منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - بحث (ادب الحوار)
عرض مشاركة واحدة

بنت الهدى2
الصورة الرمزية بنت الهدى2
مشرفة
رقم العضوية : 13529
الإنتساب : Jun 2012
الدولة : العراق
المشاركات : 2,367
بمعدل : 0.50 يوميا
النقاط : 251
المستوى : بنت الهدى2 is on a distinguished road

بنت الهدى2 غير متواجد حالياً عرض البوم صور بنت الهدى2



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : بنت الهدى2 المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Feb-2013 الساعة : 05:42 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أخلاقية الاسلوب :

-----------------
تتمثل اخلاقية الاسلوب في الحوار في :

أ. الموضوعية في الحوار والتحرر من المؤثرات الجانبية التي تبعدك عن طريق الوصول الى بيت الحقيقة . وقد ذكرنا ان

النبي (ص) كان يحاور المشركين ليقودهم الى الاقرار بالحقيقية من خلال تجميده لقناعات

(( وانا او اياكم لعلى هدىً او في ضلال مبين ))

فرغم ان النبي (ص)

على ( هدى مبين ) ولديه ( كتاب مبين ) وأكثر الناس معرفة ب ( الضلال المبين) لكنه يطالب محاوريه بالابتداء من

نقطة الصفر وتناسي الخلفيات الفكرية والعقيدية حتى يكون الحوار متحرراً من اي عامل خارجي .

ولأجل ان نضع ذلك في اطارالواقعي فاننا لايمكن ان ننكراو نتجاهل خلفياتنا الفكرية فالمسلم يحاور وهًو يحمل فكر

الاسلام في داخله والكافر يحاور وهو يحمل آراءه في ذهنه ولكن المراد من تجميد القناعات السير بالحوارخطوة خطوة

ذلك باستدارج العقل الى ساحة الحقيقية دون ضغط وانما بإدراك أن هذا الذي يقوله الاخر ذو حجة بالغة وبرهان ساطع

ودلائل مقنعة .

وقد تكون المؤثرات نفسية تنطلق من الحب والبغض والمزاج والتعصب ولو تابعت جميع حورات النبي (ص)

والائمة من اهل بيته لرأيت انهم كانوا يحاورون الكافرين والمشركين وابناء الديانات الاخرى

بحب اي انهم لم يكونوا يكرهونهم ولكنهم يكرهون كفرهم وشركهم ونفاقهم فيعملون من خلال الحوار- على

تخليصهم من هذه الانحرافات .

انظر الى هذه المحاورات التي تجري بالحكمة والموعظه الحسنة :

(( قدم الى المدينة المنورة اعرابي من البادية وذهب الى المسجد النبوي كي يظفر بمال من النبي (ص)

فرأى النبي (ص) جالساً بين اصحابه فدنا منه وطلب مساعدته فاعطاه النبي (ص) شيئاً من المال الا ان

الاعرابي لم يقنع بما اعطاه النبي (ص) حيث راه قليلاً فتفوه على البني (ص) بكلمات بذيئة مما أثار غضب

اصحاب النبي (ص) عليه فقاموا يريدون طرحه أرضاً فابى النبي (ص) عليهم ذلك ثم خرج مصطحباً الاعرابي

الى بيته فزاد شيئاً من المال فاظهر الرضا والامتنان وقال جزاك الله من اهلٍ وعشيرة خيراً .

وهنا أراد النبي (ص) ان يقدم لاصحابه درساً في الحوار البعيد عن الانفعال و( العنف ) فقال مثلي ومثل هذا-

يقصد الاعرابي - مثل رجل له ناقة شردت منه فاتبعها الناس فلم يزيدوها الا نفورا فناداهم صاحبها : خلو

بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها منكم واعلم فتوجه لها بين يديها فاخذها من قمام الارض فردها حتى جاءت

واستناخت وشد عليها رحلها ثم استوى عليها .

ان الحوار الذي يدور في جو نفسي رائق أضمن في الوصول الى النتائج المرضية . ولذلك لا نتردد في القول

إن ( الحوار فن ) وليس قدرة كلامية او ثقافية فقط

توقيع بنت الهدى2

مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ

فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه




رد مع اقتباس