[بنت الهدى2]

((٨)) وصلنا الى آداب نقدية

وهذه جملة من الوصايا العملية نضعها بين يديك كأسس للنقد حتى تصل الى غايتك من النقد والى محبة وشكر المنقود وتقدير لنقدك له :

١:- البينية :ليكن نقدك لأخيك او لأي إنسان آخر نقداً بينياً اي بينك وبينه ولا تنقده امام الاخرين فحتى لو كان نقدك هادئاً هادفاً وموضوعياً الا ان النفد في حضور الاخرين ممن لاعلاقة لهم بالامر قد يدفع الطرف الاخرالى التشبث برأيه .

٢:- الانصاف : النقد هو حالة تقويم حالة وزن بالقسطاس المستقيم وكلما كنت دقيقاً في نقدك بلا جور ولا انحياز ولاتعصب ولا افراط ولا تجاوز كنت اقرب الى العدل والانصاف وبالتالي اقرب الى التقوى
(( من بالغ في الخصومةِ أثم ))

٣:- إجمع الايجابي الى السلبي : وهذا الاسلوب هو من الاساليب المحببة في النقد حيث تبدأ بالإيجاب فتشيد به وتثمنه ثم تنتهي الى السلبي وبهذه الطريقة تكون قد جعلت من الايجابيات مدخلاً سهلاً للنقد لانك بذلك تفتح مسامع القلب قبل الاذنين ليستمع الاخر الى نقدك او نصيحتك .

٤:- الإلتفات الى الايجابي : وقد يكون الايجابي نادراً للدرجة التي يتعين عليك ان تبحث او تنقب عنه تنقيباً فلا تعدم المحاولة لان ذلك مما يجعلك في نظر المنقود كريم الطبع . فلقد مر عيسى وحواريوه على جثة كلب متفسخة فقال الحواريون :
- ما أنتن جيفة هذا الكلب !
وقال عيسى : انظروا الى أسنانه .. ما اشد بياضها ! الحواريون ركزوا على السلبي
( الطاغي ) على الجثة اما المسيح كان ناقداً لا تفوته اللفتة الايجابية الصغيرة حتى وان كانت (ضائعة ) وسط هذا السلب من النتانة .

٥:- اعطه فرصة الدفاع عن نفسه: حتى ولو كوّنت عن شخص صورة سلبية فلا تتعجل بالحكم عليه .. استمع اليه اولاً .. اعطه فرصة كافية ليقول ما في نفسه وليدافع عن موقفه قل له لقد بلغني عنك هذا واترك له فرصة الدفاع وتقديم الافادة اي افعل كما فعل القاضي العادل.

والى آداب نقدية تكملة تاتي في تكملة البحث ان شاء الله .