منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في مقدمات الصلاة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Jul-2013 الساعة : 12:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين



في مقدمات الصلاة
في التطهيرات والوضوء وآدابهما
في الآداب القلبية للسالك حينما يتوجه إلى الماء للطهارة
ونذكر في المقام الحديث الشريف لمصباح الشريعة كي يحصل للقلوب الصافية لاهل الايمان منه نورانية.
ففي مصباح الشريعة قال الامام الصادق : " اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم إلى الماء تقدمك إلى رحمة الله فإن الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ودليلاً على بساط خدمته، وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير"، قال الله تعالى: " وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته وأنزلنا من السماء مـاء طهورا "(الفرقان 48). وقال الله تعالى: " وجعلنا من الماء كل شيء حيّ أفلا يؤمنون "(الأنبياء 30). فكما يحيي به كل شيء من نعيم الدنيا كذلك برحمته وفضله جعل حياة القلوب الطاعات. وتفكر في صفاء الماء ورقّته وطهارته وبركته ولطيف امتزاجه بكل شيء واستعمله في تطهير الاعضاء التي أمرك الله بتطهيرها، وات بآدابها في فرائضه وسننه فإن تحت كل واحدة منها فوائد كثيرة، فاذا استعملها بالحرمة انفجرت لك عيون فوائده عن قريب ثم عاشر خلق الله كامتزاج الماء بالاشياء يؤدي كل شيء حقّه ولا يتغير معناه معتبرا لقول رسول الله مثل المؤمن المخلص الخالص كمثل الماء، ولتكن صفوتك مع الله تعالى في جميع طاعتك كصفوة الماء حين أنزله من السماء وسمّاه طهورا وطهّر قلبك بالتقوى واليقين عند طهارة جوارحك بالماء ".
وفي هذا الحديث لطائف ودقائق وإشارات وحقائق تحيي قلوب أهل المعرفة وتعطي الارواح الصافية لاصحاب القلوب حياة جديدة. ففي هذا الحديث شبه الماء بل أوله إلى رحمة الحق فمن نكات هذا التشبيه أو التأويل أن الماء أحد المظاهر العظيمة لرحمة الحق التي أنزلها في عالم الطبيعة وجعلها سببا لحياة الموجودات بل أهل المعرفة يعبّرون بالماء عن الرحمة الواسعة الالهية التي نزلت من السماء رفيعة الدرجات لحضرة الاسماء والصفات فأحيا بها أراضي التعيّنات للاعيان. وحيث أن تجلّي الرحمة الواسعة الاهية في الماء الملكي الظاهري أكثر من سائر الموجودات الدنيوية جعله الله تعالى لتطهير القذارات الصورية بل ماء الرحمة للحق تعالى اذا نزل وظهر في كل نشأة من نشآت الوجود وفي كل مشهد من مشاهد الغيب والشهود يطهّر ذنوب عباد الله وفقا لتلك النشأة وبما يناسب ذلك العالم.
فماء الرحمة النازل من سماء الاحدية تطهر ذنوب غيبة تعينات الاعيان، وبماء الرحمة الواسعة النازلة من سماء الواحدية تطهر ذنوب عدمية الماهيات الخارجية في كل مرتبة من مراتب الوجود طبقا لتلك المرتبة، وفي مراتب نشآت الانسانية ايضا لماء الرحمة ظهورات مختلفة كما أنه بالماء النازل من حضرة الذات بالتعينات الجمعية البرزخية تطهر ذنوب سر الوجود " وجودك ذنب لا يقاس به ذنب " وبالماء النازل من حضرات الاسماء والصفات وحضرة التجلي الفعلي تطهر رؤية الصفة والفعل وبالماء النازل من سماء الحضرة الحكم العدل تطهر القذارات الخلقية الباطنية، وبالماء النازل من سماء الحضرة الحكم العدل تطهر القذارات الخلقية الباطنية، وبالماء النازل من سماء الغفارية تطهر ذنوب العباد، وبالماء النازل من سماء الملكوت تطهر القذارات الصورية، فعلم أن الحق تعالى جعل الماء مفتاح قربه ودليل بساط رحمته ثم يعين في الحديث الشريف وظيفة أخرى ويفتح طريقا آخر لاهل السلوك والمراقبة.
يقول :" تفكَّرْ في صفاء الماء ورقته وطهره وبركته ولطيف امتزاجه بكل شيء واستعمله في تطهير الاعظاء التي أمرك الله بتطهيرها وائت بآدابها في فرائضه وسننه فإن تحت كل واحدة منها فوائد كثيرة فاذا استعملتها بالحرمة انفجرت لـك عيون فوائـده عن قريب ".
اشار في هذا الحديث الشريف إلى مراتب الطهارة بالطريق الكلية وبيّن أربع مراتب كليّة احدها ما ذكر في الحديث الشريف إلى حد الذي ذكرناه وهو تطهير الاعضاء، وأشار إلى أنّ أهل المراقبة والسلوك إلى الله يلزم الاّ يتوقّفوا عند صور الاشياء وظواهرها بل لابدّ أن يجعلوا الظاهر مرآة للباطن ويستكشفوا من الصور الحقائق ولا يقنعوا بالتطهير الصوري فإن القناعة بالتطهير الصوري فخّ ابليس فينتقلوا من صفاء الماء إلى تصفية الاعضاء ويصفونها بأداء الفرائض والسنن الالهية ويرققون الاعضاء برقة الفرائض والسنن ويخرجونها من غلظة التعصي ويسرون الطهور والبركة في جميع الاعضاء ويدركون من لطف امتزاج الماء بالاشياء كيفية امتزاج القوى الملكوتية الالهية بعالم الطبيعة ولا يدعون القذارات الطبيعية تؤثّر فيها فاذا تلبست أعضاؤهم بالسنن والفرائض الالهية وآدابها تظهر فوائدها الباطنية بالتدريج وتنفجر عيون الاسرار الالهية وتنكشف لهم لمحة من أسرار العبادة والطهارة.
ولما فرغ من بيان المرتبة الاولى من الطهارة وكيفية تحصيلها شرع في بيان الوظيفة الثانية وقال: ثم عاشر خلق الله كامتزاج الماء بالاشياء يؤدي كل شيء حقه ولا يتغّير عن معناه معتبرا لقول رسول الله " مثل المؤمن المخلص (الخالص) كمثل الماء " فبيّن في الحكم الاول ما يربط بتعامل الانسان السالك مع قواه الداخلية وأعضائه، والحكم الثاني الذي هو في هذه الفقرة من الحديث الشريف يرتبط بتعامل الانسان مع خلق الله وهذا هو حكم جامع يبيّن كيفية معاشرة السالك للمخلوق ويستفاد منه ضمنا حقيقة الخلوة وهي أن السالك إلى الله في نفس الحال الذي يعاشر كل طائفة من الناس بالمعروف ويرد الحقوق الخلقية ويراود كل أحد ويعامله بطور يناسب حاله فهو في الوقت نفسه لا يتجاوز عن الحقوق الالهية ولا يترك المعنى من نفسه وهو العبادة والعبودية والتوجّه إلى الحق وفي نفس الحال التي يكون فيها في الكثرة يكون في الخلوة وقلبه الذي هو منزل المحبوب خاليا من الاغيار وفارغا من كل صورة ومثال. (أقول: وقد أشير إلى هذا المعنى في كثير من الاحاديث، ففي نهج البلاغة لعلي في خطبته المعروفة التي يصف فيها المتقين قال (ع): " ان كان من الغافلين كتب الذاكرين وان كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين " وفي الكافي الشريف روايات متقاربة المضمون: ان الله سبحانه أوحى لموسى بن عمران: " يابن عمران لاتدع ذكري على كل حال". وقال الصادق : قال الله تعالى " يابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ". إلى أن قال " اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملئك ". وقال " ما من عبد يذكر الله في ملأ من الناس الا ذكره الله في ملأ من الملائكة " وأيضا في الكافي الشريف عن الصادق قال:" الذاكر لله عز وجل في الغافلين كالمقاتل في المحاربين الغازين".)
ثم ذكر الحكم الثالث وهو كيفية تعامل السالك مع الحق تعالى، يقول:" ولتكن صفوتك مع الله في جميع طاعتك كصفوة الماء حين أنزله من السناء وسمّاه طهورا " يعني يلزم للسالك إلى الله أن يكون خالصا من تصرف الطبيعة ولا يكون لكدورتها وظلمتها طريق إلى قلبه، وتكون جميع عباداته خالية عن جميع الشرك الظاهري والباطني، وكما أن الماء في وقت نزوله من السماء طاهر وطهور وما امتدّت اليه يد تصرف القذارات كذلك قلب السالك الذي نزل من سماء عالم غيب الملكوت طاهراً ومنزّهاً لا يتركه يقع تحت تصرّف الشيطان والطبيعة ويتلوث بالقذارات.
وبعد هذا بين الحكم الاخير وهو وظيفة لأهل الرياضة والسلوك ويقول: " وطهّر قلبك بالتقوى واليقين عند تطهير جوارحك بالماء " وفي هذا إشارة إلى مقامين شامخين لأهل المعرفة. الأول: التقوى وكماله ترك غير الحق. والثاني: اليقين وكماله مشاهدة حضور المحبوب
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس