[بنت الهدى2]

وصلنا الى
النقد الذاتي :

المراد بالنقد الذاتي نقدك لنفسك بنفسك فانت حينما تتردد على المرآة بين الحين والحين تتفرس في عيونها وثغراتها ونواقصها لتصلح ما يمكن اصلاحه من قبل ان تخرج الى الناس وقد تركت تلك العيوب على حالها فلا يسكتوا عن انتقادك .
هذا يعني انك اول ناقد لنفسك وبقدر ما يكون دقيقاً وصريحاً معها تتقلص دائرة النقد الخارجي فالناس ينتقدونك اذا اهملت نفسك اما اذا كنت قد هذبتها جيداً وتعبت في تربيتها جيداً فان ذلك سيكون موضع ثناء الناس في النقد هي: ( انقد نفسك بنفسك )

والنقد الذاتي في حقيقته مظهر من مظاهر ( جهاد النفس ) الذي يسمى ب ( جهاد الاكبر ) ولذا جاء في الحديث ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا فان الناقد بصير ) اي ان الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية وهو مطلع على السرائر كلها ( ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد )
فالله ( ناقد بصير ) يعلم السر وأخفى فقد تظهر للناس بمظهر مغاير لحقيقتك وقد تخذلهم فيصدقوك لكنك في هذه اللحظة بالذات التي تخدع فيها الناس تقف مكشوفاً تماماً بين يدي رب العالمين وهذا هو الذي يجعل ( المؤمن)
( التقي ) ( الصالح) يراقب ( الكاميرا الخفية ) دائماً لانه يقول في حالة نقد ذاتي اذا لم اكن ارى فالله عز وجل يراني فيستحي منه في ( الخلاء ) اي في الخلوة والانفراد كما يستحيه في
( الملاء) عندما يكون بين الناس ، ومن لم يعمل شيئاً في الخفاء يخشى منه في العلانية عاش امناً مطمئناً وسعيداً وفي الحديث الشريف ( ميدانكم الاول انفسكم ان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان عجزتم عنها كنتم عن غيرها اعجز فجربوا معها الكفاح اولاً
عن الامام علي ( ع) املكوا انفسكم بدوام الجهاد .

وللبحث تكملة بعون الله .