منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - لماذا سُمي الإمام الجواد [ جواداً ] ؟!
عرض مشاركة واحدة

بنت الهدى2
الصورة الرمزية بنت الهدى2
مشرفة
رقم العضوية : 13529
الإنتساب : Jun 2012
الدولة : العراق
المشاركات : 2,367
بمعدل : 0.50 يوميا
النقاط : 251
المستوى : بنت الهدى2 is on a distinguished road

بنت الهدى2 غير متواجد حالياً عرض البوم صور بنت الهدى2



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : بنت الهدى2 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-May-2013 الساعة : 02:34 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[ الحلقة الثالثة] .

------------------------------------ ●


--------------------------------------------------------------------------
المسألة الثالثة : على مَن جاد الامام الجواد () ؟
---------------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------
والمسألة الرابعة : بماذا جاد () ؟
--------------------------------------------------------

الجود له أقسام كثيرة ، أجلاها وأوضحها أربعة أقسام : أن تجود بمالك ، أن تجود بنفْسك ، أن تجود بحق من حقوقك - سواء كان الحق عُرفيّاً أو قانونيّاً أو شرعيّاً - ، والأمر الرابع أن تجود بعِلمِك . وهذه الأربعة كلها موجودة في كل اهل البيت ( ، وموجودة أيضاً في بعض أصحابهم مع اختلاف المراتب لها ، فأسماها وأعلاها وأكملها مرتبة ما كان عند محمد وآل محمد () . هذا الجود بهذه الأقسام الأربعة موجود عند كل أهل البيت ، نحن نحتاج جوداً اختص به إمامنا الجواد () .

كيف إذا اجتمعت هذه الأقسام الأربعة في واحد فيصبح الجود أعظم وأسمى ، كيف إذا جاء الجواد بجودٍ لم يسبقه إليه أحد ؟ ليس بحق ولا مال ولا نفس ولا عِلم ، جاد بما هو أسمى من هذه الأمور - أسمى بلحاظ المتعلِّق - وإلا فليس هناك شرف بعد شرف العِلم ، هذا الجود .

والمَجودُ عليه تارة يكون شخصاً فقيراً ، ومرة يكون أشخاصاً ، ومرة يكون مجتمعاً ، ومرة يكون أُمَّة ، ومرة يكون إلى آخر الدنيا . الله سبحانه وتعالى جاد على الأُمة بالقرآن الكريم فهو جودٌ وكرمٌ من الله تعالى يعُم كل الخلق إلى يوم القيامة ، فهذا جود عام كيفاً وكمّاً


• بماذا جاد الامام الجواد ؟ وهنا بيت القصيد .

الله عنده مشروع ، مشروعه بدا بآدم () وينتهي بمن يُشرِّف آدم نسباً له وهو صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن () وعندما نقول " يُشرِّف " ليس الأمر خطابياً ! فآدم (على نبينا وآله و) يتشرف بأن يكون المهدي من ولده (صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف) . إذن هذا المشروع الإلهي الله خلق كل شيء وأعد كل شيء لأجل هذا المشروع . وعليه .. فكل حلقةٍ مِن حلقات هذا المشروع لها أهمية وقدسية عند الله وعند أهل المعرفة .

هذه الأمور اسمعوها واحفظوها لأنها أمور هامة سأذكرها بشكل سريع بدون تفصيل . إمامنا الرضا () بلغ الأربعين من عمره ولم يُرزَق بولد ، فصار عند الناس نوعٌ من الشك والريب ، كيف يكون هو إماماً وليس عنده ولد ولابد أن يخلف الإمامُ إماماً لأن العدد لم يكتمل بعد . صار هنالك نوع من الشك والارتياب ، عندما رزقه االله تعالى الإمام الجواد وكان عمره تقريباً سنتان وشهر وغاب الامام الرضا () - أُقصي من مدينة جده إلى خراسان بأمر من الطاغية في عصره : المأمون العباسي - إمامنا الجواد ابن سنتين وشهر يعني خمس وعشرون شهراً بتعبير الرواية . جاء بعض الناس ونشروا إشاعات .

لا تتصوروا النواصب والخوارج والمشككين وأمثالهم وُلِدوا في هذه الأزمنة ! لا ، من زمن النبي () وإلى يومنا ، وإلّا أما استوقفك قوله تعالى : { واللهُ يعصِمُكَ مِنَ النَّاس } - وهو يُخاطب رسول الله - ؟! يعصمك من أي ناس ؟! من صحابتك الذين هم حولك ؟! كيف يعصمك منهم ؟! وماذا يفعلون يا رسول الله لكي يستدعي الأمر بياناً إلهياً أن يعصمك ؟! يقول - والرواية موجودة في الصِّحاح وفي كتبنا - : لأنَّ في الصحابة أناس منافقون يحيكون المؤامرات على رسول الله . فالأمر موجود منذ ذلك الزمن . في زمن الامام الجواد () نشروا الاشاعات وليس لديهم فضائيات كزمننا لكن لديهم أناس هم أبواق يُشيعون
الاشاعات بأنَّ الامام الجواد - وبتعبيرهم - : هذا الولد ليس للرضا وليس من أولاد الرضا ! طعناً في إمامته ، ليس همّهم أن يطعنوا بأنه ليس من أولاد الرضا بل يريدون أن ينفوا بنوّته للإمام الرضا لكي تنتفي الإمامة ! ماذا فعلوا ؟ الرواية في كتاب دلائل الإمامة للطبري وفي كتاب نوادر المعجزات للطبري أيضاً وفي كتاب مناقب ابن شهرآشوب ونقلها عنهم صاحب البحار وغيرها من الكتب ، رواية مهمة تُقرأ كلها .

عن إمامنا أبي محمد الحسن العسكري (علي السلام) يقول - ما مضمونه - : جاء المشككون والمرتابون في أمر الجواد () ونفوا أن يكون من أولاد الرضا ، فذهبوا به إلى القافة . - القافة : القيافة يسمونه علماً وهو ليس بعلم لأن أغلبه ظن ، أنهم إذا نظروا إلى شخص يستطيعون أن يقولون : هذا من العائلة الفلانية وهذا يرجع إلى القبيلة الفلانية وهذا يرجع إلى فلان الفلاني ، لكنه ليس بعلم ذي حجة شرعية -


تقول الرواية : فحملوه إلى القافة وهو طفل بمكة في مجمع الناس بالمسجد الحرام - تصوروا المشهد : الناس في المسجد الحرام وجيء بالجواد وعمره خمسة وعشرون شهراً - جاؤوا به وعرضوه على القافة فخروا لله سجداً ، قالوا : هذا ولد من ذرية آل محمد () فانقلبوا خاسئين ولكن الامر لم يتوقف هنا !

يقول إمامنا العسكري () : " فنطق الامام الجواد () بلسان أرهف من السيف وأفصح من الفصاحة يقول : الحمد لله الذي خلقنا من نوره بيده ، واصطفانا من بريّته ، وجعلنا أمناءه على خلقه ووحيه . معاشر الناس : أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنُ فاطمة الزهراء وابنُ محمد المصطفى () ففي مثلي يُشَك ؟! وعلى أبويَّ يُفترى ؟! وأُعرَضُ على القافة ؟! واللهِ إنني لأعلمُ بأنسابهم مِن آبائهم ، إني والله لأعلمُ بواطنهم وظواهرهم وإني لأعلم بهم أجمعين وما هم إليه صائرون . أقولهُ حقّا وأُظهِرُه صِدقا ، عِلماً ورَّثَناهُ الله قبل الخَلق أجمعين وقبل بناء السماوات والأرضين ، وأيم الله لولا تظاهر الباطل علينا وغلَبَة دولة الكُفر وتوثُّب أهل الشكوك والشِّرك والشقاق علينا لقُلتُ قولاً يتعجَّبُ منه الأولون والآخرون . ثم وضع يده على فيه ثم قال : يا محمد اصمُت كما صمَتَ آباؤك فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ، كأنهم يومَ يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار بلاغ ، فهل يُهلَكُ إلا القوم الفاسقون ." [1]

هذا خطاب إمامنا الجواد وهو ابن سنتين وشهر واحد . لا تقل نحن الشيعة نعتقد بهذا الامر وكفى ! هذه الامور لها عظمتها ، تصوّر أنك في هذه البقعة مع أولئك الناس وإمامك وابن إمامك ابن سنتين وشهر ينطق بمثل هذا الخطاب وبمثل هذه الكلمات التي يعجز عنها بلغاء العرب . إمامنا الرضا في تلك المرحلة عندما رزقه الله بالإمام الجواد وغاب عنه قهراً إلى خراسان ، عمر الامام الجواد كان سنتين وشهر . الله سبحانه وتعالى استرجع وديعته من الامام الرضا () وعمر الامام الجواد سبع سنوات وقيل ست سنوات . هنا ستتبدا معالم الجود الذي أنعم الله على العباد بالجواد به . لأول مرة في عالَم الإسلام يُمتَحَنون بمثل امتحان الجواد () ، لم يُسبَق هذا الامتحان بامتحان مثله ، لأول مرة يُفرَض على المسلمين كل المسلمين أن يُبايِعُوا ويدينوا بالطاعة لمن عمره سبع سنوات . أمر أوجب الارتياب والشك حتى في نفوس بعض الشيعة ، لم يتحمّلوا : شخص عمره سبع سنوات يصير إمامنا ! لم يتحمّلوا أن تكون صفات الإمام التي ذكرناها موجودة في الجواد () . عاش الإمام بينهم إلى سن الخمسة والعشرين ، فإذن استطاع الامام الجواد بعد سنوات أن يُبيّن للناس مقام إمامته ، وأن يفرض هيبته وإمامته على كل الناس حتى على المخالفين فضلاً عن المؤالفين . وكم من مجلس عُقِد لكي يأخذوا من الامام ولو خطأً واحداً وما كان من الامام () إلّا أن يردّهم على أدبارهم خاسئين داحرين . دائماً وأبداً والإمام أصغرهم سنّاً ، ليس أمراً سهلاً . فإذن الامام () ابن سبع سنوات امتحن الله الأُمة الإسلامية به ، وكان إماماً ولأول مرة في تاريخ الإسلام .

ثم عاش الامام فأثبت إمامته خلال ثمانية عشر سنة يعني إلى سنه الشريف عندما استشهد وكتن عمره خمسة وعشرين سنة . أين الجود في هذه المسألة ؟
الجود يتنبين عندما تعلم بأن إمامة صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي متوقفة على أن يستلم الإمامة وهو ابن خمس سنوات . إلّا أنّ الظروف المحيطة بالامام المهدي غير الظروف المحيطة بالجواد . فلولا أن امتحن الله تعالى العباد ، ولولا أنْ منَّ عليهم بالامام الجواد في هذا العمر إماماً لهم ، لتُرِك الدين عند إمامة الامام المهدي . الامام المهدي ابن خمس سنوات استلم الإمامة . قبل خمس سنوات لا يراه الناس ولم ينص عليه علناً الإمام العسكري . بعد الخمس سنوات غاب الإمام غيبته الصغرى ثم بعدها غاب غيبته المبرى . من سيبقى من المسلمين معتقداً بإمامته ؟! لولا أنَّ الله تعلى جاد عليهم ومَنَّ عليهم بوجود الإمام الجواد فجود الإمام الجواد واختصاصه بهذا اللقلب من بقية الأئمة () لأنه كان بوجوده جوداً على البرية . وجوده الشريف كإمام معصوم في سن السبع سنوات كان جوداً وتفضّلاً على البرية . منحهم أن يكونوا من أهل ملة الإسلام - ونحن منهم - ، نحن ببركة إمامة إمامنا الجواد () وهو ابن سبع سنوات ، الآن نعتقد بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) من أوّلهم إلى آخرهم .

------------------------------------

[1]

يوجد في بعض الديانات الصينية والتقاليد ، ترون على التلفزيون طفل صغير عمره خمس سنوات ، الكل يحترمه ويبجّله لأنه المتبقي من السلالة الفلانية التي تُشرف على المعبد كمعبد شارلن أو غيره في الصين أو في التبت . يحترمونه ويقدّسونه وهو طفل صغير . أنت إذا ذهبت الى هناك وأنت لا تعرف عنهم شيئاً ستقول : علام يُقدَّس هذا الطفل ؟! أليس فيكم إنسان عاقل واعي ؟! سيقولون : أنت لا تعرف ولا تعرف تقاليدنا ولا تعرف قيمة هذا الانسان !

نحن في ديننا إذا جاء شخص وقال : لماذا تُقدسون رسول الله وتعظّمونه هذه العظمة ؟! وتقولون أنه لا يصدر عنه إلا الوحي وتقولون أنه منزه عن كل عيب وتقولون وتقولون ؟! على أي أساس ؟! حاله حال بقية الناس ! ماذا سنجيبه : أنت جاهل برسول الله () ولستَ معتاداً على وجود شخص كرسول الله في أسيادك . نفس الكلام في أهل البيت () من يعيب علينا عقيدتنا في أهل الييت () مشكلته التي يعاني منها وتحتاج إلى معالجة وأن يعرض نفسه لطبيب إلهي يداويه منها هي : أنه ليس في أسياده كمحمد وآل محمد () .

نسألكم الدعاء


توقيع بنت الهدى2

مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ

فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه




رد مع اقتباس