|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زائر الأربعين
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 23-Mar-2013 الساعة : 03:24 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
-[ 245 ]- المبحث الثالث في إثبات النص على إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في الدين
بعد أن ثبت فيما سبق ضرورة الإمامة في الدين، وأن الإمامة المذكورة لابد فيها من النص من الله عز وجل، يقع الكلام هنا في إثبات ورود النص بها على أهل البيت (صلوات الله عليهم).
ولنا في ذلك طريقان:
انْحِصَار دَعْوَى النص بأهل البيت (عليهم السلام)
الطريق الأول: الانحصار
لظهور أنه لم يَدَّعِ النَّصَّ المذكور ولم يُدعَ لأحد غير أهل البيت (صلوات الله عليهم). وذلك وحْدَه كافٍ في تعيُّنهم لهذا المنصب، إذ لو كان غيْرُهم مُتَحَلِّياً به لوجب عليه ادِّعاؤه لنفسه، ومحاولة إثباته. فعدمُ قيام أحد بذلك شاهِدٌ بعدم إمامته، وبصدق دعوى ثبوته لهم (صلوات الله عليهم). ولاسيما مع ما عرف عنهم من توارثهم علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وببيان آخر نقول: أجمع المسلمون على عدم ثبوت هذا المنصب لغير
-[ 246 ]- أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وهم في ذلك فريقان:
الأول: مَن يدَّعي عدمَ جعْل هذا المنصب في الإسلام(أبدًا).
الثاني: مَن يدعي جعل هذا المنصب في الإسلام لأهل البيت (عليهم السلام).
فمع العلم بخطأ الفريق الأول - لِمَا سبق مِن وجوب جعله، ونقص الدين بدونه - يتعيَّن صوابُ الفريق الثاني، لئلا يلزم اجتماع الأمة على الخطأ والضلال، الذي أجمع المسلمون ويأتي من النصوص ما يشهد بامتناعه.
بل بعد العلم بثبوت هذا المنصب وتشريعه في الدين يكفي في ثبوته لأهل البيت (صلوات الله عليهم) العلم بعدم ثبوته لغيرهم، كما هو ظاهر.
حديث الإمام زين العابدين (عليه السلام)
وقد روى ابن حجر الهيتمي عن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) أنه قال: "ذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا، واحتجوا بمتشابه القرآن، فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر... فإلى مَن يَفْزَع [إلى. كذا] خلف هذه الأمة وقد درست أعلام هذه الملّة، ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف، يكفر بعضهم بعضًا، والله تعالى يقول: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات)).
فمَن الموثوق به على إبلاغ الحجة، وتأويل الحكم إلى [إلا.ظ] أهل الكتاب، وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يَدَع الخلقَ سُدى مِن غير حجة؟! هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا
-[ 247 ]- مِن فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وبرَّأهم مِن الآفات، وافترض مودَّتهم في الكتاب؟!" (1 )
احتجاج منصور بن حازم
وعلى هذا تقريباً جرى منصور بن حازم فيما روي عنه في الصحيح، قال:
"قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن الله أجلّ وأكرم مِن أن يُعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله.
قال: صدقت.
قلت: إنّ مَن عَرَف أنّ له ربّاً فينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطًا، وأنه لا يُعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول، فمَن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل، فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة، وأن لهم الطاعة المفترضة.
وقلت للناس: تعلمون [أليس تزعمون.خ.ل] أنّ رسول الله كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى.
قلت: فحين مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مَن كان الحجة على خلقه؟
قالوا: القرآن. فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجي والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجة إلا بِقَيِّمٍ، فما قال فيه من شيء كان حقًّا.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الصواعق المحرقة 2: 444، الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي، الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم، الآية الخامسة ((واعتصموا بحبل الله جميعًا)) واللفظ له / ينابع المودة 2: 368.
-[ 248 ]- فقلت لهم: مَن قَيِّمُ القرآن؟
فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفة يعلم.
قلت: كلّه؟
قالوا: لا.
فلم أجد أحداً يقال: إنه يعرف ذلك كلّه إلا عليّاً (عليه السلام)، وإذا كان الشيء بين القوم، فقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أنّ عليّاً (عليه السلام) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ.
فقال: رحمك الله" (1).
احتجاج ابن أذينة
وقريب منه ما عن عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن أذينة قال: "دخلت يوماً على [محمد بن.ظ] عبد الرحمن بن أبي ليلى [بالكوفة] وهو قاض. فقلت: أردتُ - أصلحك الله - أن أسألك عن مسائل... فقال: سَل يا ابن أخي.
فقلت: أخبرني عنكم - معاشرَ القضاة - تَرِد عليكم القضية في المال والفرج والدم، فتقضي فيها أنت برأيك، ثم ترد تلك القضية على قاضي مكة، فيقضي فيها بخلاف قضيتك، وترد على قاضي البصرة وقاضي اليمن وقاضي المدينة، فيقضون بخلاف ذلك. ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم، فيصوِّب رأيَ كلِّ واحد منكم [وإلهُكم واحد] ونبيُّكم واحد، ودينكم واحد. فأَمَرَكم الله باختلاف فأطعتموه، أم نهاكم عنه فعصيتموه،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 1: 168، 169 باب الاضطرار إلى الحجة حديث: 2.
-[ 249 ]- أم كنتم شركاء الله في حكمه، فلكم أن تقولوا، وعليه أن يرضى، أم أنزل ديناً ناقصاً فاستعان بكم في إتمامه، أم أنزله تامّاً فقصَّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أدائه؟! ماذا تقولون؟!
فقال: مِن أين أنت؟
قلت: مِن أهل البصرة... فرحب بي وقربني، وقال: يا ابن أخي، لقد سألت فغلظت، وانهمكت فتعرضت [فتعوصت] وسأخبرك إن شاء الله.
أما قولك باختلاف القضايا فإنه [إذا] ما ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله خبر أو في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصل، فليس لنا أن نعدوا الكتاب والسنّة. وأما ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنا نأخذ فيه برأينا.
قلت: ما صنعت شيئًا، قال الله عز وجل: ((مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ)) (1)، وقال: ((تِبيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ)) (2)، أرأيت لو أن رجلاً عمل بما أمره الله به، وانتهى عما نهاه الله عنه، أبقي عليه شيء يعذبه الله عليه إن لم يفعله، أو يثيبه عليه إن فعله؟!
قال: وكيف يثيبه على ما لم يأمره به أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه
قلت: وكيف يرد عليك من الأحكام ما ليس له في كتاب الله أثر، ولا في سنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) خبر؟!
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأنعام آية:38.
(2) سورة النحل آية:89.
