منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في أداب لباس المصلي ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي في أداب لباس المصلي ..
قديم بتاريخ : 04-Jul-2013 الساعة : 10:30 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


في آداب مطلق اللباس
اعلم ان النفس الناطقة الانسانية حقيقة، هي: - في عين الوحدة وكمال البساطة - ذات نشآت عمدتها كلّيّة ثلاث:
الأولى: النشأة الملكية الدنيوية الظاهرة ومظهرها الحواس الظاهرة والقشر الادنى لها هو الحواس الملكيّة.
الثانية: النشأة البرزخية المتوسطة ومظهرها الحواس الباطنية والبدن البرزخي والقالب المثالي.
الثالثة: النشأة الغيبية الباطنية ومظهرها القلب والشؤون القلبية.
ونسبة كل من هذه المراتب إلى الاخرى نسبة الظاهرية والباطنية، ونسبة التجلي والمتجلي، ومن هذه الجهة تسري الاثار والخواص والانفعالات من مرتبة إلى أخرى، فمثلا اذا أدركت حاسّة البصر شيئا يقع منه أثر في الحسّ البصري البرزخي مناسب لتلك النشأة ويقع منه أثر في البصر الباطني القلبي يناسب تلك النشأة، وهكذا الاثار القلبية تظهر في النشأتين الاخيرتين. وهذا المطلب مضافاً إلى أنه مطابق للبرهان القوي المتين مطابق للوجدان ايضاً، فمن هذه الجهة يكون لجميع الآداب الصورية الشرعية في الباطن أثر بل آثار، ولكل من الاخلاق الجملية التي هي من حظوظ مقام برزخية النفس أيضا آثار في الظاهر والباطن ولكل من العارف الالهية والعقائد الحقّة في النشأتين البرزخية والظاهرة آثار.
فمثلا الايمان بأن المتصرف في مملكة الوجود وعوالم الغيب والشهود هو الحق تعالى وليس لسائر الموجودات فيها تصرّف الا التصرّف الادنى الظلّي يوجب كثيرا من الكمالات النفسانية والاخلاق الفاضلة الانسانية مثل التوكل والاعتماد على الحق وقطع الطمع من المخلوق التي هي أمّ الكمالات، ويوجب كثيرا من الاعمال الصالحة والافعال الحسنة وترك كثير من القبائح، وهكذا سائر المعارف التي تعدادها وتعداد تأثيراتها خارج عن مجال هذه الاوراق، والقلم القاصر للكاتب، ويحتاج إلى تحرير كتاب ضخم لمؤلف صاحب قلم قويّ من أهل المعرفة، أو من نفس حار لاحد أهل الحال (دست ماكوتاه وخرما بر نخيل) (مصراع معروف يعد كمثل دارج مضمونة: ان ايدينا قصيرة والتمر على النخل فلا تصل اليه ايدينا).وهكذا مثلا خلق الرضا فانه من الاخلاق الكمالية الانسانية وله تأثيرات كثيرة في تصفية النفس وتجلياتها، ويجعل القلب موردا للتجليات الخاصة الالهية ويوصل الايمان إلى كماله، وكمال الايمان إلى الطمأنينة، والطمأنينة إلى كمالها وكمالها إلى المشاهدة، والمشاهدة إلى كمالها، وكمالها إلى المعاشقة، والمعاشقة إلى كمالها و كمالها إلى المراودة، والمراودة إلى كمالها وكمالها إلى المواصلة، والمواصلة إلى كمالها ويرتقي إلى ما لا يسعه وهمي ووهمك.
