منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - آداب الأذان والإقامة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Jul-2013 الساعة : 12:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين



في آداب أوقات الأذان والإقامة
الفصل الثاني
في بعض آداب تكبيرات الاذان والاقامة وأسرارهما
اعلم ان الاذان حيث إنه إعلام الحضور لقوى النفس الظاهرة والباطنة في محضر الحق الربوبي لاجل الثناء على الذات المقدسة على حسب جميع الاسماء والصفات والشؤون والآيات لان الصلاة كما أشير اليها ثناء جامع ومورد هذا الثناء هو الذات المقدسة على حسب تجلّيها بالاسم الاعظم الذي هو مقام أحدية جمع الاسماء في الحضرة الواحدية ومقام التجلي بالجمع والتفريق والظهور والبطون في حضرات الاعيان والاسماء العينية، فالسالك يتوجّه في بدء الامر إلى كبرياء الذات المقدسة على حسب هذا الشأن الجامع فيعلن عظمتها وكبرياءها اولا على قوى مملكة نفسه الملكوتية منها والملكية. وثانيا على ملائكة الله الموكلة على ملكوت السموات والأرضين فيعلن على حسب التكبيرات الاربعة كبرياء الاسم الاعظم على جميع سكنة عوالم الغيب والشهادة في المملكة الداخلية والخارجية، وهذا نفسه اعلان بعجزه عن القيام بالثناء على الذات المقدسة واعلام قصور نفسه عن اقامة الصلاة وهذا هو من الامور الشاملة في السلوك والاداب المحيطة على الثناء والعبادة، لابد أن يكون في جميع احوال الصلاة نصب عين السالك ولهذا يكرّر في الاذان والاقامة ويكرّرها دائما في الصلاة ويعاد في حال الانتقال من كل حال إلى حال آخر حتى يتمكن في قلب السالك القصور الذاتي لنفسه والعظمة والكبرياء للذات المقدسة.
ومن هنا يعلم أدبه أيضا من أنه لا بد للسالك أن يذكّر القلب وقواه بعجز نفسه وكبرياء الحق.
وبوجه آخر يمكن أن تكون التكبيرات الاولية في الاذان كل واحدة منها اشارة إلى مقام، فتكون التكبيرة الاولى اشارة إلى التكبير عن التوصيف ذاتا، والثانية إلى التكبير عن التوصيف وصفا، والثالثة إلى التكبير عن التوصيف اسما، والرابعة إلى التكبير عن التوصيف فعلا، فكان السالك يقول الله أكبر من أن توصف ذاته أو تجليات ذاته والله أكبر من أن توصف صفاته وأسماؤه وأفعاله أو تجلياتها بحسبها.
وفي حديث طويل عن أمير المؤمنين انه قال: " والوجه الاخر الله أكبر فيه نفي كيفيته كأنه يقول - أي المؤذن -: " الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته التي هي موصوف بها وإنما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا " الحديث.
ومن الآداب المهمة للتكبير أن السالك عليه أن يجاهد ويجعل قلبه محلا لكبرياء الحق جلّ جلاله بالرياضات القلبية ويحصر كبر الشأن والعظمة والسلطان والجلال بذات الحق المقدسة جلّ وعلا ويسلب الكبرياء عن سائر الموجودات، واذا كان في القلب اثر من كبرياء أحد لا يراه ولا يعلمه شعاع كبرياء الحق فقلبه مريض ومعلول ومورد لتصرف الشيطان وربما تكون التصرفات الشيطانية سببا لان يكون سلطان الكبرياء لغير الحق في القلب أكثر من الحق ويعرفه القلب أكبر من الحق، ففي هذه الصورة يكون الانسان محسوبا في زمرة المنافقين، وعلامة هذا المرض المهلك ان الانسان يقدّم رضا المخلوق على رضا الحق ليسخط الخالق لرضا المخلوق. وفي الحديث قال الصادق :" اذا كبّرت فاستصغر ما بين العلا والثرى دون كبريائه فإن الله اذا اطلع على قلب العبد وهو يكبّر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره قال: يا كاذب أتخدعني، وعزّتي وجلالي لاحرمنّك حلاوة ذكري ولأحجبنك عن قربي والمسارة بمناجاتي ". يقول : اذا كبّرت فاستصغر في محضر كبرياء تلك الذات المقدسة ما في الكون من الأرض إلى العرش لان الله تبارك وتعالى اذا رأى عبدا يكبّر ولكن في قلبه علّة عن حقيقة التكبير - يعني أن قلبه لا يوافق ما يجريه على اللسان - يقول: يا كاذب أتخدعني وعزّتي وجلالي.. إلى آخر الحديث.
فيا أيها العزيز ان حرمان قلوبنا المسكينة من حلاوة ذكر الحق تعالى وان لذة مناجاة تلك الذات المقدسة لم ترد في ذائقة أرواحنا ونحن محتجبون عن الوصول إلى قرب الجناب ومحرومون من تجليات الجمال والجلال لان قلوبنا عليلة ومريضة وقد حجبنا الاخلاد إلى الأرض والاحتجاب بالحجب المظلمة للطبيعة عن معرفة كبرياء الحق وأنوار الجمال والجلال، فما دام نظرنا إلى الموجودات نظرا ابليسيا استقلاليا فلا نذوق من شراب الوصل، ولا ننال لذة المناجاة، وما دمنا نرى لاحد في عالم الوجود العزّة والكبرياء والعظمة والجلال ونحن في حجاب أصنام التعينّات الخلقية فلا يتجلى سلطان كبرياء الحق جلّ وعلا في قلوبنا.
فمن آداب التكبير هو أن السالك لا يتوقف على صورته ولا يكتفي باللفظ فقط ولقلقة اللسان بل ينبّه القلب في أول الامر بقوة البرهان ونور العلوم الالهية، على كبرياء الحق وأنّ العظمة والجلال مقصورة على الذات المقدسة جلّت عظمتها وعلى فقر كافة السكنة الامكانية وقاطبة الموجودات الجسمانية والروحانية وذلّتها ومسكنتها، وبعد ذلك فبقوة الرياضة وكثرة المراودة والانس التام يحيي قلبه بهذه اللطيفة الالهية ويعطيه السعادة والحياة العقلية الروحانية، فاذا صار فقر الممكن وذلّته وعظمة الحق وكبرياؤه جلّت قدرته نصب عين السالك ووصل التفكر والذكر إلى حد النصاب وحصل للقلب الانس والسكينة فيشاهد بعين البصيرة آثار جلال الحق وكبريائه في جميع الموجودات وتعالج العلل والامراض القلبية فيجد لذة المناجاة وحلاوة ذكر الله ويصير القلب مقرا لسلطان كبرياء الحق جلّ جلاله وتظهر آثار الكبرياء في ظاهر المملكة وباطنها ويوافق القلب واللسان والسر والعلن فتكبّر جميع قوى الباطن والظاهر و الملك والملكوت ويرتفع أحد الحجب الغليظة ويقترب السالك مرحلة إلى حقيقة الصلاة التي هي معراج القرب. وقد أشير إلى بعض ما ذكر في الحديث المنقول عن العلل عن الصادق سلام الله عليه في حديث طويل يصف فيه المعراج قال: " أنزل الله العزيز الجبار عليه مَحمَلا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة حول العرش، عرشه تبارك وتعالى تغشي أبصار الناظرين، أما واحد منها فأصفر، فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة، وواحد منها أحمر، فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة. إلى أن قال: فجلس فيه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلى اطراف السماء ثم خرّت سجّدا فقال سبّوح قدّوس ربنا ورب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا، فقال جبرائيل: الله أكبر الله اكبر فسكتت الملائكة وفتحت السماء واجتمعت الملائكة ثم جاءت وسلّمت على النبيّ أفواجا " الحديث.
وفي هذا الحديث اسرار عظيمة تقصر أيدي آمالنا عنها، وما يمكن ان يذكر منها خارج فعلا عن مقصدنا كسرّ تنزّل محمل من نور وسرّ كثرة الانوار، وسر كثرتها النوعية وسر عدد الاربعين وسر تنزيل الله اياها وسر احاطتها حول العرش، وحقيقة العرش في هذا المقام وسر اصفرار الصفرة واحمرار الحمرة بواسطتها وسرّ نفور الملائكة وسجودهم وتسبيحهم وتقديسهم وتشبيههم ذلك النور بنور الرّبّ إلى غير ذلك مما يطول البيان في أطراف كل منها، وما يناسب المقام ويشهد على المطلب هو أن الملائكة بواسطة تكبير جبرائيل سكتت واطمأنّت واجتمعت حول جمع شمع الوليّ المطلق. وفتحت السماء الاولى بواسطة التكبير وخرق أحد الحجب الذي كان في طريق العروج إلى الله وليعلم أن هذه الحجب التي تخرق وترفع في الاذان غير الحجب التي في التكبيرات الافتتاحية، ولعله تأتي الاشارة إلى ذلك فيما بعد ان شاء الله.
لعل السر في أن الوارد في الاقامة هو تكبيرتان، ان السالك قد أقام قواه في المحضر وانتقل من الكثرة إلى الوحدة شيئا ما فيكبّر الذات والاسماء أو الاسماء والصفات، ولعل تكبير الصفات والافعال يكون منطويا في تكبير الذات والاسماء.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس