[سيد جلال الحسيني]

الملحق 3

كان من صفاته - رحمه الله - مراعات شعور الاخرين واحترام مشاعر الناس وبمعنى آخر كان في مداراته للناس في ىرجة عالية من المزاج والصبر ولذلك كان محبوبا لا للرجال فقط بل احبه كثير ممن عرفن صفاته من المومنات لذلك ورد عن المداراة الكثر من الروايات :
الكافي ج : 2 ص : 117
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ خُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ
**عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَراً يَقُولُ جَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله فَقَالَ‏يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ دَارِ خَلْقِي
**عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ
على سبيل المثال كان هناك رجل اعمى البصر له بصيرة منوّرة ياتي للاعتكاف الى مسجد الكوفة في ايام رجب المعظم لطلب حوائجه حيث ان فيها اعمال ام داود المفصلة ؛ وفي كل سنة يحصل على حاجته ؛ ففي سنة من السنين حصل على مخبز وصار صاحب مخبز ووسع عليه والحمد لله وفي سنة اخرى وفق للزواج وهكذا ؛ فقال البعض من اصدقاء الوالد رحمه الله سيد جمال هذا الرجل يدخل في الغرفة ويغلق الباب في مسجد الكوفة وهو لا يبصر فكيف يقرء اعمال ام داود المفصلة ؛ واللطيف انه يحصل على حاجته .
فسالوا الرجل بحضور الوالد رحمه الله يا حاج ماذا تقرء في الاعتكاف بحيث ترزق حوائجك ؟
قال اليس يجب ان ادخل للغرفة واغلق الباب واسكت الى الغروب .
اراد بعض الحضور ان يعترض متعجبا منه فاشار الوالد رحمه الله اتركوه على نيته ؛ وهل تعلم بتكليفك في تفهيمه ؛والله الرؤوف الرحيم كل سنة يعطيه حوائجه .
فقال لا تكسروا قلبه قبل ان تعرفوا ما هو تكليفكم .
وبهذه الاخلاق كان يعاملنا في البيت بحيث ما شعرنا في يوم من الايام انه اب بل كان كأنه صديقا لنا ؛ فقط كان يزيد علينا هيبة ووقار يلزمنا منه احترامه كأب مثالي رحمة الله عليه .