وفي ملك البدن والاثار والافعال الصورية التي هي أغصان وأوراق تلك الشجرة تأثيرات غريبة فيصير السمع والبصر وسائر القوى والاعضاء الهية ويظهر سرّ كنت سمعه وبصره شيئا ما كما أن لتلك المراتب في الظاهر تأثيرا بل تأثيرات وللهيئة الظاهرة وجميع الحركات والسكنات عادية وغير عادية ولجميع التروك والافعال ايضا فيها تأثيرات عجيبة بحيث ربما يتفق أن السالك يسقط من الاوج الاعلى إلى اسفل السافلين بنظرة واحدة تحقيرية إلى عبد من عباد الله ولا يستطيع جبران هذا السقوط في السنين المتوالية، وحيث أن قلوبنا نحن المساكين ضعيفة خفيفة وضئيلة ومثل شجرة الصفصاف (لهذه الشجرة صنف خاص يقال له بالفارسية (بيد مجنون) أي الصفصاف المجنون لها أغصان ضئيلة جدا متدلية إلى الارض وهي كما مثل بها الاستاذ تتحرك بأدنى نسيم).
تضطرب بالنسيم الرقيق وتفقد حالة السكون، فاللازم لنا أن نلاحظ الحالات القلبية حتى في الامور العادية وأحدها، اتخاذ اللباس ونتحفظ على القلب، وحيث أن للنفوس والشيطان حبائل مستحكمة وتسويلات دقيقة جدا والاحاطة بها خارجة عن طاقاتنا فلا بد لنا أن نقوم في مقابلها بقدر قوّتنا ونطاق وسعنا ونطلب التوفيق والتأييد من الحق تعالى.
فنقول بعدما اتضح ان للباطن في الظاهر وللظاهر في الباطن تأثيرا لابد للانسان الطالب للحق والارتقاء الروحاني أن يحترز في انتخاب مادة اللباس وهيئته مما يكون له تأثير السوء في الروح ويخرج القلب عن الاستقامة ويغفله عن الحق ويجعل وجهة الروح دنيوية، ولا يتوهّم ان تسويل الشيطان وتدليس النفس الامّارة انما هو في اللباس الفاخر الجميل فقط وفي التجمّل والتزين فحسب بل اللباس الخلق الذي لا قيمة له ربما يسقط الانسان عن درجة الاعتبار، ومن هذه الجهة لابد للانسان ان يحترز من لباس الشهرة بل من مطلق المشي على خلاف المعمول والمتعارف، كما أنه لابدّ أن يحترز عن الالبسة الفاخرة التي تكون مادتها وجنسها فيمة وتكون هيئتها وخياطها جالبة للانظار ومشارا اليها بالبنان لان قلوبنا ضعيفة وغير ثابتة، فبمجرد الامتياز والتعين يزلّ وينحرف عن الاعتدال فالانسان المسكين الضعيف العاري من جميع مراحل الشرف والانسانية وعزة النفس وكمال الادمية والبرىء منها ربما يتفق أنه بواسطة أذرع من الثوب الابريسم أو من الصوف وقد قلّد في خياطته الاجانب مع أنه تمكن منه بقيمة هي بيعه شرفه وارتكابه العارات، ينظر إلى عباد الله بنظر الحقارة والكبر ولا يعيّن لموجود قيمة، وهذا ليس الا من كمال ضعف نفسه وقلّة ظرفيّته حيث يتوهّم ان فضلات القزّ ولباس الغنم موجبة لاعتباره وشرفه.