-[ 250 ]- قال: أخبرك يا ابن أخي. حدثنا بعض أصحابنا يرفع الحديث إلى عمر ابن الخطاب أنه قال: قضى قضية بين رجلين، فقال له أدنى القوم إليه مجلساً: أصبت يا أمير المؤمنين. فعلاه عمر بالدرة، وقال: ثكلتك أمك. والله ما يدري عمر أصاب أم أخطأ. إنما هو رأي اجتهدته. فلا تزكونا في وجوهنا.
قلت: أفلا أحدّثك حديثاً؟
قال: وما هو؟
قلت: أخبرني أبي عن أبي القاسم العبدي عن أبان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: القضاء ثلاثة: هالكان وناجٍ. فأما الهالكان فجائِرٌ جارَ متعمدًا، ومجتهد أخطأ. والناجي مَن عمل بما أمره الله به.
فهذا نقض حديثك يا عم.
قال: أجل والله يا ابن أخي.
قال: فتقول أنت: إن كل شيء في كتاب الله؟
قلت: الله قال ذلك. وما من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي إلا هو في كتاب الله عز وجل، عرف ذلك مَن عرفه، وجهله مَن جهله...
قال: فعند مَن يوجد علم ذلك؟
قلت: عند مَن عرفت.
قال: وددتُ أني أعرفه فأغسل قدميه، وأخدمه وأتعلم منه.
قلت: أناشدك هل تعلم أنّ رجلاً كان إذا سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاه، وإذا سكت عنه ابتدأه؟
قال: نعم، ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قلت: فهل علمت أن عليّاً (عليه السلام) سأل أحداً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حلال أو حرام؟ قال: لا.
قلت: فهل علمت أنهم كانوا يحتاجون إليه، ويأخذون عنه؟
قال: نعم.
-[ 251 ]- قلت: فذلك عنده.
قال: فقد مضى، فأين لنا به؟
قلت: تسأل في ولده، فإنّ ذلك العلم فيهم وعندهم.
قال: وكيف لي بهم؟
قلت: أرأيت قوماً كانوا في مفازة من الأرض، ومعهم أدلاء، فوثبوا عليهم، فقتلوا بعضهم وأخافوا بعضهم، فهرب واستتر مَن بقي منهم لخوفه، فلم يجدوا مَن يدلّهم، فتاهوا في تلك المفازة حتى هلكوا: ما تقول فيهم؟
قال: إلى النار. واصفر وجهه، وكانت في يده سفرجلة، فضرب بها الأرض فتهشمت. وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون" (1).
ولأئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ولشيعتهم - أعلى الله تعالى شأنهم - الكثير من هذه الاحتجاجات ونحوها مما يتعلق بأمر العقيدة الحقة لا يسع المقام فعلاً استقصاءها.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مستدرك الوسائل 17 باب:4 من أبواب صفات القاضي حديث:13 / دعائم الإسلام 1: 92، 93.
-[ 252 ]-
النصوص الواردة في مرجعية أهل البيت (عليهم السلام)
الطريق الثاني: ما ورد في مرجعية أهل البيت (صلوات الله عليهم) للأمة من النصوص الكريمة في كتاب الله المجيد، وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولا يخفى أنها - لو تمّت - تكفي في إثبات إمامتهم (عليهم السلام) في الدين بغض النظر عما سبق في المبحث الأول من لزوم جعل الإمامة الدينية.
وهذه النصوص بين ما ورد في حق أهل البيت (صلوات الله عليهم) عموماً من دون تعيين أشخاصهم، وما ورد في حق واحد وآحاد منهم بأسمائهم أو خصائصهم، ولاسيما أمير المؤمنين الذي هو سيدهم، وأولهم، ومنه تبدأ وجهة المتوجهين لهم، والذي لا ريب في أنها لو بدأت به لم تخرج عنهم.
حديث الثقلين
1 ـ فمِن ذلك حديث الثقلين المشهور..
ففي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "إني أوشك أنْ أُدْعَى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروني بما تخلفوني فيهما" (1).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مسند أحمد 3: 17 في مسند أبي سعيد الخدري، واللفظ له / الطبقات الكبرى 2: 194 في ذكر ما قرب لرسول الله من أجله، مسند أبي يعلى 2: 297 مسند أبي سعيد الخدري / مسند ابن الجعد 1: 397.
-[ 253 ]- وفي حديث جابر: "رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي" (1).
وفي حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي. ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما" (2).
ونحوها غيرها مما يتضمن ذلك بألْسِنَة متقاربة وطرق كثيرة تزيد على التواتر، وزِيدَ في بعضها:
"فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم" (3).
وهو صريح في المدعى، لأن عاصميتهم (عليهم السلام) من الضلال وعدم مفارقتهم للكتاب المجيد لا يكونان إلا لمعرفتهم بالدين وبالكتاب معرفة كاملة، وعصمتهم عن الخطأ فيهما. وهما المعيار في مرجعيتهم فيهما.
والكلام في هذا الحديث الشريف سنداً ومتناً طويل جدًّا، كما يظهر بالرجوع للمطولات. وفيما ذكرناه كفاية. بل وضوحه يغني عن إطالة الكلام فيه.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سنن الترمذي 5: 662 كتاب المناقب: باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) واللفظ له / المعجم الكبير 3: 66 في بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنهم).
(2) سنن الترمذي 5: 663 كتاب المناقب: باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) واللفظ له / تفسير ابن كثير 4: 114.
(3) المعجم الكبير 5: 166 فيما رواه أبو الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم / ومجمع الزوائد 9: 164 كتاب المناقب باب فضل أهل البيت.
-[ 254 ]-
حديث: "كتاب الله وسنة نبيه"
ولذا نرى كثيراً من الجمهور يتجاهل هذا الحديث، ويحاول صرف الأنظار عنه بالتركيز على حديث: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنّة نبيّه" (1).
لكن هذا الحديث لا يُقاس بحديث الثقلين سَنَدًا، مع أنه لا تنافي بينهما، لأنهم (صلوات الله عليهم) حملة السنّة وحفاظها، وهم أصدق رواتها، فالإرجاع إليها لا ينافي الإرجاع إليهم، بل مقتضى الجمع بين الحديثين أنه في مورد الشك والخلاف تؤخذ السنة الصحيحة منهم (عليهم السلام). وتمام الكلام في المطولات.
حديث السفينة
2 ـ ومنه حديث السفينة، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلف عنها غرق" (2).
لوضوح الكناية بذلك عن أن النجاة بلزومهم والاهتداء بهديهم
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الموطأ 2: 208.
(2) المستدرك على الصحيحين 2: 373 كتاب التفسير: تفسير سورة هود، واللفظ له، 3: 163 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / مجمع الزوائد 9: 168 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم) / مسند البزار 9: 343 فيما روى سعيد بن المسيب عن أبي ذر / المعجم الأوسط 4: 10، 5: 355، 6: 85 / المعجم الصغير 1: 240، 2: 84 / المعجم الكبير 3: 45، 46 في بقية أخبار الحسن ابن علي (رضي الله عنهم) 12: 34 فيما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس / مسند الشهاب 2: 273، 274 الباب الحادي عشر: الجزء العاشر / فيض القدير 2: 519 / حلية الأولياء 4: 306 في ترجمة سعيد بن جبير / تاريخ بغداد 7: 336 في ترجمة الحسن بن أبي طيبة القاضي المصري، 12: 91 في ترجمة علي بن محمد بن شداد / فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 785. وغيرها من المصادر.
