منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الانفتاح والتعايش العائلي
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي الانفتاح والتعايش العائلي
قديم بتاريخ : 09-May-2013 الساعة : 09:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الانفتاح والتعايش العائلي
مقالنا هذا يدور حول العلاقة والانفتاح على الآخر، ولكن ليس الآخر الخارج عن نطاق المجتمع، أو البعيد عن الوسط العائلي الضيق. بل الآخر القريب جدا، والداخل في النواة الاجتماعية الأولى، العائلة. ونعني بذلك العلاقة بين كل بين الزوج والزوجة، والوالدان وأولادهما، والأخوان والأخوات. بعد أن غدت العلاقات الأسرية في وضع حرج جدا، وأصبحنا على المحك في إيجاد حلول قبل تفاقم المشكلة.

هناك عدة عوامل تشترك في تكريس هذه الحالة المرضية - العزوف عن الانفتاح على الآخر - منها أن بعض العائلات تمارس مع أبنائها أسلوب الأمر والزجر، دون إعطائهم فرصة للتفكير والنقاش. وهذا ليس بجديد علينا، فلقد مورس على البعض منا، نحن الذين أصبحنا آباء في الوقت الحاضر، من قبل آبائنا في السابق، كما مارسه الأجداد عليهم من قبل. حتى أصبح من الصعب على البعض، تقبل التغيير والتجديد، وأصبح ما يقوم به الآباء والأجداد دينا يدان به، ولسان حالهم يقول: (بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مهتدون).

قد يكون هذا الخلق طبيعيا ومألوفا في الماضي، لصغر المجتمع، وفقدان الوعي الثقافي. أما الآن ومع اختلاف الزمان، وتغير طباع الناس، وتطلعهم إلى معرفة حقوقهم وواجباتهم، لم يعد بمقدور أحد ممارسة الحجر والتضييق عليهم. لذا نحن في مأزق حرج لعدم معرفتنا الطريق الاصوب في التعامل مع الآخر، ولأننا لا نعرف الطريق الأفضل للوصول إلى قلوب الآخرين واستمالتهم.

كما آن التربية الاجتماعية تربي الفرد على أساس أن إبداء الرأي المخالف للأب أو شيخ القبيلة أو للرئيس في الإدارة أو لعالم الدين، هو إساءة أدب وعدم احترام وتقدير، وقد يترتب عليه ردود فعل غاضبة وإجراءات عقاب". وهذا ما اعتدناه في بيوتنا منذ الصغر، وأجبرنا عليه، حتى صرنا نختبئ في جحورنا، إذا ما رأينا أب أو أخا كبيرا أو حتى أستاذ مدرسة مارا بنا.

وفي ما يخص خارطة المواجهة، واستجماعا للخطوط العريضة التي يجب العمل على تفعيلها، لصد الظاهرة التعصبية في عمق واقعنا الاجتماعي، علينا القيام بالخطوات التالية: - تحرير مناهج التربية العائلية من تنمية الاتجاه الواحدي، وتشجيع أفراد الأسرة على إبداء أرائهم، واتخاذ القرار الصائب الذي يرونه، ومن ثم تحمل المسؤولية تجاهه.

- إعادة أحياء تراثنا الإسلامي، حول أصول التعامل الإنساني، وضوابط العلاقات الاجتماعية. فبوجود هذا التراث لا نحتاج إلى استيراد المفاهيم والأفكار من خارج الدائرة الإسلامية، للخوف أن تكون هذه الآراء والأفكار لا تنسجم مع واقعنا، أو لا تلبي حاجاتنا، أو تتعارض مع أصول تعاليم ديننا الحنيف.

- وبما أن القيادات الدينية ورجال الدين لا يزال لهم الكلمة المسموعة في المجتمع، فعليهم يقع عبأ تنمية النقد البناء بين مكونات المجتمع، ودفعهم لإيصال نقدهم وملاحظاتهم.

- وبما أن الاعتذار له واقعه الطيب على النفوس، وتعزيز واقع العلاقات الاجتماعية، لذا يجب تنمية ثقافة الاعتذار من الأخطاء وقبوله لميلاد جو عائلي راشد.
راجع كتاب (الانفتاح نهج المعرفة والتعايش - مراد غريبي مراد)
بقلم: حسين نوح مشامع

رد مع اقتباس