[بنت الهدى2]

قنوات الحوار:

للحوار قنوات مباشرة وغير مباشرة .

المباشر منها : اللقاء وجهاً لوجه وهو من صيغ الحوار الاكثر نفعاً لما يكتسبه الحوار من حرارة الجدية

والتعاطي عن كثب وهو قد يكون هادئاً عقلانياً وبذلك يمكن التوصل الى معرفة الحقيقة من خلاله وقد يكون

حاداً اوانفعالياً بحيث ينقلب الى ملاسنة وبذلك يخرج عن معنى الحوار الجاد والهادف .

ومنها(الندوة) وهي التي يحاور فيها الجمهور متحدثاً واحداً او اكثر ومنها (غرف الدردشة ) ومقاهي الانترنيت

والتي يدور فيها الحوار بين اثنين او اكثر حول موضوع يتطارحونه ويبدي كل منهما وجهة نظره ويدافع عنهر بما

شاء في حدود ادب الحوار المتعارف

اما الطرق غير المباشرة للحوار فهي النصوص المكتوبه كما في كتب المناظرات او المرجعيات او الهوامش او

الردود او التعليقات والفائدة منها انها يمكن توسيع دائرة الافادة منها تطرح بين يدي جمهور القراء الذين يمثلون

دور الحكم في ذلك .

وبالنتيجة فالحوار حاجة اساسية ولا نقول عصرية فلقد اتضح ان الحوار انطلق منذ فجر البشرية واذا كانت

بعض الشعوب والامم قد تخلت عنه فبسبب من تخلفها وميلها الى الجمود والتقوقع والا فانت حينما تقرأ قوله

تعالى (( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم ))


تفهم منها ثلاثة امور مهمة :

١:- التنوع والتعددية فالبشر ليسوا نسخاً متكررة بل حتى الحديث الجاري اليوم عن إمكانية استنساخ

الجنس البشري لا يمثل الوحدة العقلية والتفسية والعلمية وانما الوحدة الشكلية الصورية .

٢:- التعارف وحتى يتحقق الاثر والسعة من عملية التنوع لا بد من عمليات تعارف واسعة النطاق من اهم

معالمها التبادل المعرفي بين البشر ولا يتم ذلك الا بالحوار .

٣:- الافضلية اي الارجحية بين الاشخاص والشعوب والامم فالتنوع في الافكار والممارسات يثري البشرية في

افاقها المتعددة والتعارف سبيل الافادة من هذا التنوع لكن المعيار الاكبر للافضلية بين شخص وشخص وامة

وامة هو ((التقوى )) والايمان بالله وامتثال إرادته .

وللبحث تكملة بعون الله