-[ 255 ]- والهلاك بمخالفتهم، وذلك لا يكون إلا لكمال معرفتهم بالدين وأمانتهم في بيانه، وعدم خطئهم فيه.
ويبدو أن مضمون هذا الحديث قد اشتهر بين المسلمين في العصور الأولى، حتى نظمت به الأشعار، على ما تضمنته المطولات.
حديث: "أهل بيتي أمان لأمتي"
3 ـ وكذا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف" (1).
فإنّ الأمان بهم من الاختلاف لا يكون إلا لمرجعيتهم في الدين، وعلمهم به على حقيقته وأمانتهم في بيانه، كي لا يحق لأحد أن يخالفهم ويخرج عما بيّنوه.
حديث: "في كلِّ خَلَفٍ مِن أمّتي عُدُول"
4 ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. ألا وإنّ أئمتكم وَفْدُكم إلى الله تعالى، فانظروا مَن تُوفدُون" (2).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 162 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واللفظ له / مجمع الزوائد 9: 174 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم) / مسند الروياني 2: 253 فيما رواه أياس بن سلمة عن أبيه / المعجم الكبير 7: 22 فيما رواه أبو مريم عبدالغفار بن القاسم عن إياس بن سلمة / موضح أوهام الجمع والتفريق 2: 463 / نوادر الأصول في أحاديث الرسول 3: 61 الأصل الثاني والعشرون والمائتان / الفردوس بمأثور الخطاب 4: 311 / المجروحين 2: 236 في ترجمة موسى ابن عبيدة بن نسطاس الربذي / كشف الخفاء 2: 177، 435 / فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 671. وغيرها من المصادر.
(2) ينابيع المودة 2: 114، واللفظ له، ص: 366، 439 / الصواعق المحرقة 2: 441، 442، 676 / جواهر العقدين في فضل الشرفين: القسم الثاني 1: 91 الرابع ذكر حثه (صلى الله عليه وسلم) الأمة على التمسك بعده بكتاب ربهم وأهل بيت نبيهم وأن يخلفوه فيهما بخير / ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 17 ذكر إخباره أنهم سيلقون بعده أثرة والحث على نصرتهم وموالاتهم.
-[ 256 ]- ومن الظاهر أنه إذا كانت وظيفتهم (عليهم السلام) تصحيح تعاليم الدين من الشوائب التي تلحق به - نتيجة التحريف المتعمد، والخطأ غير المتعمد - فلابد من كونهم محيطين بالدين على حقيقته، ومرجعاً للأمة فيه.
أحاديث مختلفة تنفع في المطلوب
5 ـ وحديث أبي ذر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "أَنْزِلُوا آلَ محمد صلى الله عليه وآله بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين" (1).
وهو صريح في انحصار هداية الأمة بهم.
6ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه [وأبناء.خ.ل] حجج الله على خلقه، وهم أبواب العلم في أمتي، مَن اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم" (2).
7ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "مَن أحبّ أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربي قضباناً من قضبانها غرسها بيده - وهي جنّة الخلد - فلْيَتَوَلَّ عليّاً وذرِّيَّتَه مِن بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع الزوائد 9: 172 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم) واللفظ له / المعجم الكبير 3: 46 في بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنهم) / ذكر أخبار أصبهان 1: 44 / ورواه الخوارزمي موقوفاً عن سلمان في مقتل الحسين 1: 111.
(2) شواهد التنزيل1: 76، حديث89
-[ 257 ]- ولن يدخلوكم في باب ضلالة" (1).
فإن القطع عليهم (عليهم السلام) بأنهم لا يخرجون المسلمين من باب هدى ولا يدخلونهم في باب ضلالة لا يكون إلا لعلمهم (عليهم السلام) بالدين وأمانتهم على أدائه وبيانه. وبذلك يكونون مرجعاً للأمة فيه.
مجموعة من الأحاديث الواردة في أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصّة
8 ـ ونظيره حديث زيد بن أرقم، إلا أن فيه: "فلْيَتَوَلَّ عليَّ بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم..." (2).
9ـ وكذا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : "أنت تبيِّن لأمتي ما اختلفوا فيه مِن بعدي" (3).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) كنز العمال 11: 611 حديث: 32960، واللفظ له / الإصابة 2: 587 في ترجمة زياد بن مطرف / تاريخ دمشق 42: 240 في ترجمة علي بن أبي طالب / المنتخب من ذيل المذيل للطبري: 83 / حلية الأولياء 1: 86، في ترجمة علي بن ابي طالب / وذكره باختصار في التدوين في أخبار قزوين 2: 485.
(2) المستدرك على الصحيحين 3: 139 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، واللفظ له / مجمع الزوائد 9: 108 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب قوله (صلى الله عليه وسلم) من كنت مولاه فعلي مولاه / تاريخ دمشق 42: 242 في ترجمة علي بن أبي طالب / المعجم الكبير 5: 194 فيما رواه ثوير بن أبي فاختة عن زيد ابن أرقم / حلية الأولياء 1: 86 في ترجمة علي بن أبي طالب، 4: 174 في ذكر بقية أصحاب عبدالله بن مسعود، ص: 349ـ350 في ترجمة أبي اسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي / لسان الميزان 2: 34 في ترجمة بشر بن مهران الخصاف / التدوين في أخبار قزوين 2: 485 / ميزان الاعتدال 2: 38 في ترجمة بشر بن مهران. وغيرها من المصادر.
(3) المستدرك على الصحيحين 3: 132 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، واللفظ له، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" / تاريخ دمشق 42ص: 387 في ترجمة علي بن أبي طالب / الفردوس بمأثور الخطاب 5: 332، ص: 364 / حلية الأولياء 1: 64 في ترجمة علي بن أبي طالب / ميزان الاعتدال 3: 449 في ترجمة ضرار بن صرد / الكشف الحثيث 1: 138 / المجروحين 1: 380 في ترجمة ضرار بن صرد. وغيرها من المصادر.
-[ 258 ]- 10ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ" (1).
ويناسبه ما تضمن أنه (عليه السلام) يعلم ظاهرَ القرآن وباطنَه (2). وأنه ما مِن آية إلا ويعلم فيما نزلت وأين نزلت وعلى مَن نزلت (3).
11ـ وكذا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "عليٌّ مع الحق والحق مع عليّ" (4).
12ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "رحم الله عليًّا اللهم أَدِر الحق معه حيث دار" (5).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع الزوائد 9: 134 كتاب المناقب: باب الحق مع علي (رضي الله عنه) / المستدرك على الصحيحين 3: 134 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) / المعجم الصغير 2: 28 / فيض القدير 4: 356 / المعجم الأوسط 5: 135 / الفردوس بمأثور الخطاب 3: 230 / تاريخ الخلفاء 2: 173 في ترجمة علي بن أبي طالب: فصل في الأحاديث الواردة في فضله / إجمال الإصابة: 55 / الجامع الصغير 2: 177 حديث: 5594 / كنز العمال 11: 603 حديث: 32912 في فضائل علي (رضي الله عنه) / ينابيع المودة 1: 124، 2: 96، 396، 403 / النصائح الكافية: 215 / المناقب للخوارزمي: 177. وغيرها من المصادر.
(2) تاريخ دمشق 42: 400 في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له / فيض القدير 3: 46 / حلية الأولياء 1: 65 في ترجمة علي بن أبي طالب / ينابيع المودة 1: 215، 3: 146.
(3) الطبقات الكبرى 2: 338 ذكر من كان يفتي بالمدينة ويقتدى به من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك وإلى من انتهى علمهم / حلية الأولياء 1: 67ـ68 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / أنساب الأشراف 2: 351 في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) / تاريخ دمشق 42: 397، 398 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / شواهد التنزيل للحسكاني 1: 45 / المناقب للخوارزمي: 90 / نظم درر السمطين: 126 / كنز العمال 13: 128 رقم الحديث: 36404. وغيرها من المصادر.
(4) مجمع الزوائد 7: 235 كتاب الفتن: باب فيما كان في الجمل وصفين وغيرهما / تاريخ بغداد 14: 320 في ترجمة يوسف بن محمد بن علي أبي يعقوب المؤدب / تاريخ دمشق 20: 361 في ترجمة سعد بن مالك بن أبي الوقاص، 42: 449 في ترجمة علي بن أبي طالب / الإمامة والسياسة 1: 68 التحام الحرب / ينابيع المودة 1: 173. وغيرها من المصادر. وقريب منه في مسند أبي يعلى 2: 318 من مسند أبي سعيد الخدري.
(5) سنن الترمذي 5: 633 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / المعجم الأوسط 6: 95 / مسند البزار 3: 52 ومما روى أبو حيان التيمي واسمه يحيى بن سعيد بن حيان عن أبيه عن علي / فيض القدير 2: 236، 4: 19 / تذكرة الحفاظ 3: 844 في ترجمة ابن الأنباري / سير أعلام النبلاء 15: 279 في ترجمة ابن الأنباري / المستدرك على الصحيحين 3: 134 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) / الكامل في ضعفاء الرجال 6: 445 في ترجمة مختار بن نافع / الضعفاء للعقيلي 4: 210 في ترجمة مختار بن نافع التمار / المجروحين 3: 10 في ترجمة مختار بن نافع التيمي / تهذيب الكمال 10: 402 في ترجمة سعيد بن حيان التيمي / العلل المتناهية 1: 255 / الرياض النضرة 1: 243 الباب الرابع فيما جاء مختصاً بالأربعة الخلفاء: ذكر وصفه (صلى الله عليه وسلم) لكل واحد منهم وثنائه عليه ودعائه له والحث على محبته ولعن مبغضه / مسند أبي يعلى 1: 418 مسند علي بن أبي طالب ولكن بدل (حيث دار) (كيف دار). وغيرها من المصادر.
-[ 259 ]- 13ـ ومثل ذلك ما تضمَّن أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وارِث علْم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1)، وعَيْبَته (2)، وخازنه (3)، ووعاؤه (4).
لوضوح أنّ مِن أهمّ علْم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشرفه علْم الدين.
14ـ ومثله ما تضمن أنه (عليه السلام) باب مدينة علْم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو دار علْمه (5)،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 136 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) / الآحاد والمثاني 5: 172 في ترجمة زيد بن أبي أوفى / المعجم الكبير 5: 221 فيما رواه زيد بن أبي أوفى / الرياض النضرة 1: 198 الباب الأول فيما جاء متضمنا ذكر العشرة وغيرهم: ذكر أحاديث تتضمن جملتها إخاءه (صلى الله عليه وسلم) بين العشرة وغيرهم من المهاجرين والأنصار وذكر اسمه على بعضهم / فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 638، 666 فضائل علي (عليه السلام) / تاريخ دمشق 21: 415 في ترجمة سلمان بن الإسلام، 42: 53 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر.
(2) تاريخ دمشق 42: 385 في ترجمة علي بن أبي طالب / فيض القدير 4: 356 / ميزان الاعتدال 3: 449 في ترجمة ضرار بن صرد / الكامل في ضعفاء الرجال 3: 101 في ترجمة ضرار بن صرد / التدوين في أخبار قزوين 1: 89 / العلل المتناهية 1: 226 / الجامع الصغير 2: 177 حديث: 5593 / ينابيع المودة 1: 159، 389، 390، ج2: 77، 96 / المناقب للخوارزمي: 87 / شرح نهج البلاغة 9: 165.
(3) شرح نهج البلاغة 9: 165.
(4) كفاية الطالب: 167ـ 168 باب: 37 في أن عليّاً (عليه السلام) قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
(5) المستدرك على الصحيحين 3: 137، 138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) / مجمع الزوائد 9: 114 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب في علمه (رضي الله عنه) / المعجم الكبير 11: 65 فيما رواه مجاهد عن ابن عباس / تذكرة الحفاظ 4: 1231 في ترجمة السمرقندي الحافظ الإمام الرحال أي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم بن جعفر الكوخميثني / سير أعلام النبلاء 11: 447 في ترجمة أبي الصلت / تاريخ دمشق 42: 378، 379، 380، 382، 383 في ترجمة علي بن أبي طالب / تهذيب التهذيب 7: 296 في ترجمة علي بن أبي طالب، ص: 374 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد / تهذيب الكمال 18: 77، 78، 79 في ترجمة عبدالسلام بن صالـح، 20: 485 في ترجمة علي بن أبي طالب / تاريخ جرجان: 65 في ترجمة أحمد بن سلمة بن عمرو الكوفي / تاريخ بغداد 7: 172 في ترجمة جعفر بن محمد أبي جعفر، ج11: 48، 49، 50 في ترجمة عبدالسلام بن صالـح بن سليمان / كشف الخفاء: 235 / الفردوس بمأثور الخطاب: 44 / فيض القدير 3: 46 / الجرح والتعديل 6: 99 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد. وغيرها من المصادر الكثيرة.
-[ 260 ]- وباب مدينة حكمته أو دار حكمته (1).
15ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "عليٌّ باب علْمي ومبيِّنٌ لأمتي ما أرسلتُ به مِن بعدي" (2).
16ـ ومثله قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية: ((وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)) فأنت أذن واعية لعلْمي" (3).
