منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في مقدمات الصلاة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Jul-2013 الساعة : 12:48 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين




في مقدمات الصلاة
في التطهيرات والوضوء وآدابهما
في الغسل وآدابه القلبية
يقول أهل المعرفة ان الجنابة هي الخروج عن وطن العبودية والدخول في الغربة و اظهار الربوبية و دعوى المنيّة والدخول في حدود المولى و الاتصاف بوصف السيادة و الغسل للتطهير من هذه القذارات و الاعتراف بالتقصير. و قد ذكر بعض المشايخ في ضمن عشرة فصول، مئة و خمسين حالا لابد للعبد السالك التطهير منها في خلال الغسل يرجع أغلبها أو كلها إلى العزة و الجبروت و كبرياء النفس و حب النفس و رؤيتها.
يقول كاتب هذه الأوراق: الجنابة هي الفناء في الطبيعة و الغفلة عن الروحانية و الغاية القصوى لكمال السلطنة الحيوانية و البهيمية، و الدخول في أسفل السافلين و الغسل هو التطهير من هذه الخطيئة و الرجوع عن حكم النفس التي فنيت في الطبيعة و ابتليت بغرور الشيطان.
فالآداب القلبية للغسل هي ألاّ يتوقف السالك في حين غسله بتطهير الظاهر و غسل البدن الذي هو القشر الأدنى والحظ الدنيوي، و تكون جنابة باطن القلب و سرّ الروح موردا لعنايته، و يكون غسله اهم في نظره
فيتجنب عن غلبة النفس البهيمية و الشأن الحيواني على النفس الرحمانية و الشؤون الرحمانية و يتوب عن رجز الشيطان و غروره و يطهر باطن الروح الذي هو نفخة إلهية و قد نفخ فيه بالنفس الرحماني عن الحظوظ الشيطانية و هي التوجّه إلى الغير الذي هو أصل الشجرة المنهية حتى يليق بهذا التطهير للدخول على جنة أبيه آدم .
و ليعلم أن الأكل من هذه الشجرة شجرة الطبيعة و الاقبال على الدنيا و التوجه إلى الكثرة هو أصل أصول الجنابة، و ما دام لم يطهر من هذه الجنابة بانغماسه في ماء الرحمة للحق تعالى أو تطهيره التام بذاك الماء الذي يجري عن ساق العرش الرحماني و الخالص عن التصرف الشيطاني لا يليق للصلاة التي هي حقيقة معراج القرب فإنه لا صلاة إلا بطهور، و قد أشار إلى ما ذكر في الحديث الشريف في الوسائل عن الشيخ الصدوق رضوان الله عليه قال:
و بإسناده قال: " جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله أعلمهم عن مسائل، و كان فيما سأله أن قال: لأي شيء أمر الله تعالى بالاغتسال من الجنابة و لم يأمر بالغسل من الغائط و البول؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آلهظ: " أن آدم لما أكل من الشجرة دبّ ذلك في عروقه و شعره و بشره فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق و شعرة في جسده، فأوجب الله عز وجل على ذريّته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة ". الخبر.
و في رواية أخرى عن الرضا : " إنما أمروا بالغسل من الجنابة و لم يأمروا بالغسل من الخلاء و هو أنجس من الجنابة و أقذر من أجل أن الجنابة من نفس الإنسان و هو شيء يخرج من جميع جسده، و الخلاء ليس هو من نفس الإنسان و إنما هو غذاء يدخل من باب و يخرج من باب ".
وظاهر هذه الاحاديث وان كان عند أهل الظاهر هو أن النطفة لما كانت تخرج من جميع البدن فوجب غسل جميعه. وهذا مطابق لرأي جمع من الاطباء والحكماء الطبيعيين ولكن تعليله بأكل الشجرة كما في الحديث الأول ونسبة الجنابة إلى النفس كما في الحديث الثاني يفتح طريقا إلى المعارف لأهل المعرفة والإشارة لأن قضية الشجرة و أكل آدم منها من أسرار علوم القرآن وأهل بيت العصمة والطهارة ، و كثير من المعارف مرموز فيها، ولذا جعلوا في الاحاديث الشريفة قضية آدم، والاكل من الشجرة علّة لتشريع كثير من العبادات ومن جملتها باب الوضوء والصلاة والغسل وصوم شهر رمضان وكونه ثلاثين يوما وكثير من مناسك الحج، وفي نيّتي منذ سنين أن أفرد رسالة في هذا الباب ولكن الاشتغالات الاخر منعتني عن ذلك، وأسأل الله تعالى التوفيق والسعادة لذلك.
وبالجملة، فأنت يا ابن آدم وقد جعلت بذرا للّقاء وخلقت للمعرفة واصطفاك الله تعالى لنفسه وخمّرك بيدي جماله وجلاله وجعلك مسجودا للملائكة ومحسودا لابليس اذا أردت أن تخرج عن جنابة أبيك الذي هو أصلك وتليق للقاء حضرة المحبوب وتحصل استعدادا للوصول إلى مقام الانس وحضرة القدس فلا بد لك من أن تغسل باطن قلبك الذي هو محفل لجناب الجميل وجمال الجليل عن حب الدنيا وشؤونها الخبيثة التي هي رجز الشيطان فان جنة لقاء الحق تعالى محل الاطهار ولا يدخل الجنة الا الطيب.
* شست وشوئي كن وآنكه بخرابات خرام *. (مصراع من بيت للشاعر العارف الحافظ الشيرازي يقول:
تنظف عن القذارات ثم ىقصد الخرابات. الخرابات في الادب الفارسي محل اجتماع السكارى وفي الادب العرفاني يعبّر به عن مجتمع المجذوبين والمصعوقين من تجليات الجلال والجمال).
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس