[بنت الهدى2]

لقد وصلنا الى

لقد نظّم خالق الوجود الحياة البشرية، وجعل اللّيل للنّوم والراحة... وثبّت هذا المبدأ بقوله:

﴿وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتًا* وَجَعَلْنا اللَّيْلَ لِباسًا* وَجَعَلْنا النَّهارَ مَعاشًا﴾ (النّبأ/ 9-11).

وجُعِلت الصلاة عند طلوع الفجر، ليبدأ الانسان يومه بالعبادة وذكر الله والتفكّر في عظيم آياته، فيستجلي وجه الصباح.. ويستقبل يومه منذ بدايته بالجدِّ والعمل... ينهض مع نهوض الحياة.. ويستفيق مع خيوط النور الأولى.

ويحثّ الحديث الشريف على النهوض المبكِّر واستقبال اليوم بالعمل وطلب الرِّزق والكسب الحلال، فقد ورد عن رسول الله : «بُورِكَ لاُمّتي في بكورها».. وورد في حديث آخر: «إنّ اللهَ عزّ وجلّ يبغضُ العبدَ النوّام الفارغ».. و«كثرة النّوم مذهَبة للدِّين والدّنيا».

وخطب رسول الله أصحابه مرة فقال: «أيّها النّاس إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكُم، وإنّ المؤمن بين مخافتين، بين أجل قد مضى، لا يدري ما الله صانع به، وأجل قد بقيَ لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دُنياه لآخرته، في الشبيبة قبلَ الكبر، وفي الحياة قبلَ الممات، فوَالّذي نفسُ مُحمّدٍ بيَدِهِ ما بعدَ الموتِ مِن مُسْتعتَب، وما بعدَ الدُّنيا مِن دارٍ إلّا الجنّة أو النّار».

وورد عن الامام أبي الحسن عليّ بن موسى الرِّضا ، عن أبيه موسى بن جعفر الكاظم ، قال: «قال أبي لبعض وُلده: إيّاك والكسَل والضّجر، فإنّهما يمنعانكَ مِن حظِّكَ في الدُّنيا والآخرة».

ولإمام المتّقين وقدوة الصّالحين الامام عليّ بن أبي طالب قولٌ هاد في التكملة ان شاء الله تعالى