2- ايها الانسان المسكين، ما هذا الضعف؟ وما هذه المسكنة فيك؟ فشأنك ان تكون فخرا لعالم الامكان وخلاصة للكون والمكان، أنت ابن آدم وشأنك أن تكون معلّما للاسماء والصفات، انت ابن خليفة الله وشأنك أن تكون من الآيات الباهرات (تورا زكنكره عرش ميزنند صفير) (مصراع بيت للحافظ الشيرازي يقول: أنت الطائر الذي تركت مكانك فمن أعالي العرش يصفرون لك كي ترجع إلى وكرك). أيها الشقيّ والخلف غير الصالح غصبت مقدارا قليلا من فضلات الحيوانات وملبوساتها وتفتخر بها. لو كان هذا فخرا فهو للقزّ والغنم والابل والسنجاب والارنب. لماذا تفتخر بلباس غيرك وتدلّل بما هو فخر لهم وتتكبّر به؟ وبالجملة كما أن لمادة اللباس وجنسه وكونه قيّما ومزيّنا تأثيرا في النفوس، ومن هذه الجهة قال أمير المؤمنين كما رواه القطب الرواندي (هو أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن العالم المتبحّر الفقيه المحدّث صاحب الخرائج والجرائح وقصص الانبياء ولب اللباب وشرح النهج وغيره وهو أحد مشايخ ابن شهر آشوب يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ. توفي القطب 4 شوال سنة 573 (تعج) كما في البحار نقلا عن خطّ الشهيد وقبره ببلد قُم في جوار الحضرة الفاطمية ، مزار معروف). عليه الرحمة: " من لبس ثوبا عاليا فلا بد من التكبر ولابد للمتكبّر من النار ".
كذلك في هيئته وكيفيّة قصّه وخياطته آثار ربما يحصل للانسان بواسطة أنه شبّه لباسه بالاجانب عصبية جاهلية للاجانب ويتضجّر ويتنفّر من الله ورسوله ويكون أعداء الله وأعداء رسوله محبوبين عنده ولذا ورد في الرواية عن الصادق : " ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى بعض أوليائه: قل للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تأكلوا كأعدائي ولا تمشوا كأعدائي فتكونوا أعدائي كا هم أعدائي ".
فكما أن للالبسة الفاخرة جدا في النفوس تأثيرا، كذلك للالبسة الدنية جدا من حيث المادة والجنس ومن حيث الهيئة والشكل في النفوس تأثير، وربما يكون فساد هذا اللباس أشد بمراتب من تلك الالبسة الفاخرة لان للنفس مكائد دقيقة جدا فبمجرد أن يرى السالك نفسه من النوع الممتاز بأنه لبس اللباس الخشن والكرباس ولبس سائر الناس الالبسة اللينة اللطيفة، فبواسطة حب النفس يغفل هو عن عيوبه ويحسب هذا الامر العرضي وغير المربوط به سببا لافتخاره، وربما يعجب بنفسه ويتكبّر على عباد الله ويحسب سائر الناس مبعدين عن ساحة القدس للحق ويرى نفسه من المقربين ومن خلّص عباد الله وربما يبتلى بالرياء وسائر المفاسد العظيمة، فالمسكين اقتنع من جميع مراتب المعرفة والتقوى والكمالات النفسانية باللباس الخشن ولبس الخلق وغفل عن الآلاف من عيوبه التي من أعظمها هذا العيب الذي حدث فيه من سوء تأثير هذا اللباس، وحسب نفسه من أهل الله مع أنه من أولياء الشيطان وحسب عباد الله لا شيء وبلا قيمة.
وكذلك ايضا ربما يكون أن هيئة اللباس وكيفيته يبلي الانسان بمفاسد مثل أن يرتّب اللباس على نحو يشتهر بالزهد والقدس، وبالجملة لباس الشهرة سواء في جانب الافراط أو في جانب التفريط من الامور التي تزلزل القلوب الضعيفة وتخلعها من مكارم الاخلاق وتوجب العجب والرياء والكبر (وفي وصية النبي لابي ذرّ: " يا أبا ذرّ البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكه "). التي كل واحد منها من أمهات الرذائل النفسانية والموجب للركون إلى الدنيا. وعلاقة القلب بها الذي هو رأس كل الخطيئات ومنبع جميع القبائح.
وفي الاحاديث أيضا أشير إلى كثير من الامور المذكورة كما في الكافي الشريف عن الصادق :" ان الله يبغض شهرة اللباس ".
وعنه أيضا قال:" الشهرة خيرها وشرها في النار ". وعنه : " ان الله يبغض الشهرتين، شهرة اللباس وشهرة الصلاة ".
وقد روي عن رسول الله ما معناه: " من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذلّ يوم القيامة ".
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس