منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في مقدمات الصلاة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Jul-2013 الساعة : 12:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين



في مقدمات الصلاة
في التطهيرات والوضوء وآدابهما
في الطهور وهو اما الماء وهو الاصل في هذا الباب واما الارض
(قال العارف السعيد القاضي سعيد القمّي ((*- هو محمد بن مفيد القُمّي العالم الفاضل الحكيم المتشرع العارف الربّاني والمحقّق الصمداني من أعاظم علماء الحكمة والادب والحديث. انتهى اليه منصب القضاء في بلده قم.
كان من تلامذة المحقق الفيض الكاشاني والمولى عبد اللازّاق الاهيجي له مصنفات فائقة منها شرحه على كتاب توحيد الصدوق في مجلّدات والاربعينيّات وغير ذلك. وأشهر مصنفاته شرحه على التوحيد وهو مشتمل على الفوائد الكثيرة فلنذكر فائدة مختصرة منها:
روى الصدوق عن أبي عبدالله قال لمّا امر الله عز وجل ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ببنيان البيت وتمّ بناؤه أمره ان يصعد ركنا ينادي في الناس الا هلمّ الحجّ فلو نادى هلمّوا إلى الحج لم يحجّ إلا من كان يومئذ انسيّا مخلوقا ولكن نادى هلمّ الحجّ فلبّى الناس في أصلاب الرجال لبيك داعي الله لبيك داعي الله فمن لبىّ عشرا حجّ عشرا ومن لبّى خمسا حج خمسا ومن لبّى اكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدا حجّ واحدا ومن لم يلبّ لم يحج.
قال القاضي سعيد في معنى الخبر: عندي ان الوجه فيه ان استعمال هلم لمجرّد الامر وطلب الحضور مع تجريد من خصوصية المخاطب بالافراد والتذكير والتأنيث، والمعنى ليكن اتيان بالحجّ وليصدر قصد إلى البيت ممّن يأتي منه هذا القصد من أفراد البشر وهذا إنّما يصحّح في صيغة المفرد حيث لم يكن فيه علامة الزيادة لاجل التأنيث والتثنية والجمع بخلاف صيغة الجمع فان الزيادة فيه مانعة عن ذلك كما لا يخفى على المتدرّب في العلوم (انتهى).)) وهو (أي الطهور) امّا الماء الذي هو سرّ الحياة التي هي العلم ومشاهدة الحيّ القيّوم، قال الله تعالى: " وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به "(الفرقان 48 و 49). وقال جل وعلا: " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان " (الانفال 11) وأما التراب الذي هو أصل نشأة الانسان قال عزّ من قائل " منها خلقناكم "(طه 55). وقال جلّ جلاله: " فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيّبا "(النساء 43) وذلك لتتفكر في ذاتك لتعرف من أوجدك ومم أوجدك ولم أوجدك، فتخضع له وترفع التكبّر من رأسك لان التراب هو الاصيل في الذلّة والمسكنة.
ثم اعلم ان ماء الغيث لطيف في غاية الصفا وله مزاج واحدا ولا يمازجه شيء في الخارج فهو في الباطن العلم اللدني الذي له طعم واحد اذ الانبياء والاولياء كلهم على قول متحد وان اختلفت المشارب والمناهل فليكن معتمدك في طهورك الظاهري والباطني هذا الماء، وأما ماء العيون والآبار فهو مختلف الطعم بحسب تلك البقعة والأرض التي خرج منها وامتزج بتربتها فهو العلم المستفاد من الافكار الصحيحة التي لاتخلو من شائبة التغيّر بحسب مزاج المتفكر لانه ينظر في مواد محسوسة تقوم عليها البراهين، فاختر لنفسك أي الماءين يقرب من ذوقك ويناسب مشربك.. (انتهى).
وكأنّ الامام أطال الله بقاه ينظر إلى كلام هذا العارف في هذا المبحث ولكن شتّان ما بين الكلامين، فتأمّل تعرف.)
إعلم أن للانسان السالك في الوصول إلى المقصد الأعلى ومقام القرب الربوبي طريقين على نحو كلي أحدهما وله مقام الكلّية والأصالة وهو السير إلى الله بالتوجّه إلى مقام الرحمة المطلقة وخصوصا الرحمة الرحيمية وهي رحمة توصل كل موجود إلى كماله اللائق به، ومن شعب الرحمة الرحيمية ومظاهرها بعث الانبياء والرسل صلوات الله عليهم الذين هم هداة السبل والمساعدون للمتأخرين عن السير، بل ان دار التحقق في نظر أهل المعرفة وأصحاب القلوب هي صورة الرحمة الالهية، والخلائق دائما مستغرقون في بحار رحمة الحق تعالى ولكنهم لا يستفيدون منها.
فهذا الكتاب العظيم الإلهي الذي نزل من عالم الغيب الإلهي والقرب الربوبي، ولأجل استفادتنا نحن المهجورين وخلاصنا نحن المسجونين في سجن الطبيعة والمغلولين في سلاسل أهواء النفس والآمال وقد صار في صورة اللفظ والكلام هو أحد مظاهر العظيمة للرحمة المطلقة الإلهية، وما استفدنا نحن الصم العمي منه بشيء ولا نستفيد. وان الرسول الخاتم والوليّ المطلق الأكرم الذي شرّفنا وقد من محضر القدس ومحفل القرب والانس الإلهي إلى هذا المنزل منزل الغربة والوحشة وابتلي بمعاشرة أمثال أبي جهل وشرّ منه مراودته وان أنين ليغان على قلبي منه قد أحرق قلوب أهل المعرفة والولاية ويحرقها الان أيضا هو الرحمة الواسعة والكرامة المطلقة الالهية التي كان قدومها في هذه الدويرة للرحمة على الموجودات وعلى سكنة العالم الاسفل الادنى واخراجهم من هذه الدار دار الغربة والوحشة، فهو كالحمامة المطوقة التي تلقي نفسها إلى الفخ لتنجي رفقاءها منه.
فلابد للسالك إلى الله أن يرى التطهير بماء الرحمة صورة لاستفادته من الرحمة الالهية النازلة، وما دامت الاستفادة له ميسورة، لابد أن يقوم بأمرها واذا قصرت يده عنها بسبب القصور الذاتي أو تقصيره وبسبب فقد ماء الرحمة لم يكن له بدّ من التوجّه بذلّه ومسكنته وفقره وفاقته، فاذا جعل ذلّة عبوديته نصب عينيه وتوجّه باضطراره الذاتي وفقره الذاتي وإمكانه الذاتي وخرج من التعزز والغرور وحب النفس ينفتح له باب آخر من الرحمة وتبدل بأرض الطبيعة أرض الرحمة البيضاء ويصير التراب أحد الطهورين ويصير موردا لترحم الحق تعالى وتلطفه، وكلما قوي هذا النظر في الانسان أي النظر إلى ذلّة نفسه يكون موردا للرحمة أكثر. وأما اذا أراد الانسان أن يسلك هذا الطريق بقدم الاعتماد على النفس وعلى عمله فهو هالك لامحالة لانه من الممكن الا يؤخذ بيده فمثله كالطفل الذي يتجاسر على المشي ويغتر بقدمه، ويعتمد على قوته، فمثل هذا الطفل لا يكون موردا لعناية أبيه ويكله الاب إلى نفسه وأما إذا عرض اضطراره وعجزه على جناب الأب الشفيق وخرج عن الاعتماد على نفسه وعلى قوّته بالكلّية فيصير حينئذ موردا لعناية الاب ويأخذ الاب بيده بل يأخذه في حضنه ويمشي به بقدمه فالاحرى بالسالك إلى الله ان يكسر رجل سلوكه وان يستدعي البراءة من الاعتماد على نفسه وارتياضه وعمله بالكلّية وينفى عن نفسه وقدرته وقوّته، ويجعل فناءه واضطراره دائما نصب عينيه حتى يقع دائما موردا للعناية، فربما يسلك حينئذ طريقا يطول سيره مئة سنة في ليلة واحدة بالجذبة الربوبية , وحينما يفنى عن نفسه وقوته وقدرته ويقول في محضر القدس الربوبي بلسان باطنه وحاله بالعجز والافتقار: " أمّن يجيب المضّطر اذا دعـاه ويكشف السوء ". (النمل - 61)
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس