منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سكتَ البيانُ كأنّما لاقى الردى
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 195
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي سكتَ البيانُ كأنّما لاقى الردى
قديم بتاريخ : 06-Mar-2013 الساعة : 02:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هل لي رفيقٌ في الدُنا وحبيبُ = ومُعالجٌ عرفَ الهوى وطبيبُ


مِنْ بعدِ ما لاحَ المشيبُ بمفرقي = وارتابَ منهُ صاحبٌ وغريبُ


فتحسّرتْ أيامُ عمري بعدما = مرّتْ عليها في الربوعِ خطوبُ


شيبي وأيامُ الشبابِ تنازعا = والعمرُ يمضي ، والمماتُ قريبُ


لم يبقَ إلاّ في الوصالِ صبابةٌ = والنجمُ في وقتِ الصباحِ يغيبُ


أنظُرْ إلى تلك الطلول فلمْ أجدْ = أحداً كأنَّ الذكرياتِ كُروبُ


هذا ترابُ الأرضِ أصبحَ ناعياً = كالقلبِ أيقنَ أنّهُ مَسْلوبُ


الشمسُ فوقَ ربوعِهِ لهابةٌ = والدمعُ مِن قممِ الجبالِ لهيبُ


والنهرُ يستجدي السماءَ بقطرةٍ = ويفيضُ عند سرابِهِ الشُّؤبوبُ


ولكلِّ غصنٍ حسرةٌ وحكايةٌ = وإلى الأماني ينظرُ المحبوبُ


وَلَرُبَّ أغصانٍ خبأنَ حوادثاً = إنّ الطبيعةَ شاهدٌ ورقيبُ


يا أيها الأطلالُ هل شرْعُ الهوى = هجرٌ ومِنْ بعدِ الرحيلِ قُطوبُ


أملي وحلمي في الدُّنا سارا فهلْ = في الناسِ شخصٌ عنهما فيُجيبُ


لا الطيرُ يأتي للربوعِ كعَهْدِهِ = حتى ولا نحو الغصونِ يؤوبُ


إنّي أخافُ على النجومِ مِن الدُّجى = كمْ تاهَ في وسط ِ الظلامِ غريبُ


سِرْ بين أروقةَ السماءِ ولُذْ بها = كلُّ امرىءٍ في يومِهِ مطلوبُ


هزءَ المشيبُ مِن الشبابِ فما لهمْ = غيرُ العفافِ وسيلةٌ ووثوبُ


مابين مفتونٍ بأهواءِ الدُّنا = لا الدينُ يردَعَهُ ولا الترهيبُ


لا تطلبوا بالأمنياتِ حياتَكُمْ = إنّ الأمانيَ بالجلوسِ تخيبُ


كُنْ في الحياةِ مُفكِّراً متأمّلاً = كمْ غابَ فيها ظالمٌ ولبيبُ


لمْ يدركِ العقلُ الفناءِ وإنّما = بين الردى والأمنياتِ حُروبُ


في كلِّ حيِّ للمنايا طلعةٌ = وبكلِّ أرضٍ في العزاءِ نحيبُ


مِن كلِّ رمزٍ في العلومِ ثراثُهُ = تلك التي فيها البيانُ عجيبُ


ولكلِّ نفسٍ موعدُ عند الردى = هيهاتَ ، ليسَ منَ المماتِ هروبُ


قمْ حدّثِ التاريخَ عنْ دورِ البِلى = كمْ كانَ فيها عاجزٌ وطبيبُ


كلُّ المعالمِ في الترابِ تغيّرتْ = إذ ْطالها التسليبُ والتخريبُ


سكتَ البيانُ كأنّما لاقى الردى = وذوى البنانُ كأنهُ معيوبُ


كلٌّ إلى هذا الطريقِ يسوقُهُ = حتفٌ المنيةِ صاغراً وشَعوبُ


يا مُخْمِدَ الأنفاسِ في أوقاتِها = للروحِ في وسطِ السَّماءِ دروبُ


لو لمْ يقُمْ مثلُ الحسين بكربلا = ماثارَ زيدٌ للوغى وخطيبُ


ركبَ الردى بعزيمةٍ جبارةٍ = والموتُ يعدو خلفَهُ ويجوبُ


لم يكترثْ بجموعِ آلِ أميّةٍ = رغمَ الذي بين الصدورِ يذوبُ


حُرٌّ ، أبيٌّ ، قائدٌ مُتمكِّنٌ = بطلٌ ، كميٌّ ، في الوغى ونجيبُ


سبطٌ ، إمامٌ، هاشميٌّ سيّدٌ = شبلٌ النبيُّ المصطفى وربيبُ


تتعاقبُ الأحقابُ حول ضريحهِ = ولهى تطوفُ مع الورى وتلوبُ


فالصبحُ ينعى والمساءُ بخَلْفِهِ = يبكي ، أشدُّ بما أتى يعقوبُ


والأرضُ مِنْ عِظمِ المُصابِ تكدّرتْ = والحقلُ مِن فَرطِ العزاءِ جديبُ


والرُّسلُ مِنْ أرضِ الطفوفِ تعفّرتْ = ولِكَمْ أفادَ الشاهدُ المكروبُ


ومِنَ الجوى بين السّماءِ مآتمٌ = وعلى القلوبِ مِن السهامِ نصيبُ


أعطى ، فأعطتهُ السماءُ معاجزاً = كلُّ أمرىءٍ لفعالِهِ منسوبُ

والفضلُ بالتقوى لِمَنْ طلبَ العُلا = أما النقيضُ فزائلٌ مصلوبُ
يادهرُ إنّ الظالمينَ تفرْعَنوا = والكونُ مِنْ أمثالِهمْ مرعوبُ
وَلّى بهم ريبُ المنونِ وما لهُمْ = في الأرضِ ذكرٌ في السماءِ نصيبُ
ظلّتْ قصورُهُمُ يجولُ بوسطِهِا = ظلمٌ كبيرٌ للورى وعصيبُ
فقصدْتُها والصبحُ في أنوارِهِ = وعليهِ مِنْ حُلَلِ الحياةِ قشيبُ
ناديتُها والرّيحُ بين ربوعِها = وسألتُ : أينَ المجرمُ المطلوبُ
ياأيُّها الوغدُ الذي ظلَمَ الورى = فامكُثْ ، فأنتَ إلى اللظى معصوبُ
وانظُرْ إلى حرمِ الحسينِ فإنّهُ = دربٌ مشى لمقامِهِ أيوبُ
يرجو الشّفاءَ بتربةٍ مِن كربلا = وعليهِ مِن بلوى الحياةِ نُدوبُ
هذا قصيدي للحسينِ وآلِهِ = أنا في هواهُمْ شاعرٌ وأديبُ
أبو حسين الربيعي- 14/2/2013- الخميس – دبي


رد مع اقتباس