[بنت الهدى2]

قصة جندي - وقمة الايثار

لــ الإعلامي حسين مرتضى----------------------
خلال جولتي في محافظة حماة وزيارتي لبعض القرى والبلدات لا اريد ان اذكر حتى لا انسى اي قرية او بلدة او مدينة يستقبلك مشهد صور الشهداء وخيم العزاء وبيوت الجرحى ولكن لكل شهيد حكاية ولكل جريح رواية لا اريد ان اتحدث لكم عن المعنويات العالية والمرتفعة خصوصا عندما يستقبلك والد الشهيد ليقول لك هذا ليس ولدي الاول بل هو الشهيد الثاني من هذا المنزل او عندما تقول لك ام الشهيد لدي الان ثلاثة وهم ليسوا هنا بل يقاتلون مع الجيش السوري دفاعا عن هذا الوطن سأروي لكم حادثة حصلت معنا عندما كنا انا وبعض الزملاء والاخوة نزور احد الجرحى من تلك القرى وصلنا الى بيت تجتمع فيه الاسرة بغرفة واحدة والجميع يلتف حول المدفئة والجريح حسن نائم ممد على الارض وصلنا دخلنا الى تلك الغرفة ليستقبلنا والد الجريح وبعض الاصدقاء فرحوا بنا عندما وصلنا جلست بالقرب من الجريح اسأل عن مكان اصابته وقد كانت في يده اثناء مشاركته في صد هجوم على احدى القرى ليخبرني احد الجالسين انها المرة الثالثة التي يصاب بها يبتسم الجريح حسن ويلتفت نحوي ليقول لي لا تخف قريبا اعود الى المعركة لفت نظر شخص هو من يقوم بخدمة هذا الجريح اسمه غسان نظرت اليه واذا بي ارى عينه اليسرى قد قلعت سألت قالوا لي هو جريح قبل اسبوعين قد تعرض للاصابة يبتسم غسان ويقول لي الحمد لله ان الاصابة جاءت في عيني اليسرى لانني مازلت استطيع ان اطلق النار على اعداء هذا الوطن وهو يضحك يتألم الجريح حسن قليلا وهو يتحرك يضحك غسان ويقول له أرأيت انا اصابتي اهون منك انا اذهب الى المشفى مرة واحدة ينزعون ما تبقى من عيني ويضعون اخرى اصطناعية اما انت عليك ان تذهب عدة مرات دمعت عيناي اي قلب وقوة يتمتع بها غسان فالاصابة في العين والعين قد انطفأت وهل هناك اغلى من العين القصة لم تنتهي بعد بل بدأت من هنا عندما اردت ان اعرف كيف اصيب غسان الذي فقد عينه التفت الي احد الجنود الذين كانوا في المنزل ليخبرني بقصة هي قمة التضحية والاثار كان غسان مع جندي اخر يقتحمون تجمعا للمسلحين وبعد ان ابلو بلاء حسنا وقتلوا عددا منهم والمسافة بينهم وبين المسلحين امتار وبينما كان رفيق غسان يستعد لرمي احدى القنابل تلقى رصاصة في كتفه فقد اعصابه لتقع القنبلة بين قدميه وهو مصاب ثوان وتنفجر القنبلة يلتفت الى غسان ويقول له ابتعد اسرع قبل ان تنفجر اهرب اتركني لكن غسان رفض اسرع نحو زميله ليسحبه عله ينقذ حياته وبينما هو يسحبه علق لباسه بشيء لحظات استطاع فيها ان يسحبه قليلا لكن القنبلة انفجرت وجاءت شظية بعين غسان بينما زميله اصيب بقدميه حمله على كتفه والدماء تسيل على وجهه وابى ان يتركه حتى جاءتهم سيارة الاسعاف وتم نقلهما الى المشفى - ما اروعك ايها الوطن كم هي قمة التضحية التي يقدمها جنود الجيش السوري من اجل ان يبقى هذا الوطن