أنّ امّا و ابنها يأتيان في يوم القيامة و كلّا منهما عليه ذنوب كثيرة، و تطلب الامّ من ابنها أن يحمل عنها بعض تلك المسؤوليات في قبال تربيتها له و حملها به، فيقول لها ابتعدي عنّي فأنا أسوأ منك حالا.
و يبرز هنا السؤال التالي: هل أنّ هذه الآية تنافي ما ورد في الروايات الكثيرة حول السنّة السيّئة و السنّة الحسنة؟ حيث أنّ الروايات تقول:
«من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شي‏ء، و من سنّ سنّة سيّئة كان له وزرها و وزر من عمل بها».
و لكنّنا إذا التفتنا إلى نكتة واحدة، يتّضح الجواب على هذا السؤال، و هي أنّ عدم تسجيل ذنب أحد على آخر، إنّما هو في صورة أن لا يكون له سهم في ذلك‏العمل، و لكن إذا كان له سهم في إيجاد سنّة، أو الإعانة و المساعدة أو الترغيب و التشجيع، فمن المسلّم أنّه يحسب من عمله و يكون شريكا و مساهما في ذلك العمل.

تفسير الصافي، ج‏4، ص: 236
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ و لا تحمل نفس آثمة اثم نفس اخرى و امّا قوله وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ ففي الضّالّين المضلّين فانّهم يحملون أثقال اضلالهم مع أثقال ضلالهم و كلّ ذلك أوزارهم ليس فيها شي‏ء من أوزار غيرهم وَ إِنْ‏تَدْعُ مُثْقَلَةٌ نفس أثقلها الأوزار إِلى‏ حِمْلِها تحمل بعض أوزارها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ لم تجب بحمل شي‏ء منه نفى ان يحمل عنها ذنبها كما نفى ان يحمل عليها ذنب غيرها وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ و لو كان المدعوّ ذا قرابتها أضمر المدعوّ لدلالة ان تدع عليه‏

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 285
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ كل مذنب يحاسب و يعاقب على ذنبه فقط، وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏.
مثقلة أي نفس تحمل حملا ثقيلا من الأوزار، و المعنى لا يجدي في ذلك اليوم تضرع و خضوع و لا طلب العون و الغوث من قريب و حبيب لأن لكل انسان من نفسه شاغلا عن غيره: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ- 37 عبس.

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏8، ص: 633
«وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏» أي لا تحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره و إنما يؤاخذ كل بما يقترفه من الآثام «وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها» أي و أن تدع نفس مثقلة بالآثام غيرها إلى أن يتحمل عنها شيئا من إثمها «لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ» أي لا يحمل غيرها شيئا من ذلك الحمل «وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏» أي و لو كان المدعو إلى التحمل ذا قرابة منها و أقرب الناس إليها ما حمل عنها شيئا فكل نفس بما كسبت رهينة قال ابن عباس يقول الأب و الأم يا بني احمل عني فيقول حسبي ما علي «إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ» أي و هم غائبون عن أحكام الآخرة و أهوالها



توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir