منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ولا تزر وازرة وزر اخرى
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.44 يوميا
النقاط : 298
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Jan-2013 الساعة : 01:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى‏ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)(الزمر)

الميزان في تفسير القرآن، ج‏17، ص: 240
قوله تعالى: «إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى‏ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ» إلى آخر الآية. مسوق لبيان أن الدعوة إلى التوحيد و إخلاص الدين لله سبحانه ليست لحاجة منه تعالى إلى إقبالهم إليه بالانصراف عن عبادة غيره بل لعناية منه تعالى بهم فيدعوهم إلى سعادتهم اعتناء بها كما يعتني برزقهم فيفيض النعم عليهم و كما يعتني بحفظهم فيلهمهم أن يدفعوا الآفات عن أنفسهم.
فقوله: «إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ» الخطاب لعامة المكلفين أي إن تكفروا بالله فلم توحدوه فإنه غني عنكم لذاته لا ينتفع بإيمانكم و طاعتكم و لا يتضرر بكفركم و معصيتكم فالنفع و الضرر إنما يتحققان في مجال الإمكان و الحاجة و أما الواجب الغني بذاته فلا يتصور في حقه انتفاع و لا تضرر.
و قوله: «وَ لا يَرْضى‏ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ» دفع لما ربما يمكن أن يتوهم من قوله: «فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ» إنه إذا لم يتضرر بكفر و لم ينتفع بإيمان فلا موجب له أن يريد منا الإيمان و الشكر فدفعه بأن تعلق العناية الإلهية بكم يقتضي أن لا يرضى بكفركم و أنتم عباده.
و المراد بالكفر كفر النعمة الذي هو ترك الشكر بقرينة مقابلة قوله: «وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ» و بذلك يظهر أن التعبير بقوله: «لِعِبادِهِ» دون أن يقول: لكم للدلالة على علة الحكم أعني سبب عدم الرضا.
و المحصل أنكم عباد مملوكون لله سبحانه منغمرون في نعمه و رابطة المولوية و العبودية و هي نسبة المالكية و المملوكية لا تلائمه أن يكفر العبد بنعمة سيده فينسى ولاية مولاه و يتخذ لنفسه أولياء من دونه و يعصي المولى و يطيع عدوه و هو عبد عليه طابع العبودية لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا.
و قوله: «وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ» الضمير للشكر نظير قوله تعالى: «اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏:» المائدة:- 8 و المعنى و إن تشكروا الله بالجري على مقتضى العبودية
و قوله: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏» أي لا تحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى أي لا يؤاخذ بالذنب إلا من ارتكبه.
و قوله: «ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ» أي هذا في الدنيا من كفر أو شكر ثم يبعثكم الله فيظهر لكم حقيقة أعمالكم و يحاسبكم على ما في قلوبكم و قد تكرر الكلام في معاني هذه الجمل فيما تقدم.

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 397
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ. فلا تضره معصية من عصى، و لا تنفعه طاعة من أطاع، وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى‏ مِنْكُمْ أي الرضا عنكم ان كنتم متقين وَ لا يَرْضى‏ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ. وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ. و ما يرضاه لنا فهو أمان و رحمة وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ أي لا تجزي نفس عن نفس شيئا. و تقدم بالنص الحرفي في الآية 164 من سورة الانعام ج 3 ص 293 و الآية 5 من سورة الإسراء و الآية 18 من سورة فاطر ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ. اليه تعالى مصائر الخلق، و بيده جزاء الأعمال، و هو العليم بسرائر أصحابها و ما يهدفون من ورائها.(انتهى)

وبقيت آيتان من سورة العنكبوت ونختم بها هذا البحث المصيري الهام لاولي الالباب ولقوم يعقلون


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir