[جارية العترة]

موازين عسكرية جديدة ينتظر المتابعون أن تبدأ بالظهور بعد معركة مدينة القصير، فإذا حقق الجيش السوري سيطرته بشكل كامل على المدينة فإن ذلك سيكون إيذاناً بسقوط ما تبقى للمعارضة المسلحة من مواقع في محافظة حمص.

تقرير للزميل محمد محسن يلقي الضوء
في ساعات قليلة تقدم الجيش السوري باتجاه عمق القصير، مواجهات أفضت إلى السيطرة على أحيائها الشرقية والجنوبية، و مازالت الاشتباكات محتدمة في أحياء منها تزامناً مع معارك عنيفة في قريتي البويضة الشرقية والضبعة.

معلومات خاصة لـ "الميادين" تفيد بأن عملية أمنية عسكرية سبقت الهجوم العسكري نجحت في شل نسق متقدم لمقاتلي المعارضة في القصير، ما أدى إلى استسلام عدد منهم، ويبدو أن هذه العملية الأمنية مكنت الجيش السوري من معلومات مهمة عن انتشار مسلحي المعارضة واتصالاتهم وتوزيع أسلحتهم في المدينة، وهذا بحسب المصادر ما يفسر التراجع السريع لمقاتلي المعارضة وكشف منظومة اتصالات مرمزّة بعد بدء الجيش هجومه.

تكتيكياً، يقول متابعون لسير العمليات إن الجيش قطع أوصال المدينة أما إستراتيجياً يعتبر نجاح عملية مدينة القصير منطلقاً لعمليات نوعية أخرى تستهدف وجود المسلحين في الشمال السوري في حلب وريف إدلب، ويأتي ذلك ضمن تكتيك جديد يستخدمه الجيش السوري أتاح له سهولة الحركة والمناورة ونقل القوات عبر تجزئة مناطق القتال، إذ تم فصل ريف دمشق عن ريفي حمص ودرعا كما جرى فصل ريف حمص عن ريف حماه وريف حلب عن ريف إدلب.

في القصير، إجماع على أنها المعركة الأشرس في المدينة منذ بدء الأزمة مواقع المعارضة على صفحات التواصل الاجتماعي عرضت صوراً لمن قالت إنهم قتلوا في القصف والمعارك الجارية، فيما رصد عدد من نداءات الاستغاثة تدعو لإشغال الجيش السوري على جبهات أخرى.

معركة القصير مستمرة.. المدينة مهمة للطرفين لما لها من أهمية جغرافية تنعكس عسكرياً في سير المعارك.. الجيش السوري حشد قواته والمعارضة سحبت جزءاً من ذخيرتها من مناطق عدة إلى القصير، وبإجماع أطراف القتال ما بعد معركة القصير لن يكون كما قبلها.

المصدر المبادين