|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زائر الأربعين
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 09-Feb-2013 الساعة : 01:18 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أدلة إعجاز القرآن الكريم
والأدلة على إعجاز القرآن المجيد كثيرة.
وتنقسم إلى قسمين:
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس آية: 38.
(2) سورة البقرة آية: 23ـ24.
(3) سورة الإسراء آية: 88.
-[ 97 ]-
القسم الأول
ما يشهد بإعجازه إجمالاً مِن دون معرفة وَجْه الإعجاز
وهو أمران:
اعتماد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على القرآن
الأمر الأول: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مهما قيل فيه، فلا ريب في أنه القمة من العقل والحكمة وبُعْد النظر وحسن التصرف.
ومِن الظاهر له - بل لكل أحد - أن دعوى النبوة والرسالة عن الله عزّ وجلّ مستهدفة لأشدّ الإنكار والمقاومة، خصوصاً في محيطه الجاهلي الوثني الذي يراد بتلك الرسالة اقتلاع جذورها العقائدية من الأسس، وتحويلها عقائديّاً بالاتجاه المعاكس تمامًا.
ولاسيما أن دعوى النبوة تستبطن وتستلزم تميّز مدّعيها ورهطه برفعة ومقام يقتضي الطاعة والانصياع، وهو أمر لا يتناسب مع المجتمع العربي القبلي المتناحر، الذي لم يألف الخضوع والانصياع لرئيس أو عشيرة خاصة، والاعتراف بتميزهما ورفعة شأنهما بنحو يقتضي الطاعة.
أضف إلى ذلك أن المدعى له (صلى الله عليه وآله وسلم) هو النبوة والرسالة الخاتمة
-[ 98 ]-
العامة لجميع البشر، وهو أمر يهدد سلطان الدولتين العظميين المحيطتين بالجزيرة العربية، واللّتين تنظران هما وشعوبهما لعرب الجزيرة نظرة الاستهوان والازدراء، وهم ينظرون إليهما وإلى شعوبهما نظرة الاحترام والإكبار.
كما أنه يقضي على مركز أهل الكتاب وعلمائهم، خصوصاً اليهود الجاثمين في قلب الجزيرة، والقريبين مِن مركز الدعوة، والمتميزين بالأنانية والغطرسة والعناد، والذين يصرّون على أن النبوة الخاتمة فيهم.
وليس من المعقول أن يعتمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على إمكانياته المادية لفرض الاعتراف بنبوته ورسالته على قومه، فضلاً عن غيرهم من الشعوب والأمم، لأنها تكاد تقف عند الصفر ولا تتجاوزه.
ولاسيما مع التزاماته المبدئية في سلوكه وعدم استعداده للّف والدوران وسلوك الطرق الملتوية، بأنْ يَعِد مثلاً شخصاً أو فئة بشيءٍ مِن أجل كسْب نصرهم إذا لم يعرف مِن نفسه الوفاء لهم.
حتى أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أتى بني عامر، ودعاهم إلى الله تعالى وعرض عليهم نفسه، قال له رجل منهم:
أرأيتَ إن نحن تابعناك فأظهرك الله على مَن خالفك، أيكون لنا الأمر مِن بعدك؟
قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء.
قال: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا ظهرتَ كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك (1).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الثقات 1: 89ـ90 ذكر عرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفسه على القبائل / تاريخ الطبري 1: 556 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبريل (عليه السلام) إليه بوحيه / السيرة النبوية لابن هشام 2: 272 عرضه (صلى الله عليه وسلم) نفسه على بني عامر / البداية والنهاية 3: 139 فصل في عرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفسه الكريمة على أحياء العرب / السيرة الحلبية 2: 3 / الكامل في التاريخ 1: 609 ذكر وفاة أبي طالب وخديجة وعرض رسول الله نفسه على العرب / الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء: 304. وغيرها من المصادر.
-[ 99 ]-
ولَمّا تآمر على قتله جماعة في قصة العقبة المشهورة، وقيل له: لو قتلتهم، امتنع مِن ذلك، لأنه يكره أن تتحدث العرب بأنّ محمداً قاتل بأصحابه حتى إذا انتصر بهم أقبل عليهم يقتلهم (1). ونظير ذلك موقفه مع رأس النفاق عبدالله بن أبيّ (2).
وتأكيد القرآن الكريم وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آله (عليهم السلام) على الوفاء بالعهد - كسلوكه (صلى الله عليه وآله وسلم) العملي في ذلك - ظاهر مشهور... إلى غير ذلك من سلوكياته المثالية وتصرفاته المبدئية (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعلى ذلك لابد أن يكون كلّ اعتماده في إثبات نبوته ورسالته وحَمْل الناس على الإذعان بها وتصديقه فيها - بعد تسديد الله تعالى - على ما يناسب هذا الأمر الغيبي الإلهي، وهو المعجزة الخارقة للعادة، كما اعتمد عليها الأنبياء السابقون (صلوات الله عليه وآله وعليهم أجمعين) على ما عرف مِن حالهم، ونَصَّ عليه القرآن الكريم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير ابن كثير 2: 373 / سبل الهدى والرشاد 5: 467 ذكر إرادة بعض المنافقين الفتك برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة العقبة التي بين تبوك والمدينة واطلع الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) على ذلك / الدر المنثور 4: 244 / روح المعاني 10: 139 / وغيرها من المصادر.
(2) صحيح البخاري 4: 1861 كتاب التفسير: باب تفسير سورة الصف: باب قوله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين / ج4: 1863 باب قوله يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون / صحيح مسلم 4: 1898 كتاب البر والصلة والآداب: باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً / وغيرهما من المصادر الكثيرة.
-[ 100 ]-
ولابد مِن كوْن المعجزة بحدٍّ مِن الظهور والقوة بحيث تفرض نفسها، وتنبئ عن حقها، ولا يردها إلا المعاند والمكابر، نظير ناقة صالح، وعصى موسى، وإبراء الأبرص والأكمه وإحياء الموتى من عيسى على نبينا وآله وعليهم الصلاة والسلام.
ومع كل ذلك نرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل معجزته العظمى التي يستدل بها على دعوته، ويتحدى بها خصومه كلاماً مجرّداً نسبه لله تعالى، مِن دون أن يكون مُوثَّقاً منه سبحانه بشهادة ناطقة أو بخط معروف، أو بتوقيع، أو غير ذلك مما يثبت صدق نسبة ذلك الكلام له عزّ وجلّ. ومِن الظاهر أنّ الكلام العادي غير الموثَّق لا يصلح لإثبات أي دعوى مهما هانت، كاستحقاق درهم فما دونه، فكيف يثبت مثل هذه الدعوى العظمى؟!.
فلولا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عرف عظمة الكلام الذي جاء به، وعلوّ رتبته، وأنه يثبت نفسه بنفسه، وهو مِن سِنْخ المعاجز الخارقة القاهرة الخارجة عن قدرة البشر، لكان إقدامه على الاحتجاج به على هذا الأمر العظيم في غاية التفاهة والسذاجة، ومدعاة للهزء والتندر والسخرية. وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا ريب أرفع شأناً من ذلك حتى لو لم يكن نبيًّا، كما ذكرنا.
وقد يقول القائل: إنه قد أَقْدَم على مثل ذلك غيرُه ممّن ادّعى النبوة بعده، كطليحة (1)، ولم يكن كلامه معجزًا.
لكنه يندفع بأنه بعد أنْ فُتِح الباب به (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعجزة الكلام،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ 2: 344 في ذكر خبر طليحة الأسدي طبعة دار صادر ـ بيروت 1385ه.
-[ 101 ]-
ونجحت نجاحاً باهرًا، تنبّه غيره لدخولها، وتشجعوا على ذلك، فحاولوا تقليده (صلى الله عليه وآله وسلم) ومجاراة القرآن المجيد، وتخيّلوا أنّ الأمر يسهل فيه التمويه.
ولاسيما أنهم قد اعتمدوا في دعوى النبوة على قواهم المادية، واستغلوا ردود الفعل القبلية، حيث شقّ على قومهم تقدُّم قريش عليهم، وتميّزهم بالنبوة. ولذا لم يعانوا في بدء دعوتهم ما عاناه (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن قومه، بل أسرع قومهم لدعمهم، ولزموا جانبهم، وجمعوا الجموع حولهم ضد الإسلام في بدء دعوتهم.
ولم يريدوا بتزويق الكلام وتسجيعه إلا التشبه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن فرض القرآن الشريف نفسه، ودعم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوته ذلك الدعم الباهر.
والحاصل: أنه لا يقاس بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مَن تأخر عنه، ومَن أراد أن يتشبه به بعد نجاحه، مِن دون أن يستقل بأمر جديد لم يُجرَّب بعد، ولم يُعهد الاحتجاج به.
-[ 102 ]-
تحدّي القرآن المجيد دليلُ إعجازه
الأمر الثاني: أن القرآن المجيد قد تحدى الخصوم بأن يجاروه ويأتوا بمثله، وأعلن عجزهم بألسنة مختلفة، وفي آيات كثيرة قد تقدم كثير منها.
وقد تعارف بين فصحاء العرب وبلغائهم المجاراة والمعارضة، خصوصاً في الشعر حين كان له شأن عندهم، وكانوا يتباهون به ويفتخرون، بل ربما زاد اللاحق على السابق جودة ورفعة، حتى تطور في عصور الإسلام الأولى ففاق الجيد منه جيد الشعر الجاهلي بمراتب، رقة وفخامة، وتفنناً وابتكاراً وجمالاً، وحتى العصور المتأخرة قد ظهر فيها من الشعر الجيد الرفيع المستوى الشيء الكثير، وربما فاق ما سبقه.
ومن الظاهر أن في العرب من عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليوم من ذوي البلاغة والفصاحة العدد الجم الغفير، وفيهم كثير من أعداء الإسلام وخصومه، أو ممن يرضى بالتعاون مع أعدائه وخصومه، رغبة فيما عندهم من مكاسب مادية أو معنوية، فلو كان يتسنى لهم معارضة القرآن المجيد ومجاراته لسارعوا إلى ذلك، وجدّوا فيه، وبذلك يبطلون دعوة الإسلام بأسلم الطرق وأشدها تأثيرًا.
ولو فعلوا ذلك لظهر وشاع، لتكثُّر الدواعي لإعلانه ونشره، مع أنه لم يظهر شيء من ذلك.
وذلك يكشف..
أولاً: عن كون القرآن معجزاً فوق مستوى البشر.
-[ 103 ]-
وثانياً: عن صدقه فيما تضمنه من الإخبار الغيبي بالعجز عن مجاراته مهما طال الزمان، واستجدت فيه من أمور، وتطورت المعارف والثقافة وأساليب البيان.
محاولات مُجَاراة القرآن الكريم
نعم، حاول بعض الزنادقة والخصوم ذلك، إلا أنهم ارتدوا خائبين.
فقد روي عن هشام بن الحكم أنه قال: "اجتمع ابن أبي العوجاء، وأبو شاكر الديصاني الزنديق، وعبد الملك البصري، وابن المقفع، عند بيت الله الحرام، يستهزؤون بالحجاج، ويطعنون بالقرآن.
فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منّا ربع القرآن، وميعادنا مِن قابِلٍ(العام المقبل) في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله، فإنّ في نقض القرآن إبطال نبوة محمد، وفي إبطال نبوته إبطال الإسلام، وإثبات ما نحن فيه، فاتفقوا على ذلك وافترقوا.
فلما كان من القابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء: أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية: ((فَلَمَّا استَيأسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيًّا)) (1). فلم أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئًا، فشغلتني هذه الآية عن التفكر فيما سواها.
فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ((يَا أيُّها النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخلُقُوا ذُبَاباً
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يوسف آية: 80.
-[ 104 ]-
وَلَو اجتَمَعُوا لَهُ وَإن يَسلُبهُم الذُّبَابُ شَيئاً لاَ يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطلُوبُ)) (1). ولم أقدر على الإتيان بمثله.
فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ((لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا)) (2). لم أقدر على الإتيان بمثلها.
فقال ابن المقفع: يا قوم هذا القرآن ليس مِن جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ((وَقِيلَ يَا أرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ)) (3). لم أبلغ غاية المعرفة بها ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
قال هشام: فبينما هم في ذلك إذ مرّ بهم جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام)، فقال:
((قُل لَئِن اجتَمَعَت الإنسُ وَالجِنُّ عَلَى أن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لاَ يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيرًا)) (4). فنظر القوم بعضهم إلى بعض..." (5).
وذكروا أن ابن الراوندي قال لأبي علي الجبائي: "ألا تسمع شيئاً من معارضتي للقرآن ونقضي عليه؟".
فقال له: "أنا أعلم بمخازي علومك وعلوم أهل دهرك. ولكن أحاكمك إلى نفسك، فهل تجد في معارضتك له عذوبة وهشاشة وتشاكلاً وتلازمًا، ونَظْماً كنظمه، وحلاوة كحلاوته؟ قال:
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحج آية: 73.
(2) سورة الأنبياء آية: 22.
(3) سورة هود آية: 44.
(4) سورة الإسراء آية: 88.
(5) الاحتجاج 2: 142ـ143 / ورواه المجلسي مختصراً عن الخرائج في بحار الأنوار 92: 16.
-[ 105 ]-
لا والله. قال: قد كفيتني. فانصرف حيث شئتَ" (1). وربما توجد محاولات أخرى لا يهمنا التعرض لها.
وسواء صدقت الروايات أم لا فالقرآن المجيد ما زال يتحدى الناس ليجاروه ويأتوا بمثله، وما زال له وللإسلام أعداء، لهم قدرات عالية، يودّون الإيقاع بهما.
وإذا كانت المفاهيم القرآنية الشريفة قد طوِّرت شرحاً وتوضيحاً وتفصيلاً، خصوصاً في كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، الذين هم معدن المعرفة لتلك المفاهيم، فإنّ الأسلوب القرآني في عرض تلك المفاهيم يبقى متميزاً بنفسه في القمة، لا يدانيه بيان، فضلاً عن أن يعلو عليه، كما تقتضيه سنّة التطور العامّة.
ولذا نرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) مع ارتفاع مستوى بيانهم - حتى ورد عنهم أنهم أوتوا فصل الخطاب، وأنهم أمراء الكلام (2) - إذا ضَمَّنُوا كلامَهم بالقرآن الشريف أو استشهدوا به فيه تَمَيَّزَ القرآن عن كلامهم بمستواه الرفيع، وبدا فيه كالوشي الذي يطرِّز الثياب الجياد، والجوهر الذي ترصع به الحلي. ووضوح ذلك يغني عن إطالة الكلام فيه، وذكر الشواهد له.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 1: 57.
(2) نهج البلاغة 2: 226 / شرح نهج البلاغة 13: 12.
-[ 106 ]-
|
|
|
|
|