منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مالك بن نويرة
الموضوع: مالك بن نويرة
عرض مشاركة واحدة

خادم ابو الفضل
الصورة الرمزية خادم ابو الفضل
عضو مميز
رقم العضوية : 14302
الإنتساب : Apr 2013
الدولة : جنوب العراق
المشاركات : 325
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 160
المستوى : خادم ابو الفضل is on a distinguished road

خادم ابو الفضل غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم ابو الفضل



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم ابو الفضل المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-May-2013 الساعة : 07:35 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مالك بن النويره

وقال لخالد: هذه التي قتلتني، فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الاسلام، فقال له مالك: اني على الاسلام،] وقد صلّيت الساعة [فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه( [1]) وقبض خالد على زوجته فبنى بها تلك الليلة، وفي ذلك يقول زهير السعدي:
ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك*** تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضى خالد بغياً عليه لعرسه*** وكان له فيها هوىً قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف*** عنان الهوى عنها ولا متمالك
وأصبح ذا أهل وأصبح مالك*** على غير شيء هالكاً في الهوالك
فمن لليتامى والارامل بعده؟ *** ومن للرجال المعدمين الصعالك؟
أصيبت تميم غثّها وسمينها*** بفارسها المرجو سحب الحوالك
وكان خالد قد أمر بحبس تلك السراة الاسرى من قوم مالك، فحبسوا والبرد شديد، فنادى مناديتهم في ليلة مظلمة ان ادفئوا أسراكم، وهي في لغة كنانة، كناية عن القتل فقتلوهم بأجمعهم، وهذه اشارة متفق عليها بين خالد وجلاديه ان يقتلوهم عند سماعهم هذا النداء. ولكنها لم تخف على أبي قتادة وأمثاله، فثار على خالد ورجع الى المدينة، يخبر أبا بكر وعمر باقتراف خالد تلك الجريمة البشعة.
قال هيكل في كتابه «الصديق أبو بكر»( [2]): ان أبا قتادة الانصاري غضب لفعلة خالد إذ قتل مالكاً وتزوّج امرأته، فترك منصرفاً الى المدينة، مقسماً أن لا يكون أبداً في جيش ولواء عليه خالد، وان متمم بن نويرة أخا مالك ذهب معه، فلما بلغا المدينة ذهب أبو قتادة ولا يزال الغضب آخذاً منه مأخذه، فلقى أبا بكر فقصَّ عليه أمر خالد: قال: لكن أبا بكر كان معجباً بخالد وانتصاراته، ولم يعجبه كلام أبي قتادة وغضبه، بل أنكر منه ذلك.
فقد كانت ثورة أبي قتادة على خالد عنيفة كل العنف لذلك ذهب إلى عمر بن الخطّاب فقصّ عليه القصّة، وصوّر له خالد في صورة الرجل الذي يغلب هواه على واجبه، ويستهين بأمر الله ارضاءً لنفسه. قال أبو قتادة: وأقرّه عمر على رأيه وشاركه في الطعن على خالد والنيل منه، وذهب عمر إلى أبي بكر وقد أثارته فعلة خالد أيما ثورة، وطلب إليه أن يعزله، وقال ان سيف خالد رهقاً( [3]) وحق عليه أن يقيّده، ولم يكن أبو بكر يقيّد من عماله( [4]) لذلك حين ألحَّ عمر عليه غير مرّة ; قال أبو بكر: هبه يا عمر، تأوّل فأخطأ فارفع لسانك عن خالد - لا يزال الكلام لهيكل - ولم يكتف عمر بهذا الجواب، ولم يكفّ عمر عن المطالبة بتنفيذ رأيه، فلما ضاق أبو بكر ذرعاً بالحاح عمر قال: لا يا عمر ما كنت لاشيم سيفاً سلّه الله على الكافرين. قال هيكل: لكن كان يرى صنيع خالد نكراً فلم تطب نفسه ولم يسترح ضميره، «كيف إذن يسكت وكيف يذر خالداً في طمأنينته يشعر كأنّه لم يأثم ولم يجنِ ذنباً» قال أبو قتادة: لا بد أن يعيد القول على أبي بكر، وان يذكر له صراحة ان عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ونزا على امرأته فليس من الانصاف في شيء أن لا يؤاخذ بصنيعه، قال: ولم يسع أبا بكر ازاء ثورة عمر إلاّ يستقدم خالداً ليسأله ما صنع، قال: وأقبل خالد من الميدان الى المدينة، ودخل المسجد في عدّة الحرب مرتدياً قباءً له، صدأ الحديد، وقد غرز في عمامته أسهماً، وقام إليه عمر إذ رآه يخطو في المسجد، فنزع الاسهم من رأسه وحطّمها وهو يقول: قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على إمرأته، والله لارجمنّك بالاحجار، قال: وأمسك خالد فلم يعتذر، ودخل على أبي بكر فقصّ عليه قصّة مالك وتردّد، وجعل يلتمس المعاذير، فعذره أبو بكر وتجاوز عمّا كان منه في الحرب، لكنه عنّفه على الزواج من امرأة لم يجف دم زوجها، وكانت العرب تكره النساء في الحرب وترى الاتصال بهنّ عاراً وأي عار في الجاهلية( [5]).
قال هيكل: على ان عمر لم يتزحزح عن رأيه فيما صنع خالد من مقتل مالك ابن نويرة، وزواجه إمرأته وان هذا الرأي له أثره فلما توفي أبو بكر وبويع عمر خليفة له، كان أوّل ما صنع ان أرسل الى الشام ينعي أبا بكر، وبعث مع البريد الذي حمل النعي رسالة يعزل بها خالداً عن امارة الجيش، «انتهى كلام هيكل».
وان من أعجب الاُمور وأغربها، ان تذهب في عهد أبي بكر، تلك الدماء، وهتك الاعراض، والاموال هدراً، وان تستباح تلك الحرمات، وتعطّل حدودها الشرعية، حتى لم يعزل خالد عن تلك الامارة، ولم ينقص شيء من صلاحياتها الواسعة، واستمر ماضياً فيها غلوائها حتى توفى الخليفة فعزله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بمجرّد تبوئه الخلافة.
وان رأى أبو بكر في الجناة يوم البطاح، لمن أوائل الاراء المخالفة لنصوص الكتاب والسنة، وقدّم رأيه في المصلحة على التعبّد بها.



( [1]) وجعل رأسه أثفية لقدر ، كما في ترجمة وثيمة بن الفرات من وفيّات الاعيان .
( [2]) ص 147 وما بعدها .
( [3]) الرهق : السفه ، والخفة ، وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم .
( [4]) وهذا من اجتهاده مقابل النص ، فان الله تعالى يقول : ( وكتبنا عليهم ان النفس بالنفس )الاية .
( [5]) هذا ما ذكره هيكل في كتابه « الصديق أبو بكر » .
.


توقيع خادم ابو الفضل




رد مع اقتباس