17ـ ومثل ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "إن الله تعالى عهد إليّ عهداً في عليّ فقلت:
يا رب بيّنه لي.
فقال: اسمع.
فقلت: سمعت.
فقال: إنّ عليّاً راية الهدى،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سنن الترمذي 5: 637 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : في باب لم يعنونه بعد باب مناقب علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) / من حديث خيثمة: 200 / حلية الأولياء 1: 64 في ترجمة علي بن أبي طالب / فضائل الصحابة 2: 634 فضائل علي (عليه السلام) / تهذيب الأسماء: 319 / علل الترمذي للقاضي: 375 / فيض القدير 3: 46 / ميزان الاعتدال 5ص: 53 في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، 6: 31 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي، 6: 279 في ترجمة محمد بن عمر الرومي / المجروحين 2: 94 في ترجمة عمر ابن عبدالله الرومي / لسان الميزان 4: 144 في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، 5: 19 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي / الكامل في ضعفاء الرجال 5: 177 في ترجمة عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان / الكشف الحثيث: 214 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي / تهذيب الكمال 21: 277 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني / تاريخ بغداد 11: 203 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمذاني / علل الدارقطني 3: 247 / سؤالات البرذعي: 519 / كشف الخفاء 1: 235.
(2) الفردوس بمأثور الخطاب 3: 65 واللفظ له / كشف الخفاء 1: 236 / كنز العمال 11: 614ـ615 رقم الحديث: 32981 / فتح الملك العلي: 47 / سبل الهدى والرشاد 11: 293 / ينابيع المودة 2: 240.
(3) حلية الأولياء 1: 67 في ترجمة علي بن أبي طالب (عليه السلام) واللفظ له / شواهد التنزيل للحسكاني 2: 363 / الدر المنثور 6: 260 / الفردوس بمأثور الخطاب 5: 329 / كنز العمال 13: 177 رقم الحديث: 36525 / فتح الملك العلي: 49.
-[ 261 ]- وإمام أوليائي، ونور مَن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين..." (1).
فإنه لا يكون راية هدى إلا وهو عالم بالدين بكماله، ومأمون على بيانه والإبلاغ به.
18ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: هذا عليّ، فأحبوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبرائيل أمرني بالذي قلتُ لكم عن الله عزّ وجل" (2).
19ـ وكذا ما تضمن أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الفاروق، أو فاروق هذه الأمة، الذي يفرق بين الحق والباطل (3).
لوضوح أن ذلك لا يكون إلا بعد علمه (عليه السلام) بالحق والباطل كاملاً.
20ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد رأى أمير المؤمنين مُقْبِلاً: "أنا وهذا حجّة
ـــــــــــــــــــــــ
(1) حلية الأولياء 1: 67 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، واللفظ له / العلل المتناهية 1: 239 / تاريخ دمشق 42: 270، 291 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / المناقب للخوارزمي: 303 / نظم درر السمطين: 114 / ينابيع المودة 1: 234 / ميزان الاعتدال 4: 27 في ترجمة عباد بن الجعفي / لسان الميزان 3: 229 في ترجمة عباد بن سعيد الجعفي. وغيرها من المصادر.
(2) مجمع الزوائد 9: 132 كتاب المناقب: باب منه جامع فيمن يحبه ويبغضه، واللفظ له / حلية الأولياء 1: 63 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / المعجم الكبير 3: 88 فيما رواه أبو ليلى عن الحسن بن علي (رضي الله عنه) / كنز العمال 11: 619 رقم الحديث: 33007، 13: 143 رقم الحديث: 36448 / شرح نهج البلاغة 9: 170 / جواهر المطالب لابن الدمشقي 1: 105. وغيرها من المصادر.
(3) مجمع الزوائد 9: 102 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب إسلامه (رضي الله عنه) / الاستيعاب 4: 1744 في ترجمة أبي ليلى الغفاري / الإصابة 7: 354 في ترجمة أبي ليلى الغفاري / المعجم الكبير 6: 269 فيما رواه أبو سخيلة كوفي عن سلمان (رضي الله عنه) / كنز العمال 11: 616 رقم الحديث: 32990 / تاريخ دمشق 42: 41 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / أسد الغابة 5: 287 في ترجمة أبي ليلى الغفاري / ينابيع المودة 1: 244. وغيرها من المصادر.
-[ 262 ]- على أمتي يوم القيامة" (1)... إلى غير ذلك مما هو صريح في علم أمير المؤمنين وأهل بيته عموماً بالدين بكماله، بحيث يكونون مرجعاً للأمة فيه، وعليها أن تقبل منهم.
سعَة علْم أمير المؤمنين (عليه السلام)
ويناسب ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : "عَلَّمَنِي رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألفَ بابٍ مِن العلم، كلّ بابٍ يفتح ألف باب" (2).
وفي حديث بكير: "وحدثني من سمع أبا جعفر (عليه السلام) يحدث بهذا الحديث، ثم قال: ولم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب غير باب أو اثنين. وأكثر علمي أنه قال: باب واحد".
وفي حديث أبي بصير: "قال أبو عبد الله (عليه السلام) : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة" (3).
وما عن ابن عباس أنه قال: "كنا نتحدث أن النبي عهد إلى عليٍّ سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره" (4).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد 2: 88 في ترجمة محمد بن الأشعث بن أحمد، واللفظ له / تاريخ دمشق 42: 309 في ترجمة علي ابن أبي طالب / كنز العمال 11: 620 رقم الحديث: 33013 / سبل الهدى والرشاد 11: 292 / ينابيع المودة 2: 278 / ميزان الاعتدال 5: 96 في ترجمة عطاء بن ميمون، 6: 446 في ترجمة مطر بن ميمون المحاربي / الكامل في ضعفاء الرجال 6: 397 في ترجمة مطر بن ميمون المحاربي. وغيرها من المصادر.
(2) تقدمت مصادره في هامش رقم (1) ص: 178.
(3) الخصال: 649 في (علَّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) ألف باب يفتح كل باب ألف باب).
(4) تاريخ دمشق 42: 391 في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له / السنة لابن أبي عاصم 2: 564 باب في ذكر خلافة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / مجمع الزوائد 9: 113 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب فيما أوصى به (رضي الله عنه) / المعجم الصغير 2: 161 / فيض القدير 4: 357 / تهذيب التهذيب 1: 173 في ترجمة أبي داود أربدة / تهذيب الكمال 2: 311 في ترجمة أربدة / ينابيع المودة 1: 233 / حلية الأولياء 1: 68 في ترجمة علي بن أبي طالب.
-[ 263 ]- وما سبق من علمه (صلوات الله عليه) بظاهر القرآن وباطنه.
وما تضمن أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا له بالحفظ، وأنه هو المراد بقوله تعالى: ((وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)).
فإن تخصيصه بذلك ونحوه مناسب جدّاً لكونه حامِل علْم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومستودَع سرّه.
ولولا ذلك لما استطاع أن يقول (عليه السلام) : "سلوني قبل أن تفقدوني" (1). وروي نحو ذلك عن الإمامين أبي محمد الحسن السبط وأبي عبد الله جعفر ابن محمد الصادق (2) (عليهم السلام).
أمير المؤمنين (عليه السلام) أقضى الصحابة وأعلمهم
ومن ثم استفاضت النصوص، وورد في كلام جماعة من الصحابة، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أقضى الصحابة -أو الأمة- وأعلمهم. ولا يسعنا استيعاب ذلك، بل يوكل للمطولات.
اسْتِفاضة النصوص يُغْني عن النظر في أسانيدها
وإذا كان بعض هذه النصوص ونحوها قد روي بطريق الآحاد، فكثير منها قد استفاض نقله، وبعضها قد بلغ حدّ التواتر أو زاد عليه، كحديث الثقلين، على ما سبق.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت مصادره في هامش رقم (2) ص: 178.
(2) حلية الأولياء 2: 38 في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / صفوة الصفوة 1: 761 / سير أعلام النبلاء 3: 273 في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب، 6: 257 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق / تذكرة الحفاظ 1: 166 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق / تاريخ دمشق 13: 282 / تهذيب الكمال 5: 79 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق / الكامل في ضعفاء الرجال 2: 132 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق.
-[ 264 ]- على أنها بمجموعها قد بلغت مِن الكثرة حدّاً أوجب تواترها إجمالاً، بنحْوٍ يُعلم بصدور بعضها، ولاسيما أنّ كثيراً من طرقها قد أُودِع في كتب الجمهور، وهم ليسوا على خطّ أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ولا يدينون بإمامتهم، ولا يأخذون عنهم، ليتسنى للمجادل أن يدعي أنهم افتروها خدمةً لعقيدتهم ودعماً لخطهم.
هذا مضافاً إلى أمور:
آية التطهير
الأول: قوله تعالى: ((إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهل البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرا)) (1) فقد استفاض النقل من الخاصة والعامة (2) في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسّرها بالإمام أمير المؤمنين والصديقة فاطمة الزهراء
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأحزاب آية: 33.
(2) صحيح ابن حبان 15: 432 كتاب إخباره (صلى الله عليه وسلم) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم (رضي الله عنهم) : ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى (صلى الله عليه وسلم) / السنن الكبرى للنسائي 5: 107 كتاب الخصائص: ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وذكر صلاته قبل الناس وأنه أول من صلى من هذه الأمة / سنن الترمذي 5: 351 كتاب فضائل القرآن عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : باب ومن سورة الأحزاب، ص: 663 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) / المستدرك على الصحيحين 2: 451 كتاب التفسير: تفسير سورة الأحزاب وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، 3 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : 158، 159 وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" / مسند أحمد 4: 107 في حديث واثلة بن الأسقع (رضي الله عنه)، 6: 292 في حديث أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) / معتصر المختصر 2: 266 كتاب جامع مما يتعلق بالموطأ: في أهل البيت / مجمع الزوائد 9: 167 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم) / مسند البزار 6: 210 فيما رواه إسماعيل بن عبدالله بن جعفر عن أبيه / المعجم الكبير 3: 53 بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنه)، 9: 25 فيما أسند عمر بن أبي سلمة، 22: 66 فيما أسند واثلة: مكحول الشامي عن واثلة / تفسير الطبري 22: 6، 7، 8 / تفسير ابن كثير 3: 485، 486. وغيرها من المصادر الكثيرة.
-[ 265 ]- والإمامين السبطين الشهيدين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليهم) وخصّهم بها.
الكلام في نزول الآية في نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ودعوى: أن مقتضى سياق الآية الشريفة دخول نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها، أو اختصاصهن بها، لأنها في ضمن الآيات التي تتحدث عنهن،مدفوعةٌ:
أولاً: بأن السياق لا يقتضي اختصاص الآية الشريفة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وغايته نزولها فيهن، وهو - لو تمّ - إنما يقتضي دخولهن في جملة أهل البيت مِن دون أن ينافي عمومَها لهم (عليهم السلام)، وهو كافٍ في المطلوب.
على أنه لا مجال للبناء على عمومها لهن، لِمَا هو المعلوم مِن عدم القول بعصمتهن، بل لا ريب في صدور المعاصي مِن بعضهن، بل المعاصي الكبيرة، وإن ادُّعِيَ حصول التوبة منها.
وثانياً: بأنّ النصوص قد تضمنت نزول الآية الشريفة وحدها مجرَّدة عن الآيات التي هي في سياقها. والمهم هو مدلولها حين نزولها. ووضْعُها بعد ذلك في سياق الآيات المذكورة - لمصالح يعلمها الله تعالى - لا يُوجِب تَبَدُّل مدلولها.
وثالثاً: لأنّ السياق لا يصلح لرفع اليد عن النصوص الصريحة في اختصاص أهل البيت بمَن سبق ذكرهم (صلوات الله عليهم). وتمام
-[ 266 ]- الكلام حول الآية الكريمة في المطولات، فقد كتب عنها كثيرًا.
والمهم فيما نحن فيه أنّ تطهيرهم (صلوات الله عليهم) مِن الرجس يمنع من صدور الحرام منهم، ومِن أهمّ ذلك(الممنوع) تحريفُ الدِّين والفتوى بغير ما أنزل الله تعالى. وذلك عبارة أخرى عن مطابقة أحكامهم لأحكام الله تعالى وعدم خروجها عنها. وبذلك تثبت إمامتهم في الدين ومرجعيتهم فيه.
ومثل ذلك جميع ما دلّ على عصمتهم، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "يا عليّ مَن فارقني فقد فارق الله، ومَن فارقك يا عليُّ فقد فارقني" (1).
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني فقد عصى الله، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومَن عصى عليّاً فقد عصاني" (2).
أحاديث المنزلة
الثاني: أحاديث المنزلة، فقد استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو تواتر أنه
ـــــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 133 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، واللفظ له، وقال بعد ذكر الحديث: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه": 158 ذكر البيان الواضح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بقي من خواص أوليائه جماعة وهجرهم.. / مجمع الزوائد 9: 135 كتاب المناقب: باب الحق مع علي (رضي الله عنه) / مسند البزار 9: 455 فيما رواه معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر / معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي 3: 800 / المعجم الكبير 12: 423 فيما رواه مجاهد عن ابن عمر / فضائل الصحابة 2: 570 / فيض القدير 4: 357 / ميزان الاعتدال 3: 30 في ترجمة داود بن أبي عوف، ص: 75 في ترجمة رزين بن عقبة / تاريخ دمشق 42: 307 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر.
(2) المستدرك على الصحيحين 3 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) : 131، واللفظ له، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه": 139 / معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي 1: 485 / الكامل في ضعفاء الرجال 4: 349 في ترجمة عبادة بن زياد / تاريخ دمشق 42: 307 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر.
-[ 267 ]- صرَّح في مناسبات مختلفة بأنّ أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) منه بمَنْزلة هارون مِن موسى، إلا أنه ليس بنبيٍّ (1).
وقد قال الله عز وجل حكاية عن موسى: ((رَبِّ اشرَح لِي صَدرِي... وَاجعَل لِي وَزِيراً مِن أهلِي هَارُونَ أخِي اشدُد بِهِ أزرِي وَأشرِكهُ فِي أمرِي... قَالَ قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ يَا مُوسَى)) (2).
فإذا كان هارون شريكَ موسى في أمْرِه - بمقتضى هذه الآيات - كان أمير المؤمنين (عليه السلام) شريكاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما عدا النبوة مِن أمْره بمقتضى هذه الأحاديث.
وبذلك يكون (عليه السلام) شريكاً له (صلى الله عليه وآله وسلم) في علْمه بالدين، وفي وظيفته في التبليغ به، كما صرحت بذلك نصوص كثيرة.
وعلى غِرَاره يجري قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "عليٌّ منِّي بمنزلتي مِن ربّي" (3)،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري 4: 1602 كتاب المغازي: باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة، واللفظ له، 3: 1359 كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب / صحيح مسلم 4: 1870، 1871 كتاب فضائل الصحابة (رضي الله عنهم) : باب فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) / صحيح ابن حبان 15: 15 باب إخباره (صلى الله عليه وسلم) عما يكون في أمته من الفتن والحوادث: ذكر نفي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) كون النبوة بعده إلى قيام الساعة / المستدرك على الصحيحين 2: 367 كتاب التفسير: تفسير سورة التوبة، 3: 117 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : 143 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) / الأحاديث المختارة 3: 207 فيما رواه عبدالرحمن بن سابط عن سعد (رضي الله عنه). وغيرها من المصادر الكثيرة.
(2) سورة طه آية: 25ـ36.
(3) الرياض النضرة 2: 6 / جواهر المطالب لابن الدمشقي 1: 59 / ذخائر العقبى 1: 64 في ذكر أنه من النبي (صلى الله عليه وسلم) بمنزلة النبي من الله عز وجل / الصواعق المحرقة 2: 517 الآية الرابعة عشرة قوله تعالى: ((قل لا أسألكم عليه أجرًا...)) : المقصد الخامس / السيرة الحلبية 3: 489.
-[ 268 ]- لدلالته على أنه (عليه السلام) يبلِّغ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أُرْسل به، كما يبلِّغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله عزوجل ما أَرْسله به.
وبقية الكلام في حديث المنزلة موكول للمطولات.
ما تَضمَّن أنه (عليه السلام) وَصِيُّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
الثالث: ما استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النصوص وفي كلام ما يزيد على عشرين من الصحابة - كما قيل - وجماعة من التابعين، وفي أشعارهم، مِن أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وصيُّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (1)، وفي
ـــــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 188 كتاب معرفة الصحابة: ومن فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وذكر مولده ومقتله / مسند أبي يعلى 4: 344 أول مسند ابن عباس / مجمع الزوائد 9: 113، 114 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب فيما أوصى به (رضي الله عنه) / حلية الأولياء 2: 74 في ترجمة أسماء بنت عميس / المعجم الكبير 6: 221 فيما رواه أبو سعيد عن سلمان (رضي الله عنه) / الإصابة 5: 576 في ترجمة كدير / فضائل الصحابة 2: 615 ومن فضائل علي (رضي الله عنه) من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبدالله / سير أعلام النبلاء 4: 113 بقية الطبقة الأولى من كبراء التابعين: في ترجمة ابن الحنفية، 8: 44، 46 في ترجمة السيد الحميري، 23: 338 في ترجمة ابن الآبار / تهذيب الكمال 26: 151 في ترجمة محمد بن علي بن أبي طالب القرشي / تهذيب التهذيب 3: 91 في ترجمة خالد بن عبيد العتكي / تاريخ دمشق 42: 392، 532 في ترجمة علي بن أبي طالب / تاريخ واسط: 154 في ترجمة معلى بن عبد الرحمن بن حكيم / تاريخ بغداد 11: 112 في ترجمة عبدالجبار بن أحمد بن عبيدالله السمسار، 13: 298 في ترجمة نصر بن أحمد أبي القسم البصري / الذرية الطاهرة: 74 / الفردوس بمأثور الخطاب 3: 336 / فتح الباري 8: 150 / ميزان الاعتدال 2: 418 في ترجمة خالد بن عبيد، 3: 375 في ترجمة شريك بن عبدالله، 5: 481 في ترجمة قيس بن ميناء، 7: 5 في ترجمة ناصح بن عبدالله الكوفي / لسان الميزان 2: 102 في ترجمة جرير بن عبدالحميد الكندي، 3: 387 في ترجمة عبدالجبار بن أحمد السمسار، 5: 139 في ترجمة محمد بن الحسين الأزدي / الكامل في ضعفاء الرجال 4: 14 في ترجمة شريك بن عبدالله بن الحارث بن شريك / المجروحين 1: 279 في ترجمة خالد بن عبيد العتكي / البداية والنهاية 13: 258 في أحداث سنة ثمان وستين وستمائة: في ترجمة القاضي محيي الدين ابن الزكي / تاريخ الطبري 2: 696 في أحداث سنة خمس وثلاثين: ذكر ما رثي به (أي عثمان) من الأشعار، 3: 319 في أحداث سنة إحدى وستين / الكامل في التاريخ 3: 419 في أحداث سنة إحدى وستين: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) : المعركة، 5: 152 أحداث سنة خمس وأربعين ومائة: ذكر ظهور محمد بن عبدالله بن الحسن / المنتظم 10: 128 في أحداث سنة أربع ومائتين / البدء والتاريخ 5: 225 ذكر صفين / وفيات الأعيان 5: 379 في ترجمة نصر الخبزأرزي / تاريخ اليعقوبي 2: 171 في أيام عثمان بن عفان، 2: 179 في خلافة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، ص: 228 في وفاة الحسن بن علي. وغيرها من المصادر الكثيرة.
-[ 269 ]- بعضها عموم ذلك للأئمة مِن ذريته (صلوات الله عليهم) (1).
ويظهر من مساق هذه النصوص أنّ المراد بذلك وصيّة النبوة، كسائر أوصياء الأنبياء.
وحينئذٍ يكون مقتضى ذلك أنْ يعهد إليه بدِينه وبأمّته، ويقوم (عليه السلام) مقامه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما معًا.
وقد أطلنا الكلام في ذلك في جواب السؤال الرابع من الجزء الثاني من كتابنا (في رحاب العقيدة). فراجع.
أدلة الإمامة في الدنيا تقتضي الإمامة في الدِّين
الرابع: الأدلة الآتية الدالة على إمامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في أمور الدنيا، فإنّ كثيراً منها تقتضي عموم إمامتهم لأمور الدين والدنيا، مثل ما تضمن خلافتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإمامتهم، لظهور الخلافة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمامة بإطلاقهما في الخلافة والإمامة في الدين والدنيا معًا، كما هو الحال في إمامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
بل هو المتعين في جميع أدلة الإمامة، بناءً على ما يأتي إن شاء الله تعالى مِن لزوم عصمة الإمام، لوضوح أن عصمة الإمام تتوقف على علْمه بالدين واستيعابه له.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ينابيع المودةج: 1: 95، ص: 390ـ391، 3: 291، 394 / المناقب للخوارزمي: 326 / حلية الأولياء 1: 86 في ترجمة علي بن أبي طالب / التدوين في أخبار قزوين 2: 485 / ميزان الاعتدال 2: 272 في ترجمة الحسن بن محمد بن محمد بن يحيى. وغيرها من المصادر.
-[ 270 ]-
عموم الكلام لأهل البيت جميعًا
وإذا كان كثير من هذه النصوص قد ورد في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة، فإن كثيراً منها قد ورد في حق أهل البيت (عليهم السلام) عمومًا، كما يظهر بالرجوع إليها.
مضافاً إلى أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هو المتيقن من مجموع هذه النصوص، لاختصاص بعضها به، وعموم بعضها لأهل البيت (عليهم السلام)، وهو (عليه السلام) منهم. وإذا ثبتت إمامته ومرجعيته في الدين تَعَيَّن القبول منه في عموم المرجعية والإمامة في الدين لجميع أهل البيت (عليهم السلام).
ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
وقد اسْتَفَاض عنه ذلك..
1ـ قال (عليه السلام) : "إنّي وأَطَائِب أرومتي وأبرار عِتْرتي أحْلَم الناس صغارًا، وأعلم الناس كبارًا، بنا ينفي الله الكذب، وبنا يعقر أنياب الذئب الكَلِب، وبنا يفكّ الله عنوتكم، وينزع ربق أعناقكم، وبنا يفتح الله ويختم" (1).
وهناك خطبة له (عليه السلام) تشبهها أو عينها، وإن اختلفت في اللفظ عنها قليلاً، نقلها ابن أبي الحديد عن الجاحظ عن أبي عبيدة عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) (2).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) كنز العمال 13: 130 حديث: 36413.
(2) شرح نهج البلاغة 1: 276 / جواهر المطالب لابن الدمشقي 1: 343 الباب التاسع والأربعون في خطبه (عليه السلام) ومواعظه / العقد الفريد 4: 69 فرش كتاب الخطب: خطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضوان الله عليه) / ينابيع المودة 1: 80.
-[ 271 ]- 2ـ وقال (صلوات الله عليه) : "نحن الشعار والأصحاب والخَزَنَة والأبواب. ولا تؤتى البيوت إلا مِن أبوابها، فمَن أتاها مِن غير أبوابها سُمِّي سارقاً" (1).
3ـ وقال (عليه السلام) : "أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دُونَنا كذباً وبغْياً علينا، أنْ رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم. بنا يُسْتعطى الهدى ويُسْتجلى العمى. إنّ الأئمة من قريش قد غُرِسُوا في هذا البطن مِن هاشم. لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة مِن غيرهم" (2).
4ـ وقال (صلوات الله عليه) : "انظروا أهلَ بيت نبيكم فالْزموا سمْتهم، واتبعوا أثرهم، فلن يُخرجوكم مِن هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإنْ لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا" (3).
5ـ وفي خطبة له (عليه السلام) يذكر فيها أهل البيت (عليهم السلام) : "هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وصمتهم عن حِكَم منطقهم، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام، وولائج الاعتصام..." (4).
6ـ وقال (صلوات الله عليه) : "فأين يُتَاه بكم، بل كيف تعمهون؟!
ـــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة 2: 27.
(2) نهج البلاغة 2: 43.
(3) نهج البلاغة 1: 189.
(4) نهج البلاغة 2: 232.
-[ 272 ]- وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمَّة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، ورِدُوهم ورود الهيم العطاش... ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر؟!..." (1).
وهو (عليه السلام) بذلك يشير إلى حديث الثقلين المتقدم.
7ـ وقال (عليه السلام) : "تالله لقد علمت تبليغ الرسالات وإتمام العدات وتمام الكلمات. وعندنا أهل البيت أبواب الحكم وضياء الأمر..." (2).
8ـ وقال (عليه السلام) في خطبة له يعني آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "موضع سرّه، ولجأ أمره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وجبال دينه... لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدًا. هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي. ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة. الآن إذ رجع الحق إلى أهله، ونُقِل إلى منتقله" (3).
9ـ وقال (صلوات الله عليه) : "ألا إنّ مثل آل محمد صلى الله عليه كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم" (4).
10ـ وقال (عليه السلام) في حديثه المشهور مع كميل بن زياد النخعي (رضوان الله تعالى عليه) : "اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لئلا تبطل
ـــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة 1: 154.
(2) نهج البلاغة 1: 233.
(3) نهج البلاغة 1: 29ـ30.
(4) نهج البلاغة 2: 194.
-[ 273 ]- حجج الله وبيناته. أولئك الأقلون عدداً الأعظمون عند الله قدرًا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة الأمر. تلك أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في بلاده، والدعاة إلى دينه" (1).
وكلامه هذا وإن لم يصرح فيه بأهل البيت (عليهم السلام)، إلا أنه كالصريح في مذهب الإمامية في أن الأرض لا تخلو من حجة، وأن الإمام يورث علمه لمن بعده، وحيث لا قائل بذلك إلا في أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) تعيّن انطباق كلامه (صلوات الله عليه) عليهم... إلى غير ذلك مما ورد عنه وعرف منه ومن أهل بيته ومن شيعتهم.
هذا ما وسعنا من الاستدلال على إمامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في الدين. ولا يسعنا استيفاء الكلام فيه، بل يوكل للمطولات وفيما ذكرناه كفاية.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تذكرة الحفاظ 1: 11 في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، واللفظ له / حلية الأولياء 1: 80 في ترجمة علي بن أبي طالب / تهذيب الكمال 24: 221 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك / نهج البلاغة 4: 37ـ38 / كنز العمال 10: 263ـ 264 حديث: 29390 / المناقب للخوارزمي: 366 / ينابيع المودة 1: 89، 3: 454 / تاريخ دمشق 14: 18 في ترجمة الحسين بن أحمد بن سلمة، 50: 254 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك / وأخرج بعضه في صفوة الصفوة 1: 331 في ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ذكر جمل من مناقبه (رضي الله عنه).
-[ 274 ]-
|
|
|
|
|